دمشق 27 أغسطس 2020 (شينخوا) جددت دمشق التأكيد على رفض أي تدخل خارجي في عمل لجنة مناقشة الدستور، مع استئناف الاجتماعات في جنيف اليوم (الخميس) بعد تعليقها لمدة يومين بسبب تسجيل أربع إصابات بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بين أعضاء الوفود المشاركة.
واستؤنفت بعد ظهر اليوم اجتماعات اللجنة المصغرة المنبثقة عن الهيئة الموسعة للجنة مناقشة الدستور في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
وأعلن الموفد الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، في وقت سابق اليوم استئناف جلسات اللجنة الدستورية السورية عقب تعليق على خلفية وجود إصابات بمرض فيروس كورونا بين عدد من الأعضاء.
وقال بيدرسن في بيان إنه سيتم مواصلة الجلسات بناء على تأكيد السلطات الصحية المختصة حول إمكانية استئنافها.
وقال رئيس الوفد الوطني إلى اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف أحمد الكزبري، في تصريحات للتلفزيون الرسمي السوري ردا على سؤال حول اجتماع المبعوث الأمريكي جيمس جيفري، مع الوفود الأخرى إن "تدخلات الغرب ومحاولته توجيه الوفود الأخرى كانت تتم في الاجتماعات السابقة من تحت الطاولة".
وتابع الكزبري "أما في هذه الجولة فقد أصبحت بشكل علني من خلال تصريحات جيمس جيفري، ولقاءاته مع هذه الوفود، الأمر الذي يؤكد ما أعلنته الدولة السورية سابقاً عن وجود تدخلات غربية في المسار السياسي".
وأضاف في تصريحاته التي نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم أن هذا "التدخل يمتد إلى عمل اللجنة، ونحن لن نقبل به على الإطلاق، ويجب على الأمم المتحدة عدم السماح بهذا التدخل لأنها ميسرة لعمل اللجنة".
وحول اجتماع اليوم وجدية الأطراف الأخرى في المناقشات، قال الكزبري إن هناك جدول أعمال متفقا عليه، وهو مناقشة المبادئ الوطنية الأساسية.
وأوضح أن جلسة اليوم، استمرت ثلاث ساعات، وشهدت خروجاً للوفود الأخرى عن المبادئ المتفق عليها، وبدأ البعض يتحدث عن مبادئ دستورية، وهناك من تحدث عن أمور تنظيمية ومن طرح مواد صياغية، لافتاً إلى أن الوفد الوطني تقدم بنقاط نظام لأن ما طرح يخالف المبدأ وجدول الأعمال المتفق عليه.
ومضى قائلا "طرحت بعض الأمور التي تصب بشكل مباشر كمبادئ وطنية أساسية، ومازال الوقت مبكراً للحديث عن نتائج لأننا ما زلنا عملياً في الجلسة الثانية بعد تعليق الاجتماعات ليومين بسبب ظهور حالات إيجابية بمرض فيروس كورونا في الوفود".
وأضاف أنه سيتم عقد جلستين كاملتين يوم السبت المقبل، وسيعود الوفد يوم الأحد القادم إلى سوريا.
وبشأن تعليق الاجتماعات لمدة يومين، قال الكزبري إنه "عند وصولنا إلى جنيف تم إجراء فحوصات خاصة بفيروس كورونا من قبل السلطات السويسرية، لكن الأمم المتحدة لم تنتظر نتائج التحليل وباشرنا اللقاءات يوم الإثنين وبعد انتهاء الجلسة الأولى أخبرونا بوجود حالات إيجابية بين أعضاء الوفود المشاركة".
وتابع "كانت هناك حالتان في الوفد الوطني، وواحدة في وفد النظام التركي، ومثلها في وفد المجتمع المدني، ليتم تعليق الجلسات".
وأضاف الكزبري" في اليوم الثاني تم إجراء فحص متقدم وكانت النتائج سلبية، وبناء على ذلك تم اتخاذ قرار بمتابعة الجلسات اليوم وفق الإجراءات الاحترازية، لكن فوجئنا اليوم بتوصية السلطات الصحية السويسرية بعدم مشاركة الأعضاء الأربعة المشتبه بإصابتهم".
وتتألف اللجنة المصغرة من 45 عضوا، 15 للوفد الحكومي، و15 لممثلي المجتمع المدني، و15 للمعارضات، ومن رئيسين هما أحمد كزبري عن الوفد الحكومي، وهادي البحرة عن وفد المعارضات.
ويشارك في الجلسات المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسن، بصفة مسير أعمال اللجنة.
وعقدت اللجنة الدستورية اجتماعها الأول في 30 أكتوبر الماضي في الأمم المتحدة في جنيف بحضور 150 شخصاً، وكلفت لجنة مصغّرة مؤلفة من 45 عضواً الخوض في تفاصيل الدستور.
وانتهت الجولة الثانية من محادثات اللجنة الدستورية أواخر نوفمبر في جنيف بخلاف حول جدول الأعمال قبل أن تستأنف الأسبوع الجاري بعد توقف دام نحو تسعة أشهر.