مقالة : خبراء ومؤسسات عالمية يعارضون فرض قيود سفر على الصين خلال تفشي فيروس "كوفيد-19"

بكين 17 فبراير 2020 (شينخوا) أعرب خبراء عالميون عن معارضتهم لفرض قيود سفر على الصين، خلال تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (COVID-19) ، قائلين إن هذه الإجراءات لا أساس لها من الصحة وغير فعالة، وضد الإنسانية.

ودعمت منظمة الصحة العالمية ومؤسسات في عشرات البلدان هذا الرأي، ودعت في آن واحد إلى تعاون دولي لدعم الصين ومحاربة فيروس (COVID-19).

دعوات لاتخاذ قرارات مبنية على الأدلة

في بحث علمي نُشر الأسبوع الماضي في المجلة الطبية البريطانية ((ذا لانسيت -The Lancet))، قال علماء إن فرض قيود سفر على الصين يعد انتهاكا صارخا للوائح الصحية الدولية (IHR).

وتنظم اللوائح الصحية الدولية كيف تعالج 196 دولة ومنظمة الصحة العالمية بشكل جماعي أي انتشار عالمي لمرض ما، وتجنب التدخل غير الضروري في حركة التجارة الدولية، وتنص على أن التدابير التي تنفذها البلدان عند التصدي لمخاطر الصحة العامة تحتاج إلى دعم من العلم، بما يتناسب مع المخاطر التي تنطوي عليها وخاصة في مجال حقوق الإنسان.

واستشهادا بالمادة 43 من اللوائح، أشار البحث الذي أعده 16 باحثا، بدعم من المؤسسات البحثية في كندا وبريطانيا والولايات المتحدة والنرويج وسويسرا وإيطاليا وغيرها، أشار إلى أن قيود السفر المفروضة على الصين غير مدعومة علميا، وغير فعالة، وفوق كل هذا، فهي تتجاهل كرامة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس.

كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنه لا يوجد سبب لاتخاذ إجراءات تتعارض بشكل غير ضروري مع السفر والتجارة الدولية. وفي كلمته أمام الجلسة 146 من اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا الشهر، دعا المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، جميع الدول إلى تنفيذ قرارات قائمة على الأدلة ومتناسقة.

وكررت نصيحة تيدروس، سلفه مارغريت تشان، حيث قالت المديرة العامة السابقة للمنظمة "لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه يتعين على جميع الدول ألا تفرض قيودا على السفر أو التجارة على الصين. وهذه هي أيضا روح اللوائح الصحية الدولية التي تقدرها منظمة الصحة العالمية".

التعاون بدلاً من القيود

في الوقت الذي فرضت فيه العديد من الدول قيودا على السفر إلى الصين، أعرب خبراء عالميون عن دعمهم للصين وأكدوا على أن التعاون العالمي، وليس التقييد، ضروري للتغلب على تفشي COVID-19.

قال سوندارناث بهاتاراي، الرئيس بالإنابة لمركز الدراسات الصينية بنيبال "إن مثل هذا التفشي يمكن أن يحدث بأي مكان في العالم. وبدلا من الضغط على الصين أو تعليق الرحلات الجوية وفرض حظر السفر، ينبغي للمجتمع الدولي أن يساعدها ويتعاون معها في فترة الأزمة هذه".

أما جينيفر نوزو، وهي بروفيسور مشارك في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، فقالت إنه يتعين على الولايات المتحدة إعادة النظر في مقاربتها لأزمة الفيروس، بما في ذلك قيود السفر وتعليق الرحلات الجوية.

وأضافت أن هذه الإجراءات تتعارض مع نصيحة منظمة الصحة العالمية، ومن غير المرجح أن تكون فعالة في منع الفيروس من دخول البلد؛ وبدلا من ذلك، سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد والتجارة.

وبعد اجتماع خاص في بروكسل يوم الخميس، قالت مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبي، ستيلا كيرياكيدس، إن الاتحاد الأوروبي لا يفكر في منع المسافرين الصينيين من الدخول إلى منطقة شنغن الخالية من التأشيرات في الوقت الحالي، وينبغي أن يثق الناس في الإجراءات التي تتخذها الدول الأعضاء، والصين، لاحتواء الفيروس.

وفي أفريقيا، قال مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، جون انكنغاسونغ، إن مراكز السيطرة على الأمراض في أفريقيا تقوم بالتنسيق مع الصين في الوقت الراهن للتصدي لتفشي فيروس كورونا الجديد، وحذر من الخوف الذي لا مبرر له.

وقال "لقد أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه ينبغي ألا يكون هناك أي قيود على الرحلات الجوية المتجهة إلى الصين والمغادرة منها، ونحن نلتزم بنصيحة منظمة الصحة العالمية".

من جانبها، دعت المنظمة الدولية للطيران المدني، أعضاءها مرارا وتكرارا إلى اتباع توصيات السفر والصحة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وعدم فرض قيود لا تتفق مع اللوائح الصحية الدولية.

كما عارضت منظمات الطيران الأخرى، بما فيها الرابطة الدولية للنقل الجوي ورابطة خطوط طيران آسيا والمحيط الهادئ، قيود السفر التي تعطل النقل الجوي الدولي.