تقرير: لبنان : تيار الحريري يبدي تقديره لـ"الانتفاضة الشعبية" وحزب الله يتساءل عن أسباب استقالته الحقيقية

بيروت 31 أكتوبر 2019 (شينخوا) أبدت كتلة "حزب الله" اللبناني البرلمانية اليوم "الخميس" تساؤلات حول " الأسباب الحقيقية ومبررات وتوقيت وأهداف" استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بينما أعرب "تيار المستقبل" بزعامة الحريري عن تقديره لـ"سلمية الانتفاضة الشعبية" التي تشهدها البلاد رغم "محاولات ميليشياوية للإساءة إليها".

وتساءلت كتلة "الوفاء للمقاومة" التي تضم أعضاء "حزب الله" في البرلمان في بيان إثر اجتماعها الأسبوعي عن الأهداف ومرامي استقالة الحريري .

وأشارت إلى أن لبنان يشهد "أسوأ مراحل التردي النقدي والإقتصادي، وتتكشف فيها ملفات فساد وفاسدين، ويضج اللبنانيون من وجعهم إزاء سياسات الافقار" لافتة إلى "مظاهر الاثراء غير المشروع ومحميات ذوي السلطة والنفوذ والهدر المخيف في المال العام والأداء القضائي المريب والمؤشرات المقلقة حول العملة الوطنية والوضع النقدي".

واشار البيان إلى "وجود تباين سياسي في البلاد لم تفلح منهجية ربط النزاع في حجبه خصوصا عند التوقف أمام المحطات الاستراتيجية التي تتصل بسيادة البلاد واستقلالية القرار الوطني".

واعتبرت الكتلة في بيانها أن استقالة الحريري "تسهم في هدر الوقت المتاح لتنفيذ الاصلاحات، ولاقرار الموازنة العامة للعام 2020، وستزيد من فرص التعقيدات للدخول على خط الأزمة".

ودعت القوى السياسية إلى أن "تتحمل المسؤولية لتدارك تداعيات ما بعد الاستقالة في وقت لا يزال فيه البلد عرضة للتهديدات العدوانية وللتدخلات التآمرية من جهة ولتغييب القوانين أو التطبيق السيىء من جهة أخرى".

وأعربت كتلة "حزب الله" عن أملها في أن " تسلك الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء المكلف مسارها الطبيعي من أجل تشكيل حكومة نزيهة وذات صدقية وقادرة على تحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي وتعزيز الوفاق الوطني والتصدي لملفات الفساد".

ودعت الكتلة المصرف المركزي إلى "اتخاذ التدابير الآيلة لضمان عدم تفلت الوضع النقدي في البلاد وخصوصا إبان هذه المرحلة الدقيقة والصعبة".

كما طالبت الأجهزة الأمنية والعسكرية "القيام بمسؤولياتها الوطنية لضمان أمن البلاد والمواطنين، وحماية حقهم في التعبير كما في التنقل والانتقال ضمن الأراضي اللبنانية كافة دون أي تردد أو إبطاء" ، مشددة على "تأمين حرية انتقال المواطنين وحفظ سلامتهم ومنع الاعتداء عليهم أو التعرض لكراماتهم".

ودعت الكتلة إلى " أوسع حوار وطني بين كل القوى السياسية وشرائح المجتمع اللبناني" لافتة إلى أهمية "التفاهم الوطني".

وأكدت إدانتها "للتدخلات الأميركية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ولسياساتها في ابتزاز الشعوب في وحدة بلدانهم وحفظ أمنهم وصون سيادتهم"، معتبرة أن "هذه التدخلات والسياسات هي السبب الاساس لحال الفوضى التي يراد تعميمها في مختلف دول منطقتنا بغية مصادرة قرارها الوطني والتحكم بمصيرها وبمستقبل أبنائها لحساب المصالح الأمريكية والإسرائيلية".

من جانبه أعرب "تيار المستقبل" في بيان عقب اجتماع عقده مكتبه السياسي برئاسة الحريري اليوم عن تقديره لـ"الطابع السلمي المستمر للانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد رغم محاولات ميليشياوية للإساءة إليها وإخراجها عن توجهها الوطني ووصمها بالطائفية".

وأكد البيان أن "الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان في كافة المناطق، قوامه الهوية الوطنية، ونجح في تجاوز الاصطفافات الطائفية وحواجز الولاءات العمياء".

وطالب التيار من جميع أعضائه ومناصريه وداعميه بـ"التجاوب مع نداءات الحريري، بتجنب محاولات الاستفزاز والامتناع التام عن إغلاق الطرق، والتعاون الكامل مع الجيش والقوى الأمنية في المحافظة على الهدوء والانتظام العام".

وكانت مناطق الغالبية السنية قد شهدت تظاهرات ومسيرات احتجاجية وقطع للطرق تضامنا مع الحريري عقب تقديمه استقالة حكومته وللمطالبة باستقالة باقي رموز النظام ورفض ان يكون الحريري "كبش محرقة".

وأضاف أن "تيار المستقبل" " يتطلع للنجاحات المطلبية والسياسية الوطنية التي حققها الشباب اللبناني في كل الساحات، ويتوقف أمام الدور الاستثنائي والمميز الذي اضطلعت به فتيات ونساء لبنان في تقديم أرقى الصور عن مشاركة المرأة في الحراك الشعبي".

و شهد اليوم وهو الخامس عشر ، لبدء الاحتجاجات في لبنان فتح العديد من الطرق التي كان اقفلها المتظاهرون الليلة الماضية، حيث عمل الجيش على فتحها في حين استمرت الاعتصامات في الساحات العامة في وسط بيروت ومدن أخرى في المناطق.

ووسط انتقادات المحتجين لـ"المماطلة" بعدم تحديد مواعيد البدء بالاستشارات النيابية لتسمية رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة بعد استقالة الحكومة يوم أول من أمس "الثلاثاء" ، قالت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن الرئيس ميشال عون يقوم بالجهود اللازمة قبل تحديد موعد هذه الاستشارات وذلك بهدف تسهيلها.