باريس 14 يونيو 2020 (شينخوا) في كلمة عبر التلفزيون لمواطنيه يوم الأحد، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "النصر الأول" على وباء فيروس كورونا الجديد، معلنا عودة الحياة لطبيعتها ابتداء من يوم الإثنين عبر مناطق فرنسا، باستثناء مناطق ما وراء البحار.
قال ماكرون "من الغد، سنكون قادرين على قلب الصفحة على أول عمل للأزمة التي مررنا بها للتو"، و"المرحلة الجديدة التي ستنطلق من الغد، ستسرع من التعافي".
وأضاف "لذا، سنكون قادرين على أن نجد مرة أخرى متعة التواجد معا، واستئناف العمل بالكامل، وأيضا الحصول على المتعة، وصقل أنفسنا. وسنعيد اكتشاف فننا المعيشي، ومتعتنا بالحرية".
--خروج كامل تقريبا من الإغلاق
سيتم رفع القيود المتبقية في منطقة إيل دو فرانس التي تخلفت حتى الآن عن بقية برنامج التخفيف في البلاد. وسيُسمح للبارات والمقاهي والمطاعم باستقبال الزبائن.
وأعلن الرئيس أن جميع دور الرعاية والحضانة والمدارس والكليات سيُعاد فتحها اعتبارا من 22 يونيو الجاري، حيث يتعين على جميع الطلاب حضور دروسهم.
واعتبارا من يوم الإثنين، سيتمكن المسافرون الأوروبيون من دخول الأراضي الفرنسية دون قيود، بينما سيتعين على المسافرين من دول خارج منطقة شنغن، الانتظار حتى أول يوليو المقبل.
وسيُسمح بزيارات لدور رعاية المسنين وستُجرى الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في 28 يونيو. وفي الوقت نفسه، ستظل التجمعات الكبيرة "تخضع لسيطرة محكمة" على الرغم من تحسن المؤشرات المتعلقة بالوباء.
وحذر الرئيس ماكرون من أنه "سيتعين علينا التعايش مع (الفيروس) لفترة طويلة حتى الآن، مع احترام قواعد التباعد الجسدي ... ومتابعة تطور الوباء للاستعداد إذا عاود الظهور بقوة".
وقال "إن الحرب ضد الوباء لم تنته بعد، ولكني سعيد بهذا الانتصار الأول ضد الفيروس".
حتى يوم السبت، شهدت فرنسا 24 حالة وفاة جديدة بسبب الوباء، ما يرفع حصيلة الوفيات بالبلاد إلى 29398، وفقا للأرقام الصادرة عن الوكالة الوطنية للصحة العامة.
كانت الوفيات الأخيرة في يوم واحد أقل من 28 حالة وفاة سُجلت في اليوم السابق. وشهد يوم السبت أيضا 526 حالة إصابة جديدة بالفيروس، بانخفاض عن 726 يوم الجمعة، ليصل العدد إلى 156813.
واستمر دخول المستشفيات في الانخفاض للشهر الثاني على التوالي. ولا يزال حوالي 10909 أشخاص في المستشفيات للعلاج من فيروس كورونا الجديد، مقارنة بـ11124 مسجلة يوم الجمعة. وانخفض عدد المرضى الذين يحتاجون إلى استخدام جهاز التنفس الاصطناعي بـ8 إلى 871.
--إعادة البناء لما بعد كوفيد
في خطابه الرابع في وقت ذروة البث التلفزيوني، منذ تفشي الفيروس في أوائل مارس، اعترف ماكرون بأن الأزمة الصحية غير المسبوقة كشفت عن "عيوب وضعف" في فرنسا، مثل الاعتماد على قارات أخرى في منتجات معينة، والتنظيم البطيء، وعدم المساواة الاجتماعية والإقليمية.
وتعهد قائلا "نقاط قوتنا، سنعززها، ونقاط ضعفنا، سنقوم بتصحيحها بسرعة وقوة"، مؤكدا على "أريد أن نتعلم كافة الدروس مما عشناه".
وقال أيضا "إن اللحظة التي مررنا بها ... تجبرنا على فتح مرحلة جديدة من أجل استعادة السيطرة الكاملة على حياتنا ومصيرنا في فرنسا وأوروبا".
وخلال وضعه جدول أعمال اقتصادية واجتماعية للعامين المقبلين، أكد ماكرون على أن "الأولوية القصوى هي إعادة بناء اقتصاد قوي وإيكولوجي وذي سيادة وموحد".
ولتحقيق ذلك، تعهد بتعزيز البحوث وتحسين جاذبية القطاعات التكنولوجية والصناعية والزراعية في البلاد، مع التركيز بشكل كبير على الأنشطة الخضراء لخلق فرص عمل للمستقبل.
علاوة على ذلك، تعهد الرئيس الفرنسي "باستثمار ضخم في التعليم والتدريب وفرص العمل للشباب" والمزيد من "الحوافز التي من شأنها حماية كبار السن والفقراء بشكل أفضل".
وقال ماكرون إنه سيخاطب الأمة مرة أخرى في يوليو "لإطلاق الإجراءات الأولى" لـ "المسار الجديد" للسنتين الأخيرتين من ولايته.