28 أبريل 2020 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أصدر مركز الدراسات السورية بجامعة شمال غربي الصين بالاشتراك مع دار النشر لمراجع العلوم الاجتماعية يوم 27 ابريل الحالي "الكتاب الأزرق حول سوريا: تقرير التنمية السورية (2019)". حيث أشار التقرير إلى أن الحرب في سوريا قد تراجعت تدريجيًا، بينما تواجه إعادة الإعمار فى هذه الدولة العديد من التحديات. ورأى بأن مبادرة "الحزام والطريق" التى طرحتها الصين قد تجلب فرصًا تاريخية لإعادة إعمار سوريا.
وذكر التقرير انه فى عام 2018، شهد الوضع فى سوريا تحولا من حرب مستمرة إلى إعادة إعمار سياسي، وانتقل محور حل القضية السورية من حرب عسكرية شرسة إلى مرحلة تتركز على محادثات السلام السياسية. ومع ذلك، ما زالت إعادة الإعمار السياسي فى سوريا بحاجة إلى التغلب على العديد من الصعوبات نظرًا لكونها متورطة بشدة في دوامة اللعب الجيوسياسية و"المشاكل الداخلية والخارجية" المعقدة.
ورأى التقرير أن الوضع الاقتصادي السوري مقلق، لكنه يشهد انتعاشا بشكل عام. مشيرا إلى ان البطالة والفقر وفقدان الموارد البشرية، بالإضافة إلى إعادة بناء البنية التحتية وجمع الأموال، تعدّ التحديات الرئيسية التي تواجه مهمّة إعادة الإعمار الاقتصادي فى سوريا.
ومن ناحية العلوم والتعليم والثقافة والصحة، جرت أعمال حماية الآثار الثقافية وترميمها بسوريا في وضع صعب، لكن مخاطر الحرب على التراث الثقافي لاتزال مستمرّة، كما تواجه هذه الاعمال نقصا في التمويل؛ وتعرض التعليم فى سوريا لتأثيرات مدمرة، ومن الصعب حل مشكلات نزيف كفاءات التعليم العالي ومصادر تمويل التعليم وتعليم اللاجئين وغيرها؛ كما لا يزال الوضع الطبي والصحي فى هذه الدولة غير متفائل، حيث تتمثل المشكلات فى التعافي البطيء للبنية التحتية الطبية والنقص الخطير في العاملين الطبيين المحترفين ونقص التمويل الطبي إلخ.
ومن حيث قضايا اللاجئين، تجاوز عدد اللاجئين السوريين 6.5 مليون شخص في 2018. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المجتمع الدولي وأموال المساعدات الإنسانية، إلا ان فجوة التمويل الفعلية فى هذا الصدد تتسع باستمرار، ولا يزال وضع اللاجئين السوريين غير متفائل.
وأكد التقرير على وجود تفاعل ايجابي من الحكومة السورية تجاه التكامل بين إعادة الإعمار فى سوريا ومبادرة "الحزام والطريق" التى طرحتها الصين. ويعتبر هذا التكامل فرصة تاريخية بالنسبة للدولتين لتعزيز الترابط والتواصل الثنائي. وفى هذا الصدد، يعتبر بناء البنية التحتية والتعاون في قطاع الطاقة والصناعة ومشاريع الموانئ البحرية المجالات الرئيسية التى تولى الصين اهتماما بها خلال مشاركتها فى إعادة إعمار سوريا.
فيما يخص تأثير وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد على الوضع في سوريا، توقع يانغ قوانغ، رئيس جمعية ابحاث الشرق الأوسط الصينية، أن تفشي الفيروس سيجعل البلدان المؤثرة في سوريا أكثر تركيزًا على قضاياها المحلية، مما يقلل من إمكانية إطلاق تحديات جديدة لسوريا وتشكيل اضطرابات جديدة. ومع ذلك ، فقد أدى الوباء إلى انخفاض أسعار النفط وركود الاقتصاد العالمي، الأمر الذي ضخ المزيد من عدم اليقين في الاقتصاد الهش فى دول الشرق الأوسط، وسيُحدث مشكلات اجتماعية وسياسية تؤثر على الوضع في سوريا حتمًا.