6 أغسطس 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بالإضافة إلى الأحداث المثيرة خلال الألعاب الأولمبية المقامة في طوكيو، صار الترموس الذي يستخدمه الرياضيون الصينيون لشرب الماء الدافئ موضوعا ساخنا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
إن المتحصلين على الميداليات الذهبية خلال هذه الدورة أمثال مالونغ في تنس الطاولة فردي للرجال، وتشن مينغ لتنس الطاولة فردي للسيدات وهوو تشي هوي في رفع الأثقال للسيدات بوزن 49 كغم وقوان تشن تشن في اختصاص فردي الجمباز للسيدات... كلهم كانوا يشربون الماء الساخن خلال المسابقات وفازوا كلهم بالمعدن الذهبي مما جعل من الترموس مرادفا للقوة ولحسن الحظ.
لماذا يشرب الصينيون الماء الساخن؟
في المطارات ومحطات السكك الحديدية والقطارات فائقة السرعة في الصين، يمكنك أن ترى ماكينات الماء المغلي في كل مكان، سواء في السفر أو في العمل اليومي، فإن الترموس يعد أحد معدات الحياة الأساسية للشعب الصيني. لماذا يحب الصينيون إذن شرب الماء الساخن كثيرا حتى أن الأبطال الأولمبيين ليسوا استثناء؟
اكتشف علماء الآثار في قاع معدات فخارية يعود تاريخها إلى آلاف عام آثارا للنار والدخان، كما يمكن رؤية آثار بقايا الماء داخل الفخار، مما يشير إلى أن الصينيين بدأوا بشرب الماء الدافئ منذ العصور القديمة. لكن تسخين الماء يتطلب كمية معينة من الوقود، لذلك كانت العائلات الغنية فقط هي التي يمكنها شرب الماء الساخن من وقت لآخر، أما العائلات الفقيرة فلا يمكنها إلا شرب الماء البارد.
في بداية القرن العشرين، مع دخول علم الأحياء والجراثيم للطب الغربي إلى الصين، أصبح لشرب الماء الساخن أساس علمي. إذ أنه عندما يتم غلي الماء فإن معظم الجراثيم الموجودة فيه تموت، وبالمقارنة مع شرب الماء غير المغلي، فإن الماء الساخن يكون أكثر فائدة لصحة الإنسان.
وعلى هذا الأساس، دعت الحكومة الصينية في ذلك الوقت الناس أيضًا إلى شرب الماء الساخن حيث عممت منشور "الماء الذي لا يُغلى لا يجب شربه"، من أجل الحد من حدوث أمراض الجهاز الهضمي.
في ذلك الوقت، لم تكن الإمكانيات الاقتصادية الصينية تسمح لها ببناء نظام صحي خاص بالمياه الصالحة للشراب مثل الغرب، لذلك حثت الحكومة الناس إلى غلي الماء وشربه وهو إجراء اقتصادي وسهل التشغيل للوقاية من الأوبئة.
وقد تجذر شرب الماء الساخن في صفوف الشعب إلى غاية سنة 1949. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، تم إطلاق حملة صحية وطنية تهدف إلى الوقاية من أهم الأمراض المعدية. إذ أنه بالإضافة إلى القيام بأعمال التنظيف، فقد دعت الحكومة عامة الناس لشرب الماء المغلي والدافئ وتجنب شرب الماء البارد والامتناع عن تناول الأطعمة الباردة. وقد أدى ذلك إلى تحسن كبير في صحة المواطنين، حيث تم احتواء العديد من الأمراض مثل الملاريا والكوليرا وغيرها.
في الخمسينيات من القرن الماضي، تم إدخال مبادرة شرب الماء الساخن إلى رياض الأطفال، حيث كان يجب على المعلمين ضمان تقديم الماء الساخن للأطفال ثلاث مرات في اليوم لمساعدتهم على تطوير هذه العادة في سن مبكرة. وبمرور الزمن، أصبح شرب الماء الساخن عادة مهمة في الحياة اليومية للشعب الصيني وتم تناقله من جيل إلى جيل وأصبح أسلوب حياة فريدا من نوعه بالنسبة لكافة الصينيين.
3 خطوات لشرب الماء تساعد على تحسين أداء التمارين الرياضية
قبل ساعتين من بدء التمرين، يحتاج الرياضي إلى شرب حوالي 500 مل من الماء مسبقا، ثم يشرب حوالي 300 مل من الماء قبل 15 دقيقة من بداية التمرين لضمان توازن السوائل في الجسم.
يجب على الرياضي أن يحرص على عدم شرب الماء دفعة واحدة، بل يشرب لمرتين أو ثلاث. يمكن أن يؤدي شرب الماء قبل التمرين إلى تحسين قدرة الجسم على التنظيم الحراري وتقليل معدل ضربات القلب أثناء التمرين.
أثناء التمرين يجب التقليل من شرب الماء دفعة واحدة. بشكل عام يجب على الرياضي أن يشرب الماء مرة واحدة ما بين كل 15-20 دقيقة، حيث في المرة الواحدة يجب شرب ما بين 50-100 مل والتي يتم تقسيمها لخمس أو ستّ مرات. أما إذا واصل المرء ممارسة الرياضة لأكثر من ساعة، فيمكنه استبدال الماء بمشروب رياضي لتزويد الجسم بالطاقة بشكل أفضل.
شرب الماء مباشرة بعد التمرين. إن كمية الماء التي يشربها الرياضي بعد التمرين مرتبطة بوزنه. من حيث المبدأ لكل خسارة نصف كلغم من الوزن ستزيد كمية الماء التي يشربها بمقدار من 2 إلى 3 أكواب أي حوالي 500 إلى 700 مل.
إذا كانت مدة التمرين أقل من ساعة، فلا داعي لشرب المشروبات الرياضية المنعشة، أما إذا تجاوز التمرين الرياضي الساعة، فإن الرياضي بحاجة إلى مشروب رياضي أو مياه تحتوي على سكريات وأملاح للحفاظ على تركيز السكر في الدم وتأخير حدوث التعب بعد التمرين.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه يجب ضبط محتوى السكر في المشروبات الرياضية بنسبة 4٪ إلى 8٪، لأن الإفراط في تناول السكر ليس مفيدًا للصحة.
درجة حرارة الماء المثالية
قال فانغ زيلونغ نائب مدير مركز أبحاث التغذية الرياضية التابع للإدارة العامة للرياضة بأنه يجب على المرء تجنب شرب الماء البارد قبل التمرين أو أثناءه أو بعده، كما أن درجة حرارة الماء المثلى يمكن أن تكون بين 37 و39 درجة مئوية، وذلك لتجنب إثارة حساسية الأمعاء.
يجب عدم شرب الكثير من الماء في وقت واحد لأن هذا يسبب بسهولة تمييع الدم وزيادة مفاجئة في حجم الدم مما يزيد العبء على القلب ويؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، لذلك بغض النظر عما إذا كان المرء يشرب الماء قبل أو أثناء أو بعد التمرين فيجب عليه تذكرة هذه المقولة "شرب القليل من الماء على دفعات كثيرة".