خلال قمة قادة مجموعة العشرين الإستثنائية التي عقدت مؤخرا حول فيروس كورونا المستجد ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا هاما لفت فيه انتباه العالم إلى الإجراءات الشديدة المسؤولة التي تنتهجها الصين، حيث قال: "إن الجانب الصيني يؤيد مفهوم مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية وهو على استعداد لتقاسم وتبادل خبراته في مجال مكافحة فيروس كورونا المستجدة والسيطرة عليه مع البلدان الأخرى، وإجراء البحوث المشتركة وتطوير الأدوية واللقاحات، وتقديم المساعدة في حدود قدراته إلى البلدان التي انتشر فيها المرض". لطالما عملت الصين بنشاط على تعزيز التعاون الدولي في مكافحة هذا الوباء، وقدمت المساعدات إلى البلدان الأخرى بروح إنسانية مما يدل على أنها تضع الناس في المقام الأول وتحترم الحياة الإنسانية.
أودى هذا الفيروس بحياة الكثير من الأبرياء والبشر كلهم يقاتلون بكل طاقاتهم ضد هذا العدو الخفي على جبهتين مختلفتين. هذا هو الوقت الذي يجب أن يتم فيه بشكل خاص تعزيز الروح الإنسانية، وبكل صدق يجب علينا الإهتمام بكل شخص حي وأن نحترم الحياة الإنسانية وألا ندخر جهدا في إنقاذ أي شخص مريض.
إن حماية الصحة الإنسانية لكل مواطن في أي بلد لا تنفصل عن الروح الإنسانية، ولكسب الحرب العالمية ضد فيروس كورونا المستجد فإنه لا غنى عن هذه الروح الإنسانية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس خلال حفل إطلاق "خطة الإستجابة الإنسانية العالمية لمكافحة الإلتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد" التي عقدتها الأمم المتحدة مؤخرا: "يجب أن نساعد أولئك الذين هم في حالة ضعف شديد، الملايين من الناس الذين هم أقل قدرة على حماية أنفسهم". وقد خصصت الأمم المتحدة 75 مليون دولار من أموال الطوارئ لدعم العمليات الإنسانية الناتجة عن تفشي الفيروس لحماية الأشخاص الأكثر تضررا من وباء كورونا ودعم خدمات المياه والصحة والصرف الصحي.
في مواجهة هذا الوباء، هناك حاجة ملحة لتنسيق العمليات العالمية. واستنادا إلى النتائج الهامة التي تحققت في مجال مكافحة فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه، قدمت الصين للعالم الكثير من المساعدات في حدود قدراتها بكل روح إنسانية دولية. حيث أرسلت مجموعات من الخبراء الطبيين إلى إيران والعراق وإيطاليا وصربيا وكمبوديا وباكستان ولاوس وفنزويلا والفلبين وبلدان أخرى، وقدمت مساعدات طبية إلى 120 دولة و4 منظمات دولية وتبادلت الخبرات في مجال مكافحة الوباء والسيطرة عليه مع أكثر من 180 دولة وأكثر من 10 منظمات دولية وإقليمية. وتعتبر هذه المساعدات الإنسانية الطارئة أكثر المساعدات التي يتم التركيز عليها وأوسعها نطاقا منذ تأسيس الصين الجديدة. وقد أشاد المجتمع الدولي بـ "هذه المساعدة الإنسانية الحقيقية" حيث جسد الأطباء الصينيون الروح الإنسانية بكل مضامينها مما استحق الثناء العالمي عليهم.
يقول المثل الصيني بأن إرسال الفحم خلال وقت العواصف الثلجية يدفئ قلوب الناس. وقد ذهب كل من الرئيس الصربي ورئيس الوزراء المجري شخصيا إلى المطار لاستقبال الفريق الطبي الصيني المتكون من الخبراء في مكافحة فيروس كورونا والمواد الطبية الواقية التي أحضروها معهم؛ وشاهد 600 ألف مستخدم على الإنترنت رئيس الوزراء الكمبودي حين اتصل على الهواء مباشرة مع مجموعة الخبراء الطبيين الصينيين حين وصلوا إلى العاصمة بنوم بنه؛ بينما قال وزير الخارجية الإيطالي دي مايو بأن الخبراء الصينيين والمساعدات التي يحملونها "ستنقذ إيطاليا". إن ثناء المجتمع الدولي يظهر بشكل كامل أن "الصين تفعل الشيء الصحيح". إن الروح الإنسانية الدولية التي أظهرتها مساعدات الصين تحظى باحترام كبير.
يقول الصينيون عندما كان الكل على الطريق السويّ، كان العالم كله مجتمعا واحدا. لطالما كان للأمة الصينية تقليد جيد من الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء. على مدى 70 عاما من تقديم المساعدات الخارجية، ظلت الصين تقدم دائما هذه المساعدات الدولية إلى عدد كبير من البلدان النامية والبلدان المهددة بالكوارث الطبيعية والأمراض المعدية الرئيسية ما يجسد قمة الروح الأممية والإنسانية. كما أنه وفي العديد من حالات الطوارئ التي هددت سلامة الأرواح البشرية، بما في ذلك تسونامي المحيط الهندي ووباء الإيبولا في غرب أفريقيا، وزلزال نيبال، قدمت الصين المساعدات بكل صدق وروح طيبة. وعندما تتعرض الدول الصديقة إلى أي إشكال فإن الصين لا تقف أبدا مكتوفة اليدين كما أنها لا تستغل أبدا المصالح الذاتية عند تقديم يد العون، هذه هي الصين الحقيقة. يجب أن يكون واضحا أن بعض الناس في الغرب، وبدافع الحسابات الجيوسياسية الضيقة والغطرسة السخيفة والتحامل، يعملون على تشويه المساعدات الإنسانية التي تقدمها الصين وتشويه صورتها بشتى الطرق، ما يشوه تماما الروح الإنسانية. وباعتراف دولي، ومن أجل الحفاظ على سلامة وصحة الناس في جميع البلدان اختارت الصين أن تتحلى بالشجاعة و أن تسير "ضد التيار". هذه هي الممارسة الحقيقية لمفهوم مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية والعمل على مكافحة الوباء من خلال بناء هذا المجتمع مما يظهر الروح الإنسانية الدولية الواردة في مفهوم هذا المجتمع.
يجب أن يعلم الجميع بأن مفهوم قيمة وحياة الناس يأتيان في المقام الأول طوال هذه الحرب العالمية ضد وباء كورونا المستجد. إن الوحدة والتعاون هما أقوى الأسلحة، وتستحق الروح الإنسانية الدولية أن يُعتز بها أكثر من مرة. وطالما أن البلدان تلتزم بمبدأ الدفاع عن الحياة وتجاوز الإختلافات الأيديولوجية والتوحد والعمل، فإنها ستكون قادرة على جمع قوة ضاربة لتعزيز التعاون الدولي بشكل شامل والتكاتف للفوز بهذا الكفاح البشري ضد كافة الأمراض المعدية الرئيسية.