بكين 3 سبتمبر 2020 (شينخوا) قال خبراء أجانب إن النظام العالمي الذي تأسس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تحقق بشق الأنفس، وعلى المجتمع الدولي أن يتعلم من التاريخ ويعتز بالسلام العالمي ويعارض الهيمنة وسياسات القوة.
فقد ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس خطابا في ندوة عُقدت في بكين لإحياء الذكرى الـ75 للانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية.
وقال الرئيس شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، إن الروح العظيمة لمقاومة العدوان التي ولدت خلال الحرب هي مصدر إلهام لا يقدر بثمن، وسوف تحفز دائما الشعب الصيني على التغلب على جميع الصعوبات والعقبات والسعي إلى تحقيق نهضة الأمة.
وبدوره، أشار مايكل وود، المؤرخ البريطاني وأستاذ التاريخ العام بجامعة مانشستر، إلى أنه في الذكرى الـ75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، من المهم أن نتذكر أن الصين وقفت مع بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في مكافحة الفاشية.
وقال وود إن هزيمة الفاشية ألهمت الكثيرين في جميع أنحاء العالم للعمل من أجل السلام والتفاهم، معربا عن أمله في أن تقوم الحكومات حول العالم اليوم "بالعمل معا لضمان الإنصاف والعدالة والتقدم للجميع".
وذكرت نورهان الشيخ، الخبيرة في الشؤون الآسيوية بجامعة القاهرة المصرية، أن خطاب الرئيس شي هو نوع من التذكير للناس بضرورة تعلم دروس من الأزمة التاريخية الحادة.
ولفتت الباحثة إلى أن "المنطق السلبي لهذه الحرب لا يزال يؤثر على السياسات المتعلقة بالشؤون الخارجية والتنمية لدى بعض الدول. ولا يزال هناك سوق للإمبريالية والهيمنة".
وأضافت قائلة "يجب أن نفخر بالنصر" ونتجنب خوض حرب كهذه مرة أخرى بأي ثمن.
وقالت كريستين بيير، رئيس تحرير مجلة ((نوفال سولداريتيه)) الفرنسية والخبيرة في معهد (شيللر فرانس)، إنه من الضروري استعراض المساهمة الهامة التي قدمتها الصين للنصر في الحرب العالمية ضد الفاشية في هذا اليوم.
وأضافت بيير أن إحياء ذكرى هذه اللحظة التاريخية يهدف إلى تذكير الناس بضرورة عدم نسيان الدروس المؤلمة للحرب، وضرورة الاعتزاز بالسلام وصونه حتى لا تتكرر المأساة.
وذكر المحلل السياسي السوري حسام شعيب أن خطاب شي أرسل صوتا عقلانيا إلى العالم لتذكر التاريخ، ومعارضة الحرب، والاعتزاز بالسلام.
وقال الخبير إن الحزب الشيوعي الصيني ملتزم دائما بالتنمية السلمية ورفاه الشعب، مضيفا أن التاريخ والواقع الحالي أثبتا أنه طالما أن الشعب الصيني يلتزم بقيادة الحزب الشيوعي الصيني وطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، فسوف يتغلب بالتأكيد على التحديات والصعوبات ويحقق الهدف المتمثل في نهضة الأمة.
وذكر كافينس أديري، الباحث الكيني في العلاقات الدولية، أنه بفضل الجهود الشاقة التي بُذلت، أصبحت الصين لاعبا دوليا قويا وديناميكيا له تأثير معطاء في جميع أنحاء العالم.
وقال أديري إنه من المتوقع أن تواصل الصين تعزيز قصتها الخاصة المتمثلة في نهضة الأمة والتي تتميز بتوفير السلع العامة على نطاق واسع وبنظرة عالمية تعطي أهمية قصوى للسلام والتنمية.