القاهرة 13 ديسمبر 2019 (شينخوا) تمتلئ الأزقة الضيقة لسوق خان الخليلي الشهير في العاصمة المصرية القاهرة بأعداد كبيرة من السياح الصينيين، الذين جاءوا للتسوق والتنزه في أحد أهم معالم القاهرة السياحية.
وقال محمد جمال مالك متجر للتحف في سوق خان الخليلي، إن السوق يجذب آلاف الزوار الصينيين كل يوم، مضيفا أن "الحياة عادت من جديد للسوق" بعد سنوات من الركود.
وأوضح جمال، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أنه كان يفكر بجدية في إغلاق متجره منذ بضعة أشهر، بسبب الركود الحاد في قطاع السياحة، إلا أن التدفقات الأخيرة للسياح الصينيين أعادت النشاط في سوق خان الخليلي مرة أخرى.
وعانى قطاع السياحة المصري، الذي يعد أحد مصادر العملة الصعبة لاقتصاد البلاد، بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، بسبب اضطراب الوضع السياسي والأمني.
وزادت هذه المعاناة في 31 أكتوبر 2015، عندما قتل 224 شخصا في انفجار طائرة روسية من طراز "إيرباص 321" فوق شبه جزيرة سيناء، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، في حادث تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ما دفع موسكو ودولا أخرى إلى وقف جميع الرحلات الجوية إلى مصر.
وبدأت السياحة تستعيد عافيتها مؤخرا بعد أن أعادت بعض الدول الطيران المتوقف إلى المطارات المصرية مجددا، إثر تحسين الإجراءات الأمنية في هذه المطارات، فضلا عن الحملات التي أطلقتها الحكومة المصرية خارج البلاد للترويج لهذا القطاع الحيوي.
وكانت وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط قد أكدت في نوفمبر الماضي أن بلادها تسعى إلى جذب المزيد من السياح الصينيين إلى مصر، مشيرة إلى أنه سيتم تنفيذ حملة ترويجية في السوق الصيني "المهم والواعد" للمقاصد السياحية المصرية.
وقال جمال، بعد أن تحدث مع بعض السياح بلغة صينية جيدة، إنه يعتقد أن جهود الحكومة لجذب السياح الصينيين تعمل بشكل جيد، لأن عدد الزوار الصينيين لخان الخليلي يتزايد بشكل ملحوظ.
وأشار الشاب، الذي تعمل عائلته في هذا المجال منذ عقود، إلى أن السياح الصينيين لا يأتون فقط إلى السوق للحصول على المعرفة التاريخية، لكن أيضا للشراء.
وبحسب جمال، فإن السياح الصينيين، وعلى عكس معظم السياح الأجانب، ينفقون بشكل جيد خلال التسوق، مضيفا أن "السياح الصينيين يتمتعون بذوق رائع تجاه القطع الأثرية والمصنوعات اليدوية المصرية".
ويقع خان الخليلي، الذي يعود تاريخه إلى عام 1382 ميلادي، في قلب الحي الإسلامي القديم في القاهرة، ويعتبر أحد أهم مناطق الجذب السياحي في مصر.
ويحتوي السوق على كل ما قد يحتاجه السائح من التحف إلى العطور محلية الصنع وحتى التوابل من جميع الأصناف.
ويضفي لمعان الذهب والمصنوعات اليدوية المصنوعة من الزجاج جمالا على السوق القديم الساحر، ويجذب انتباه الزائرين، كما تملأ محلات السجاد وأزياء الرقص الشرقي والتحف المصنوعة يدويا أزقة الحي التجاري التاريخي.
ولا يزال السوق يحتفظ بطابعه الإسلامي القديم مع وجود عشرات المباني والمساجد القديمة والفنادق في جميع أنحاء الحي التجاري.
بالإضافة إلى المحلات التجارية، يوجد العديد من المقاهي والمطاعم وبائعي الطعام المتجولين في جميع أنحاء السوق لخدمة السياح أثناء أو بعد التسوق.
وقال عادل فتحي، وهو نادل في أحد المطاعم التي تقدم المأكولات المصرية، إن السياح الصينيين زوار دائمون للمطاعم والمقاهي في خان الخليلي، مضيفا أن الشعب الصيني لديه شغف لمعرفة المزيد عن الثقافة المصرية بما في ذلك الطعام.
وتابع الرجل الثلاثيني وهو يبتسم، أنهم يطلبون أنواعا عديدة من الطعام المصري، ويتفاوضون عند دفع الحساب مثل الكثير من السياح الأجانب.
ومثل جمال، صاحب متجر التحف، بدأ فتحي تعلم بعض الكلمات الصينية حتى يتمكن من التواصل مع السياح الصينيين.
وقال إنه "منذ بضعة أشهر، لم يكن أحد من العاملين في خان الخليلي يتحدث الصينية، لكن معظمهم الآن يستطيع التواصل مع الصينيين بشكل جيد".
وكان المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة شي يوه وين قال في تصريحات مؤخرا لـ ((شينخوا))، إنه وفقا لإحصائيات صينية دقيقة فقد زار أكثر من نصف مليون سائح صيني مصر خلال العام الماضي، وتوقع أن يزداد هذا العدد في العام الحالي مع استقرار الوضع في مصر.
وأضاف أن أبرز المقاصد السياحية التي يزورها السياح الصينيون في مصر، هي أهرامات الجيزة، والأقصر، وأسوان، والإسكندرية، ثم الغردقة وشرم الشيخ.
وفقا للإحصاءات المصرية الرسمية، فإن إيرادات السياحة خلال العام المالي 2018 - 2019 وصلت إلى 12.57 مليار دولار، مقارنة بـ 9.8 مليار دولار في العام 2017 - 2018.
ويبدأ العام المالي في مصر في الأول من يوليو من كل عام وينتهي في 30 يونيو من العام التالي.