خلال الأسبوعين الماضيين، استمر تزايد عدد حالات الإصابات الجديدة المؤكدة بكوفيد-19 في نصف الولايات الأمريكية تقريبًا، بل وتضاعف عدد الحالات في بعض الولايات. قال تحليل لوسائل الإعلام الأمريكية إن استئناف الاقتصاد في كل الولايات والاحتجاجات العارمة على إثر حادثة موت فلويد، قد تكون ربما السبب الرئيسي في اندلاع الموجة الثانية من تفشي المرض في الولايات المتحدة.
تزامن اندلاع الموجة الثانية من تفشي الوباء في الولايات المتحدة مع الحملة الانتخابية، وظلت استراتيجية التنصل من المسؤولية للساسة الأمريكيين مرة أخرى وكأنها "صب النبيذ الجديد في الزجاجات القديمة".
في مساء يوم 20 يونيو، استخدم ترامب، خلال حملته الانتخابية في مدينة تولسا، مصطلح "إنفلونزا الكونغ فو"، الذي جلب انتباه الجماهير التي عبرت عن فرحتها بذلك. وعلى الرغم من أن العديد من مستخدمي الإنترنت قالوا "هذه الصرخات تخيفني"، فقد اختار ترامب استخدام الكلمة مرة أخرى في خطاب ألقاه لمجموعات الشباب في فينيكس خلال حملته مساء يوم 23 يونيو.
يوم 11 فبراير، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً عن اسم وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19". وخلال خطابه لاستئناف حملته الانتخابية، يمزح ترامب في محاولة لإثارة الشباب، و"يتباهى" بأنه يستطيع أن يقول عشرة أو حتى عشرين اسمًا "مستعارا" للالتهاب الرئوي التاجي الجديد دفعة واحدة. حجر واحد يستطيع إثارة الآلاف من الأمواج، فقد أصبح مصطلح "إنفلونزا الكونغ فو" "بحثًا ساخنًا" لمستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة. وقد أدان الرأي العام ترامب لاستخدامه للخطابات العنصرية وكراهية الأجانب خلال حملته الانتخابية.
وقالت ليندي لي، أحد مستخدمي التويتر، إن ترامب أطلق على فيروس كوفيد-19 إسم "إنفلونزا الكونغ فو"، وهو ما يعني أنه "على الآباء ذوي الأصول الآسيوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة أن يشرحوا لأطفالهم سبب تعرضهم للهجوم". كما كتب مستخدم آخر يدعى كريس لو: "إذا كان لديك أطفال، يرجى مشاهدة هذا الفيديو معهم وإخبارهم أن هذا خطأ."
في الوقت الذي كان فيه ترامب حريصا على إطلاق تسميات على مجموعات عرقية مختلفة، فقد وقعت العديد من الأحداث العنصرية والإصابات في حق المواطنين الأمريكيين ذوي الأصول الآسيوية. منذ نهاية شهر مارس، قامت منظمة "توقف عن كراهية الآسويين" (Stop AAPI Hate) بتعقب حوادث الكراهية ضد المواطنين الأمريكيين ذوي الأصول الآسيوية.
بعد بدء المشروع ، تلقت المنظمة أكثر من 2100 تقرير، بما في ذلك حوادث دفع الموظفين خلال أوقات العمل، وحالات البصق على بعض العائلات في مطاعم الوجبات السريعة، وحوادث ضرب الأطفال من قبل زملاء الدراسة وما إلى ذلك.
كم تبعد عبارة "أنا أشعر بالخوف" عن حادثة "لا أستطيع التنفس"؟ يبدو أن المشهد الذي فاز خلاله مصطلح "فيروس الكونغ فو" للرئيس الأمريكي بهتافات الجماهير كان شاهدا على التربة التي تتكاثر فيها العنصرية النظامية في الولايات المتحدة. فهل ستكرر مأساة فلويد نفسها بين الأجناس الصفراء في المستقبل من خلال عبارات الوصم مثل "إنفلونزا الكونغ فو" والبذور العنصرية المزروعة في قلوب الشباب الأمريكي اليوم؟
يجب أن تحظى عائلات أكثر من 120.000 أمريكي ماتوا بسبب الالتهاب الرئوي الجديد بالاحترام والتعاطف، وليس بالنكت التافهة واستمرار سوء التصرف. لسوء الحظ ، فقد شهد العالم الحيل التي يقوم السياسيون الأمريكيون بتمريرها منذ فترة طويلة، فمن الأفضل استثمار الطاقات في سبيل إنقاذ الأرواح. بعد كل شيء، بالنسبة لأولئك الذين ماتوا بسبب كوفيد-19، لم يعد مهما ما إذا كان الالتهاب الرئوي التاجي الجديد يسمى "إنفلونزا الكونغ فو" أو "الإنفلونزا الأمريكية".