1 سبتمبر 2020 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ نظمت جمعية بحوث الأدب العربي بالصين، بالمشاركة مع قسم اللغة العربية بجامعة بكين، ومركز الدراسات العربية بجامعة اللغات والثقافة ببكين مؤخرا، ندوة أكاديمية عبر الإنترنت بمناسبة الذكرى الـ 80 لرحيل المفكر والاديب والشاعر والسياسي اللبناني الشهير أمين الريحاني، وتخليداً لذكرى مساهماته في الأدب العربي والأدب العالمي. بمشاركة فو تشي مينغ (أمين)، وكيل كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، ولوه لين (خليل)، مدير مركز الدراسات العربية لجامعة اللغات والثقافة ببكين، ولين فنغ مين(عامر)، رئيس جمعية بحوث الأدب العربي بالصين ، ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، وعن الجانب العربي، شارك في الندوة، الدكتور بلال عبد الهادي، رئيس قسم الأدب العربي بجامعة لبنان، وبدوي، أستاذ في قسم اللغة الصينية في جامعة خرطوم، وعلاء، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة بكين، كما شارك في الندوة كوكبة من الأكاديميين الصينين والعرب المختصين في الأدب العربي.
أكدت السيدة ميليا جبور السفيرة اللبنانية لدى بكين في كلمة كتابية القاها نيابة عنها الأستاذ لين فنغ مين(عامر)، أن أمين الريحاني كان، ومازال كاتبا ومفكرا فعالا في عصره وبيئته، ومازالت أعماله وكتاباته بالإنجليزية والعربية نموذجا للمفكرين الفاعلين في مسعى التجديد والتغيير. وأنه كاتب للمستقبل، وليس لعصره فحسب، وخاطب الأجيال المقبلة ودعاها إلى تغليب التفكير على التكفير، والتسامح على التعصب، والانفتاح بدل الانغلاق. وما زالت الأفكار التي طرحها الريحاني لمواجهة تحديات التغيير منذ أكثر من مئة عام تتردد في الأوساط الفكرية اليوم، ويرى فيها البعض حلولا ممكنة للكثير من القضايا المعاصرة، خاصة في أطار حركات التغيير الديمقراطي والثورات والانتفاضات التحررية التي يشهدها العالم. وأضافت السفيرة قائلة:" لا شك أن رؤية الريحاني العلمانية المنفتحة على الثقافات والشعوب الأخرى، خاصة في إطار البحث عن السلم في العالم، هي رؤية بديلة لأيديولوجية التطرف سواء في الخطاب الديني والمذهبي او الطائفي، او خطاب " صراع الحضارات " الذي يروج له البعض في الغرب. ونوهت السفيرة الى ان استحضار ارث امين الريحاني التنويري في هذه الأيام التي يعيش فيها العالم انقسامات حادة، وتنبعث فيه العصبيات وتهدد المجتمعات بفكرها الظالم ضروري مهم.
في كلمة مقتضبة، أعرب الأستاذ فو تشي مينغ (أمين)، وكيل كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، عن ترحيبه الخالص بجميع المشاركين نيابة عن المعلمين والطلاب في جامعة بكين. وقدم بإيجاز حياة أمين الريحاني التي لخصها في جملة واحدة، حيث قال: " أمين الريحاني دائمًا يدعو إلى التحرر الوطني." كما أشار الى تطلع جامعة بكين الى تطوير التبادلات والتعاون مع المزيد من الجامعات العربية.
ومن جانبه، قال الأستاذ لوه لين (خليل)، مدير مركز الدراسات العربية لجامعة اللغات والثقافة ببكين، وعميد معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات والثقافة ببكين، أن أمين الريحاني بصفته رائد من رواد التنويرين العرب في تلك الحقبة، عبّر عن أفكاره العميقة بكلمات جميلة. مشيرا إلى أن الندوة أحيت أهمية دمج الأدب العربي في تدريس اللغة العربية، وتساهم في مراجعة تأثير فكر الريحاني على تطور المجتمع العربي.
وقد ألقى الأساتذة والمختصون في الأدب العربي من الصينيين والعرب محاضرات قيمة حول أعمال أمين الريحاني وافكاره وفلسفته التنويرية التي لا تزال حاضرة، وقادرة على المساهمة والإبداع.