بيروت 24 ديسمبر 2019 (شينخوا) قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري اليوم (الثلاثاء) "لن اشارك في الحكومة المقبلة، ولن اعطي الثقة لهذه الحكومة، والعهد (رئيس الجمهورية) يتصرف وكأن لا شيء في البلد هو يتذاكى، ويتعامى عن عمق المشكلة".
جاء ذلك في حديث للحريري مع صحفيين بحسب موقع ((مستقبل ويب)) التابع لـ((تيار المستقبل)) الذي يتزعمه الحريري.
وأشار إلى أن الحكومة التي يجري تشكيلها هي "حكومة جبران باسيل" في إشارة إلى رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية بحكومة التصريف وصهر الرئيس ميشال عون.
وردا على سؤال حول إعادة حساباته بتشكيل الحكومة اذا فشل رئيس الوزراء المكلف حسان دياب في ذلك، قال الحريري "ليتدبروا أمرهم" في إشارة إلى جبران باسيل و "التيار الوطني الحر"، مؤكدا "لا يمكنني العمل مع هؤلاء الا اذا اعتدلوا".
وأضاف "حديثهم عنصري وطائفي وتصرفاتهم تتجاوز الدستور ويعتبرونه وجهة نظر وهو ليس كذلك".
وكانت أفضت استشارات برلمانية ملزمة إلى تسمية حسان دياب لتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة الحريري في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة احتجاجات شعبية مستمرة كانت اندلعت في 17 أكتوبر.
وأمتنعت كتلة "المستقبل" خلال الاستشارات بزعامة الحريري عن تسمية أحد لتشكيل الحكومة خلال الاستشارات بعدما اعتذر عن عدم الترشح في ظل إصراره على تشكيل حكومة اختصاصيين تلبية لمطالب المحتجين.
واتهم الحريري "حزب القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع بـ"دفعنا إلى التسوية الرئاسية، ثم اتهمنا بها واسألوا القوات عن مواقفهم واسبابها".
وذكر أن "التسوية التي أوصلت الرئيس ميشال عون إلى سدة الرئاسة كانت على أمل تحقيق برنامج اصلاحي ونهوض بالبلد، لكننا لم نحقق شيئا في ثلاث سنوات ما يفرض أن تسقط تلك التسوية التي لم تنتج بلدا".
و"التسوية الرئاسية" هي التي أوصلت في اكتوبر 2016 الرئيس عون إلى سدة الرئاسة والحريري لرئاسة الحكومة بتفاهم بين "تيار المستقبل" بزعامة الحريري و "التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون في العام 2016.
وأنهت هذه التسوية شغورا في سدة الرئاسة استمر أكثر من عامين عقب انقضاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو 2014.
وقال الحريري "منذ البداية قبلت وشاركت في التسوية لمصلحة البلد ولمنع الفراغ الذي استحكم بالبلد".
وأضاف "التقيت مع حزب الله لدرء الفتنة السنية الشيعية وقوبلت بانتقادات كثيرة في شارعي ومن أهلي وقد دفعت مرارا ثمن الاعتدال".
وردا على نصيحة للحريري من رئيس البرلمان نبيه بري أن "لا تلعب بالنار" أجاب "انا لا العب بالنار .... وادفع ثمن اخماد الحرائق".
وأضاف "غيري لعب بالنار بالبلد عندما عطل رئاسة الجمهورية وعطل البرلمان وعطل تأليف الحكومات، وعندما احتدم الاحتقان المذهبي السني والشيعي يعلم الرئيس بري اني عملت معه لاخماده ولست نادما لاني حافظت على استقرار البلد".
وعن العلاقة مع الثنائي الشيعي في "حركة أمل" و "حزب الله" قال الحريري "الثنائي الشيعي كان حريصا على تسميتي لعدم ادخال البلد في فتنة، والعلاقة مع الرئيس بري جيدة".
وحول تحركات الشارع السني احتجاجا على تسمية حسان دياب لتشكيل الحكومة وضعف تمثيله السني ومجيء تكليفه تشكيل الحكومة بغير أصوات الكتلة السنية، قال الحريري "لو أردت تحريك الشارع لكنت حركته وانا أعمل على تهدئته ولو خرجت بخطاب تصعيدي لكان الأمر مختلفا جدا".
ويقوم مناصرو الحريري منذ نحو 4 أيام بقطع الطرق في عدد من مناطق بيروت وفي ومناطق الغالبية السنية في شمال وشرق البلاد اعتراضا على ما يعتبرونه اقصاء الحريري عن تشكيل الحكومة وتكليف آخر باصوات البرلمانيين المسيحيين والشيعة .
ولاحظ الحريري أن ثمة حملة تستهدف "الحريرية السياسية" وقال "يريدون أن يرموا التهم علينا، ويصفوننا بـ"الدواعش" مع انطلاق حملة على "الحريرية السياسية" واتهامها بالسرقة وبمشكلات البلد".
وقال "في السابق شيطنوا السنة واتهموهم بأنهم "داعش" واليوم يتهموهم بأنهم حرامية وهذا أمر مرفوض".
وفي نظام المحاصصة الطائفية في لبنان يتولى رئاسة الحكومة مسلم سني ورئاسة الجمهورية مسيحي ماروني ورئاسة البرلمان يتولاها مسلم شيعي.
يذكر أن الاحتجاجات المستمرة في لبنان من 17 أكتوبر الماضي تطالب بحكومة تكنوقراط مستقلة عن الطبقة السياسية، كما تطالب بمكافحة الفساد وبمحاسبة الفاسدين وباجراء انتخابات برلمانية مبكرة.