بكين 10 أغسطس 2021 (شينخوا) حتى يوم الاثنين، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تسجيل أكثر من 35 مليون حالة إصابة تراكمية بمرض (كوفيد-19) وأكثر من 610 آلاف حالة وفاة، ما يجعلها تحتل الصدارة في عدد الإصابات والوفيات على مستوى العالم.
إن الخسائر المفجعة في الأرواح هي تذكير بضرورة مراجعة دروس واشنطن المؤلمة في استجابتها للمرض والتعلم منها، حتى تتمكن البشرية من إنقاذ المزيد من الأرواح والتغلب على الفيروس في وقت مبكر.
على الرغم من حقيقة أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية قد مجدت صورة البلاد في معركتها ضد المرض، فقد أظهرت الحقائق أن الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم فشلا في مكافحة المرض، وأكثر دولة توجه اتهامات سياسية لغيرها في هذا الشأن، والدولة التي تسود فيها معظم المعلومات المضللة، حسبما أشار تقرير بحثي صدر يوم الاثنين عن ثلاثة مراكز بحثية في بكين.
الحقيقة بشأن استجابة الولايات المتحدة هي أن بعض السياسيين عديمي الضمير في واشنطن يكترثون بالمصالح الحزبية أكثر من اكتراثهم بحياة الأمريكيين العاديين.
في أوائل عام 2020، تجاهلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التحذيرات من الفيروس وقللت من شأن مخاطر المرض، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي وإقرار القاعدة الجمهورية في الانتخابات.
وقد تعطل نظام الوقاية من الجائحة والسيطرة عليها بسبب الصراعات الحزبية، وأضاعت البلاد فرصة تنفيذ تدابير فعالة في مراحل تطور متعددة للمرض.
كما تلعب السياسات المالية المشينة للولايات المتحدة دورا خلال فترة تفشي الجائحة، ما أدى إلى تفوق أهمية رأس المال على أهمية حياة البشر في نظر الحكومة.
وبعد تفشي المرض، أصدرت الدولة تريليونات من الدولارات من الأموال الجديدة، ما أدى إلى ارتفاع مستمر في سوق الأسهم. ووفقًا لمجلة ((فوربس))، ففي الفترة من مارس 2020 إلى يناير 2021، ارتفعت الثروة المجمعة لأكثر من 600 ملياردير أمريكي بنسبة 38.6 بالمئة.
وكانت الفئات الضعيفة ضحايا استجابة الحكومة المتخاذلة للمرض. وقال دان باتريك، نائب حاكم ولاية تكساس، إن الأجداد مثله "على استعداد" للموت لإنقاذ الاقتصاد من أجل أحفادهم.
ثمة حقيقة أخرى، هي أنه بينما يهتف السياسيون في واشنطن: "كل البشر خلقوا متساوين"، يشهد المجتمع الأمريكي تمييزًا وظلمًا متزايدين.
أدى فشل الاستجابة الأمريكية للمرض إلى تكثيف الصراعات العرقية، وانعكس ذلك في تصاعد الهجمات والتمييز ضد الآسيويين، وارتفاع عدد حوادث إطلاق النار في البلاد.
وذكر مقال نشرته صحيفة ((ذي أتلانتيك)) في أكتوبر أن مستويات الثقة في الولايات المتحدة، في مؤسساتها وسياستها، وثقة المواطنين في بعضهم البعض، "في تدهور شديد".
وجاء في المقال: "ناشد الأمريكيون مؤسساتهم الحاكمة الحفاظ على سلامتهم. وتقريبا خانتهم كل تلك المؤسسات".
وما زاد الأمور سوءا هو استخدام حكومة الولايات المتحدة المرض كذريعة لخدمة أجندتها السياسية الخاصة، وقمعت الحكومة في هذه العملية العلماء والآراء المهنية.
وأثناء اختلاق ادعاءات سخيفة حول منشأ الفيروس لوصم بعض البلدان، التزمت الحكومة الأمريكية الصمت بشأن الأسئلة المتعلقة بالاشتباه في حدوث إصابات بالمرض في الولايات المتحدة في أواخر عام 2019.
ويبلغ متوسط عدد حالات الإصابة الجديدة في الولايات المتحدة أكثر من 100 ألف حالة يوميا لأول مرة منذ فبراير، وهذا يكشف الصورة الحقيقية لمكافحة المرض في الولايات المتحدة. وقال فرانسيس كولينز، مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، إن البلاد "تفشل" في احتواء تزايد الإصابات بمتغير دلتا، و"نحن الآن ندفع الثمن الرهيب".
ونظرًا لأن الشعب الأمريكي لا يزال يكافح المرض، فمن المأمول أن تواجه واشنطن الواقع الصارخ لفشلها الذريع في مكافحة المرض، وأن تتخذ إجراءات لحماية المزيد من الأرواح في أمريكا. وإذا فعلت ذلك، أسهمت في المكافحة العالمية ضد المرض بدلاً من إعاقتها.