تقدم كبير في مفاوضات تشكيل الحكومة بين حزبي "أزرق أبيض" و"إسرائيل بيتنا"

القدس 17 نوفمبر 2019 (شينخوا) أعلن حزبا (كاحول لافان/ أزرق أبيض) و (إسرائيل بيتنا) مساء اليوم (الأحد)، عن إحراز تقدم كبير في المفاوضات بينهما لتشكيل حكومة جديدة.

وقال بيان مشترك صدر عن الحزبين في نهاية اجتماع فرق المفاوضات التابعة للطرفين اليوم، "لقد تم إحراز تقدم كبير في صياغة الخطوط الأساسية بيننا وخاصة في مسائل الدين والدولة".

ولم تتضح تفاصيل أكثر بهذا الصدد، فيما اتفق الطرفان، بحسب البيان، على الاجتماع مجددا مساء اليوم وغدا الاثنين.

وقال زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان مساء اليوم، ان الـ 48 ساعة القادمة ستكون حاسمة بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وجاءت تصريحات ليبرمان للصحفيين عقب لقاء جمعه بزعيم حزب (أزرق أبيض) بيني غانتس المكلف من قبل رئيس الدولة بتشكيل الحكومة المقبلة.

وأتي تكليف غانتس عقب اخفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة وحدة وطنية، في ظل امتناع غانتس عن المشاركة فيها، بدعوى أنه لن يشارك في حكومة يترأسها زعيم مشتبه به في قضايا فساد.

وتأتي الاجتماعات بين حزبي (أزرق أبيض) و(إسرائيل بيتنا) في محاولة أخيرة لغانتس لتشكيل حكومته، خاصة وأن المهلة الممنوحة له من قبل رئيس الدولة رؤوفين ريفلين شارفت على الانتهاء، دون نجاحه في اقناع نتنياهو بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

ومن المقرر أن تنتهي المهلة الممنوحة لغانتس بعد ثلاثة أيام، ومن ثم يتعين عليه أن يعيد التكليف إلى الرئيس ريفلين الذي سيمنح الصلاحية للكنيست (البرلمان) لترشيح نائب يوافق عليه 61 نائبا لتشكيل الحكومة المقبلة.

وذكرت مصادر إسرائيلية أنه في حال لم ينجح الكنيست في ترشيح نائب لتشكيل الحكومة، فإنه سيتعين إجراء انتخابات برلمانية خلال 90 يوما.

وأوضحت المصادر أن الجمهور الإسرائيلي "غير راضٍ" عن عقد انتخابات جديدة لأنه مرهق له، وأنه من الأفضل أن يتم تشكيل حكومة حتى وإن كانت حكومة أقلية تضم القائمة العربية المشتركة كما يسعى غانتس لتحقيقه في صراعه مع الزمن.

وجدد الرئيس ريفلين مساء اليوم دعواته لكل من حزبي (الليكود) و(أزرق أبيض) بضرورة التوصل إلى حل نهائي.

وقال ريفلين في تصريحات صحفية ان"الشعب لا يريد انتخابات ثالثة، وأعتقد أنه اكتفى في الانتخابات الأخيرة التي قال كلمته فيها".

وطالب ريفلين كلا من غانتس ونتنياهو بضرورة تجاوز الخلافات الشخصية بينهما، وأن يشكلا حكومة تخدم المواطنين الإسرائيليين على أسس سياسية واضحة.

وقال "أنتم ممثلون للسيادة، والشعب هو صاحب السيادة حتى وإن اختلفت آراؤه السياسية، إلا أننا يجيب أن نعيش سويا في كنف دولة يهودية ديمقراطية".

وكانت انتخابات برلمانية إسرائيلية، قد أجريت في سبتمبر الماضي، أفضت تعادلا ما بين الحزبين الأقوى في البلاد.

وعلى إثر تلك النتائج، كلف رئيس الدولة بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومته، إلا أن غانتس رفض المشاركة فيها.

وأعاد نتنياهو التكليف إلى رئيس الدولة، ليمنحها لغانتس كي يشكل حكومته.

وقال نتنياهو ان غانتس يسعى إلى تشكيل حكومة أقلية، تشارك فيها القائمة العربية المشتركة، واصفا ذلك بـ"الكارثة التاريخية".

وأضاف نتنياهو في تصريحات له أمام جمهور مؤيديه في تل أبيب خلال اجتماع طارئ عقده، أنه" إذا تم تشكيل حكومة الأقلية، سيحتفلون بهذا في طهران وفي رام الله وفي غزة مثل الاحتفال بعد كل هجوم، سيكون هذا هجوما تاريخيًا على دولة إسرائيل ولا ينبغي أن يكون ذلك".

ويشن نتنياهو هجوما كبيرا على كل من غانتس والقائمة العربية المشتركة، في حين يتهمه غانتس بعدم الجدية في تشكيل الحكومة الوطنية ولم يعد لديه أي ثقة فيه.

وبدأ نتنياهو يوم أمس حملة اعلامية بقيادته وبمشاركة القيادات البارزة في الليكود، تهدف لتعبئة الشارع الاسرائيلي ضد احتمال قيام غانتس بتشكيل حكومة أقلية.

وعلى إثر ذلك، توجه رئيس القائمة العربية المشتركة النائب أيمن عودة بطلب لضابط امن الكنيست وللشرطة ووزير الامن يطالبهم فيه بتوفير حراسة شخصية له لحمايته مما قد يتعرض له نتيجة "التحريض" الذي يقوده رئيس الوزراء نتنياهو.

وعقب عودة على محاولات منع تشكيل حكومة بدعم النواب العرب قائلا ان "نتنياهو سيعمل كل شيء من أجل البقاء في منصبه".

وأضاف عودة بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة عنه، أنه "حان الوقت ليغيب نتنياهو عن الحلبة السياسية باعتبار أن المواطنين العرب واليهود أهم منه".