10 يوليو 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بدأت العديد من مؤسسات البحث الحكومية ومؤسسات البحوث الوبائية في إسبانيا الابحاث حول انتشار الوباء والسيطرة عليه في أبريل، حين نفذت إسبانيا تدابير الطوارئ لمنع انتشاره. وقد نشرت المجلة الطبية البريطانية "ذي لانسيت" يوم 6 يوليو الجاري دراسة اسبانية، أحدث الدراسات ذات الصلة بكوفيدـ 19، تشير الى أن "المناعة الجماعية" من الصعب أن تحقق نتائج ايجابية والسيطرة عل الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، وأن تجنب تجمّع الناس واتصالاتهم الوثيقة، والكشف الفوري وعزل المصابين الجدد لا تزال ضرورية للسيطرة على الوباء في المستقبل. وتعد هذه الدراسة هي الأكبر في الأبحاث المتعلقة بالوباء في الأوروبي.
وأظهرت الدراسة، التي تمولها وزارة الصحة الإسبانية وتضم أكثر من 60 ألف شخص، أن 5٪ فقط من الأشخاص في إسبانيا ينتجون أجسامًا مضادة لـ كوفيد ـ 19، الذي لا يزال بعيدًا جدًا عن تشكيل "المناعة الجماعية" ضد الفيروس.
كما يشير التقرير البحثي إلى إنه على الرغم من الوباء الشديد في إسبانيا، لا يزال معدل الانتشار المقدر منخفضًا، وهو ما لا يكفي بشكل واضح لتشكيل "المناعة الجماعية". وقالت القائدة البحثية مارينا بوليان: " من الصعب تحقيق "المناعة الجماعية" حاليا إذا لم تقبل التكاليف الباهضة للوفيات والانظمة الطبية المثقلة."
ووفقاً للتقرير، يعد ضمان المسافة الاجتماعية والسعي لتحديد وعزل الحالات الجديدة واتصالاتهم الوثيقة في ظل هذه الظروف، هي وسائل ضرورية للسيطرة على الوباء في المستقبل.
يشير ما يسمى بـ "المناعة الجماعية" إلى حدوث الأجسام المضادة في معظم الناس لمنع انتشار الفيروس وتحقيق التأثير المناعي للسكان. ويعتقد الخبراء بشكل عام أن 70٪ إلى 90٪ من السكان يجب تحصينهم ضد الفيروس لتحقيق "مناعة جماعية".
نقلت شبكة سي إن إن عن إيزابيلا إكلر، المعلقة من مجلة لانسيت ورئيسة مركز الأمراض السامة الجديدة في جامعة جنيف في سويسرا، قولها إنه وفقًا للأبحاث ذات الصلة، فإن أي محاولة لتحقيق مناعة جماعية من خلال العدوى الطبيعية ليست غير اخلاقية للغاية فحسب، ولكنها ايضا لن تنجح.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية يوم 11 مايو من هذا العام، أن مصطلح "المناعة الجماعية" يأتي من مجال علم الأوبئة البيطرية، ويجب الحذر عند استخدامه على الأمراض المعدية البشرية مثل الالتهاب الرئوي لتجنب تجاهل الحياة والمعاناة الشخصية.