نيويورك 2 أكتوبر 2020 (شينخوا) أثار نبأ ثبوت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكوفيد-19 توترا في السوق يوم الجمعة، وقال خبراء إنه من المرجح استمرار التقلبات بسبب عدم اليقين بشأن الانتخابات والمخاوف بشأن الوباء.
وأعلن ترامب في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة ثبوت إصابته وزوجته ميلانيا بكوفيد-19، بعد أن أصيبت مساعدة مقربة له بالفيروس.
وجاء هذا النبأ في وقت يستمر فيه الوباء في إحداث الفوضى في جميع أنحاء البلاد، حيث أصاب أكثر من 7.3 مليون شخص وأودى بحياة قرابة 210 آلاف شخص، وكلاهما الأعلى في العالم، وفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز.
ووضع النبأ أصولا محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك عقود النفط الآجلة، تحت الضغط. وسجلت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت انخفاضا في تعاملات متقلبة يوم الجمعة.
وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي على هبوط قدره 134.09 نقطة ليصل إلى 27682.81، بعد أن انخفض أكثر من 400 نقطة عند أدنى مستوى له في الجلسة. وأغلق مؤشر "إس أند بي 500" على انخفاض بنسبة 1 في المائة تقريبا ليسجل 3348.44. وهبط مؤشر ناسداك 2.22 بالمائة ليغلق عند 11075.02.
وخسر خام غرب تكساس الوسيط تسليم نوفمبر 1.67 دولار أمريكي ليستقر عند 37.05 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية.
وفي غضون ذلك، ارتفع الدولار الأمريكي مع زيادة الطلب عليه كملاذ آمن. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.15 في المائة ليستقر عند 93.8476 في أواخر التعاملات.
وأشار الخبراء إلى أن الاختبار الإيجابي للرئيس غذى مخاوف السوق حيث جاء النبأ ليزيد من حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات.
وقال محللون في مجموعة ((يو بي إس)) في مذكرة يوم الجمعة إنه "من المرجح أن تركز الأسواق على تأثير الخبر على نتيجة الانتخابات وسياسة الصحة العامة".
وأفادوا أن "الحاجة إلى الحجر الصحي ستحد من قدرة الرئيس ترامب على المضي قدما في حملته الانتخابية في الولايات المتأرجحة خلال الأسابيع المقبلة. وهناك أيضا شكوك بشأن ما إذا كانت المناظرات الرئاسية المتبقية المخطط لها ستمضي قدما".
وقال لاري بنيديكت، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة ((أوبرتونيستيك ترايدر)) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "من الواضح أن التوتر الانتخابي سائد للغاية".
وأشار إلى أن الأسواق تحركها الأخبار، وأن الأنباء حول القضية الصحية للرئيس والتحديثات حول الحوافز المالية الأمريكية الجديدة هي من بين المحفزات الرئيسية.
وفي بيان صدر في وقت لاحق يوم الجمعة، قال البيت الأبيض إن ترامب، الذي ظهرت عليه أعراض خفيفة، لا يزال في حالة معنوية جيدة ويعمل طوال اليوم، مضيفا أنه سيبقى في مستشفى عسكري خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال بيتر بيركنز، الخبير الإستراتيجي العالمي في شركة الأبحاث ((إم آر بي بارتنرز))، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "اختبار ترامب الإيجابي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الانتخابات، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لتحديد مدى خطورة حالته وكيفية رد فعل الناخبين"، مشيرا إلى أن الأنباء قد تضيف تعقيدا على المصير غير المؤكد لاتفاق بشأن حزمة كوفيد-19 أمريكية جديدة.
كما زاد تقرير حول الوظائف في الولايات المتحدة في سبتمبر، والذي كان أسوأ من المتوقع، من الضغط على السوق يوم الجمعة.
وأضاف أرباب العمل الأمريكيون 661 ألف وظيفة في سبتمبر، مما خفض معدل البطالة بمقدار 0.5 نقطة مئوية ليصل إلى 7.9 في المائة، وفق ما أفاد مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل يوم الجمعة. وتوقع اقتصاديون اسُتطلعت آراؤهم من قبل داو جونز زيادة في الوظائف بمقدار 800 ألف.
ويقارن هذا بمكاسب منقحة صعودا بلغت 1.49 مليون وظيفة في أغسطس، عندما انخفض معدل البطالة بمقدار 1.8 نقطة مئوية ليسجل 8.4 في المائة، مما يشير إلى تباطؤ التعافي في سوق العمل الذي عصف به وباء كوفيد-19.
واستشرافا للمستقبل، من المرجح أن تظل تقلبات السوق مرتفعة مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات والمخاوف بشأن توقعات الانتعاش الاقتصادي الأمريكي في إثارة قلق المستثمرين.
وقال بنيديكت إن "التقلبات في الأسواق سترتفع في الأسابيع الثلاثة المقبلة حتى الانتخابات بشكل كبير"، حيث يحاول المستثمرون تقييم النتائج المحتملة.