تشنغدو 31 مايو 2021 (شينخوا) مع اكتشاف أكثر من 1000 قطعة أثرية مهمة من حُفر القرابين الست الجديدة في موقع أطلال سانشينغدوي الأثري الأسطوري في جنوب غربي الصين، عبرت معاهد البحوث الخارجية والمتاحف والمنظمات الدولية، عن إشادتها بذلك الإنجاز وقدمت تهانيها عبر رسائل الفيديو للصين على فتحها فصلا جديدا من الاكتشافات الأثرية.
وتعتبر الآثار الثقافية المكتشفة واسعة النطاق ورائعة بطبيعتها، كما تعد شهادة على تنوع وتشابه الحضارات العالمية القديمة، وهو ما سيساعد أيضا في تعزيز التبادلات الثقافية والتعاون بين الصين والدول الأخرى، وفقا للمسؤولين والممثلين.
وتعتبر أطلال سانشينغدوي أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، وقد دخلت حقبة جديدة من أعمال التنقيب اعتبارا من النصف الثاني من العام الماضي، والتي تتضمن بشكل أساسي حُفر القرابين من رقم 3 إلى رقم 8.
وتم الكشف عن قطع أثرية رائعة بما في ذلك الأدوات البرونزية والعاج واليشم والرقائق الذهبية والأدوات الحجرية خلال عمليات التنقيب الأثرية الأخيرة.
والجدير بالذكر أنه من بين أكثر المكتشفات إثارة، تمثال فريد برونزي يرفع يداه حاملا إناءً برونزيا مربعا على شكل مذبح، وأيضا أداة برونزية نادرة للغاية يبلغ ارتفاعها 115 سم.
وتقدمت أطلال سانشينغدوي الواقعة في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، سويا مع أطلال جينشا الواقعة في حاضرة المقاطعة تشنغدو، تقدمتا بطلب للحصول على وضع موقع التراث الثقافي العالمي لليونسكو، وفق ما ذكرت حكومة المقاطعة يوم الجمعة الماضي.
وقال إرنستو أوتون، مساعد المدير العام للثقافة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، إنه يَعتبر الاكتشافات الجديدة للموقع علامة بارزة في علم الآثار وفهم البشر للحضارة الصينية.
وقال أوتون في مقطع فيديو تهنئة على التقدم الجديد للموقع: "في الوقت الذي اضطرت فيه العديد من أعمال الاستخراج إلى التوقف بسبب كوفيد-19، فإن هذا الاكتشاف مشجع بشكل خاص".
كما أشاد أوتون بالموقع نظرا لأنه يوفر فرصا مهمة للتبادلات الثقافية والبحث والحوار، والتي تتوافق مع القيم التي اقترحتها مهمة اليونسكو.
من جانبه، هنأ ويبر ندورو، مدير عام المركز الدولي لدراسة الحفاظ على الممتلكات الثقافية وترميمها (إيكروم)، علماء الآثار الصينيين والصين على تفانيهم طويل الأمد في استخراج الآثار والحفاظ عليها.
وقال ندورو عبر الفيديو إن هيئة "إيكروم" مستعدة أيضا للتعاون مع الصين لضمان الحفظ رفيع المستوى للاكتشافات الأثرية من أطلال سانشينغدوي ونشرها.
كما بعث ماركوس أنطونيو سانتوس راميريز، مدير منطقة الأطلال الأثرية في تشيتشن إيتزا في المكسيك، وآنا فاسيليكي كاراباناجيوتو، مديرة المتحف الأثري الوطني في اليونان، بالتهنئة إلى الصين عبر رسائل الفيديو.
واكتشف مزارع بالصدفة موقع أطلال سانشينغدوي عندما كان يحفر حفرة في عشرينيات القرن الماضي. وتقع الأطلال التي تغطي 12 كيلومترا مربعا، في مدينة قوانغهان بمقاطعة سيتشوان، والتي تبعد حوالي 60 كيلومترا من مدينة تشنغدو، ويُعتقد أنها بقايا مملكة شو التي يعود تاريخها إلى 4800 عام على الأقل واستمرت لأكثر من 2000 عام.
وقال لوه تشيانغ، نائب حاكم مقاطعة سيتشوان، إنه يجري تسريع أعمال بناء حديقة سانشينغدوي للتراث الوطني ومتحف جديد، وذلك لجعل سانشينغدوي وجهة سياحية مشهورة عالميا.
وفي عام 1986، تم اكتشاف 1720 قطعة أثرية فريدة في الحفرتين رقم 1 ورقم 2، مما أثار الاهتمام العالمي. وفي أكتوبر 2019، اكتشف علماء الآثار ست حفر قرابين جديدة أثناء التنقيب في المنطقة التي توجد بها الحفرتان رقم 1 ورقم 2.