مقالة : طالبة مغربية وليلتها السحرية في متحف سانشينغدوي بجنوب غربي الصين

تشنغدو 29 يوليو 2021 (شينخوا) في ليلة صيفية، وقفت ياسمين الدرسي، طالبة مغربية تدرس في جامعة العلوم والتكنولوجيا الإلكترونية في الصين، بوحدها أمام تماثيل الرؤس البرونزية ونظرت إليها بكل دقة داخل الصالة الهادئة لمتحف سانشينغدوي بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين.

وقالت الدرسي "يرجع تاريخ التماثيل إلى ما قبل 3000 سنة، وأنا عمري 23 سنة فقط، ولكننا نتشارك ذات العيون والأنوف، وهذا ما يخلق لدي شعورا غريبا بأني قد عشت منذ وقت طويل وأن وجوه التماثيل ما زالت حية حتى الآن".

وحظيت الدرسي وغيرها من الطلبة الأجانب من تسعة دول مثل إيطاليا وأذربيجان ونيجيريا إلخ، بهذه الفرصة للتعرف على ثقافة سانشينغدوي الصينية، في إطار مشروع ثقافي أقامته جامعتها، اذ وفر المشروع لهم فرصة للتعرف على ثقافة سانشينغدوي وتحفها الأثرية من مسافة قريبة ودعما لإخراج مقاطع فيديو وثائقية حول الثقافة.

وبمساعدة الطلبة الصينيين، أنتجت الدرسي مقطعا وثائقيا يتحدث عن تماثيل الرؤوس البرونزية الـ57 بمختلف الأحجام والملامح وأشكال الشعر، ويلبس بعض تماثيل الرؤوس أقنعة ذهبية أيضا، ما ذكّرها بالقناع الذهبي الفرعوني المشهور.

وقالت الدرسي: "أعرف الحضارة الفرعونية أكثر وفيها اُستخدم الذهب بشكل واسع، ولكن القناع الذهبي على تمثال الرأس البرونزي نادر جدا"، مضيفة أن أكثر ما يعجبها هو ورعة ثقافة سانشينغدوي المتمثلة في هذه التماثيل البرونزية الجميلة التي يرجع تاريخها إلى حين ازدهار الحضارة الفرعونية، "وإن هذه الثقافة القديمة الرائعة تستحق أن يتعرف عليها المزيد من الناس في العالم".

ولقيت النسخة الأولية لمقطع الفيديو الوثائقي ردودا ايجابية بعد نشرها على حسابها للتواصل الاجتماعي، حيث قالت الدرسي "يرغب جميع أصدقائي في مشاهدة الفيديو النهائي بشدة"، مشيرة إلى أنها تود التعريف بالحضارة الصينية الرائعة ومضموناتها المتنوعة إلى المزيد من الناس.

ورغم إجادتها للغات العربية والفرنسية والانجليزية، قررت الدرسي دراسة اللغة الصينية في الصين بعد سنة من رحلتها في عدة دول آسيوية عام 2018، حيث وجدت أن الثقافة الصينية لها آثار كبيرة وعميقة في آسيا واللغة الصينية جميلة وقادرة على وصف التفاصيل الدقيقة، فوقعت في حب التاريخ الصيني وقراءة الكتب حوله إلى جانب مشاهدة المسلسلات التلفزيونية التاريخية.

وخلال فترة التصوير، شاهدت الدرسي لأول مرة علماء الآثار في عملية استخراج الحفريات الأثرية، وأعجبها اجتهاد العلماء الصينيين كثيرا، وقالت: "أنهم صبورون جدا في استكشاف المجهولات باستمرار رغم أنه ليس لديهم علم ان كان العمل مفيد أم لا، وهذا الجهد يترسخ في خصائص الصينيين من فهمي"، حيث قامت بتضمين تلك المشاهد في الفيديو الوثائقي الذي أنتجته.

وقال شيانغ يون جيوي، العميد التنفيذي لمعهد الاتصال الدولي للثقافة الصينية التابع لجامعة بكين للمعلمين، إن الشباب الأجانب تعرفوا عن قرب من ثقافة سانشينغدوي المعروفة بالنسبة للصينيين في إطار مشروع التصوير، معربا عن إعجابه الكبيرة بزواياهم لفهم ثقافة سانشينغدوي وأساليبهم المبتكرة للتحدث عنها، مشيرا إلى أنها تجربة ثقافية فريدة للطلبة الأجانب والصينيين المشاركين في المشروع.