الجزائر 28 مايو 2019 /دعا قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح اليوم ( الثلاثاء) إلى حوار جاد وبناء وإيجاد حل "دون تأخير" للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 22 فبراير الماضي في إطار التنازل المتبادل بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية.
وقال قايد صالح في خطاب ألقاه أمام عسكريين بالمنطقة العسكرية السادسة بمحافظة تمنراست في أقصى جنوب البلاد إن " السبيل الوحيد لحل الأزمة التي تعيشها بلادنا يكمن في تبني نهج الحوار الجاد والجدي والواقعي والبناء والمتبصر الذي يضع الجزائر فوق كل اعتبار".
واعتبر سيادة الحوار تعني استعداد الجميع إلى الاستماع والإصغاء إلى " الجميع بكل روية وهدوء والتزام وتطلع مخلص نحو ضرورة وحتمية إيجاد الحلول المناسبة دون تأخير".
وشدد على أن الشعب الجزائري "مدرك لأهمية الإسراع في بلوغ الحلول الملائمة لهذه الأزمة، ولا يريد تكرار تجارب مريرة سابقة كان قد كابد ويلاتها وعانى من آثارها أشد المعاناة".
وقال " إن الشعب لا ينسى ولا يريد أن ينسى تلك الفترة الصعبة التي مر بها خلال التسعينيات" في إشارة إلى موجة العنف المسلح التي تلت وقف المسار الانتخابي في يناير 1992 بعد فوز حزب إسلامي بالدور الأول للانتخابات التشريعية في ديسمبر 1991.
ودعا إلى أخذ العبرة مما سبق من تجارب وما سبق من أحداث مأساوية غاب عنها العقل وكان الخاسر الوحيد من جراء كل ذلك هو الوطن، مشيرا إلى ضرورة شعور كافة الأطراف بالمسؤولية وأن تجعل من الحوار طوق النجاة للوطن.
ورأى بأن الحوار الذي يدعو له يجب أن تشارك فيه "شخصيات ونخب وطنية تكون وفية للوطن ولمصلحته العليا المقدسة" على أن يتسم الحوار "بالصدق والموضوعية والذي يتم من خلاله تقدير الظروف التي تمر بها البلاد ويتم عبره التنازل المتبادل من أجل الوطن".
ودعا إلى " محو الفوارق بين الآراء المختلفة أو على الأقل تقليص المسافة في وجهات النظر المتباينة والمتباعدة" لأن "لا شيء يعلو على مصلحة الجزائر وكل شيء يهون في سبيلها".
وشدد على حاجة الجزائر إلى " كل جهد مخلص ووفي يصدر عن أبنائها لا سيما منهم الشخصيات الوطنية ذات القدرة الفعلية على تقديم الإسهام الصائب الذي يكفل إيجاد الحلول المنتظرة".
وأكد على أن "الحلول ستأتي، بإذن الله تعالى وقوته، وفي أقرب الآجال" من أجل "إيجاد المخرج السليم لأزمة الجزائر".
وجدد التزام الجيش بـ "مرافقة الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة وجهاز العدالة".
كما جدد عدم وجود طموحات سياسية شخصية له قائلا "إنه ليست لنا أي طموحات سياسية بل أن مبلغ طموحنا هو خدمة بلدنا وجيشنا، طبقا لمهامنا الدستورية، وهو موقف لن نحيد عنه أبدا".
وأكد قايد صالح على ضرورة " إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في أسرع وقت ممكن بعيدا عن الفترات الانتقالية التي لا تؤتمن عواقبها".
واعتبر أن الجزائر "لا يمكنها أن تتحمل المزيد من التأخير والمزيد من التسويف، والجزائر في انتظار المخرج القانوني والدستوري الذي يقيها الوقوع في أي شكل من أشكال التأزيم".