القاهرة 28 يناير 2020 (شينخوا) تقرر عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم (السبت) القادم، لبحث التحرك العربي إزاء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وذلك في وقت أكد فيه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط أن محاولة فرض أية حلول على الفلسطينيين لن يكتب لها النجاح.
وأعلن ترامب رسميا خطته للسلام المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، والتي قال إنها تتكون من 80 صفحة، خلال مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق من يوم الثلاثاء في البيت الأبيض بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن الخطة تقدم حلا "واقعياً" لدولتين، وتعترف بالقدس عاصمة "غير مقسمة" لإسرائيل.
وقال أبوالغيط في بيان إن "الإعلان عن صفقة حقيقية تتسم بالجدية والتوازن لا يمكن أن يتحقق سوى بالتفاوض بين الطرفين المعنيين، أي الإسرائيليين والفلسطينيين، وبوساطة نزيهة".
وأضاف أن "محاولة فرض أية حلول بهذه الطريقة لن يكتب لها النجاح"، وشدد على أن "الموقف الفلسطيني من الصفقة سيمثل العامل الحاسم في تشكيل الموقف العربي الجماعي".
بدوره، أعلن السفير حسام زكى أمين عام مساعد الجامعة، أن فلسطين طلبت عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل، بحضور الرئيس محمود عباس.
وأوضح سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة دياب اللوح، في بيان أن "الاجتماع المقرر عقده السبت سيكون بداية التحرك العربي للتصدي للمخطط الأمريكي الذي يهدف لمحو الوجود والحق الفلسطيني".
من جانبها، ذكرت الخارجية المصرية في بيان أن "مصر تقدر الجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي".
وأضافت أن "مصر تدعو الطرفين المعنيين (في إشارة إلى السلطة الفلسطينية وإسرائيل) للدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إزائها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبين في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وفي الأردن، أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي أن حل الدولتين، الذي يلبي الحقوق المشروعة للفلسطينيين في إقامة دولة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد للسلام.
وحذر الصفدي، في بيان من التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض.
وشدد على إدانة الأردن لهذه الإجراءات، معتبرا أنها خرق للقانون الدولي وأعمال استفزازية تدفع المنطقة باتجاه المزيد من التوتر والتصعيد.
وأوضح "أن الأردن يدعم كل جهد حقيقي يستهدف تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب، ويؤكد ضرورة إطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، في إطار حل شامل هو ضرورة لاستقرار المنطقة وأمنها".
وقد ذكرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، أنها "أطلعت على إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام.. وتجدد المملكة التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
وأضافت أن الرياض "تشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات، وذلك من أجل الدفع بعملية السلام قدما للوصول إلى اتفاق يحقق للشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة".
فيما أعلن اليمن، أن موقفه الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس "ثابت ولن يتغير".
وقالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان إن "موقفنا في الجمهورية اليمنية ثابت وراسخ وداعم - ولن يتغير- تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وتابعت "أن الشعب اليمني سيبقى دائما وأبدا مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في أرضه ودولته ولن نحيد".
في حين، أدان حزب الله اللبناني خطة ترامب. وأصدر الحزب بيانا عبر فيه عن "إدانته لصفقة العار التي أطلقتها إدارة ترامب المتوحشة على حساب الشعب الفلسطيني".
واعتبر الحزب أن الصفقة "خطوة خطيرة للغاية سوف يكون لها انعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها".
وأضاف البيان أن "مشروع التوطين المدرج في إطار هذه الصفقة هو من أبرز المخاطر التي تهدف إلى الإطاحة بحق العودة وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه في أرضه وترابه، وتصفية القضية الفلسطينية من ذاكرة أبنائها، والعمل على خلق توترات اجتماعية وديموغرافية وفتن متنقلة لا تخدم سوى مصالح العدو وأهدافه التوسعية".
في حين شددت الخارجية الإيرانية على أن خطة ترامب "محكوم عليها بالفشل".
وقال المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي في بيان إن ما تسمى بـ"صفقة القرن" هي "خيانة القرن" للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، و"محكوم عليها بالفشل".
وأضاف أن إيران مستعدة للتعاون مع بعض دول المنطقة وتسوية الخلافات معها من أجل وحدة العالم الإسلامي ومواجهة هذه "المؤامرة الكبيرة" التي تهدد الأمة الإسلامية.
إلى ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية التركية أن خطة ترامب "ولدت ميتة".
وقال بيان للوزارة إن "هذه الخطة تهدف إلى تدمير حل الدولتين والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية".
وتابع البيان أن "الشعب الفلسطيني وأرض فلسطين لا يمكن شراؤهما".
وأكد أن القدس خط أحمر لتركيا، وشدد على أن أنقرة لن تدعم أي خطة لا يدعمها الفلسطينيون.