القاهرة 24 أكتوبر 2019 (شينخوا) أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اتفقا اليوم (الخميس) على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة لسد النهضة، بعد تصريحات للأخير أثارت "صدمة" القاهرة.
والتقى السيسي وآبي أحمد، في مدينة سوتشي الروسية اليوم، على هامش القمة الروسية - الإفريقية، وبحثا "ملف سد النهضة، في ضوء آخر التطورات"، حسب ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي.
وقال راضي في بيان على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إنه "تم التوافق خلال اللقاء على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة على نحو أكثر انفتاحا وإيجابية بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، وتجاوز أي تداعيات سلبية قد نتجت عن التناول الإعلامي للتصريحات، التي نسبت مؤخرا إلى الجانب الإثيوبي".
ويأتي اللقاء بعد يومين من تصريحات منسوبة لرئيس الوزراء الإثيوبي لوح فيها بالحرب ضد مصر لحماية سد النهضة.
ووفقا لبعض وسائل الإعلام، قال آبي أحمد إنه "إذا كانت هناك حاجة للحرب مع مصر بسبب سد النهضة، فنحن مستعدون لحشد ملايين الأشخاص، لكن المفاوضات هي التي يمكن أن تحل الجمود الحالي".
وأضاف أن "البعض يقول أشياء بشأن استخدام القوة (من جانب مصر)، يجب التأكيد أنه لا توجد قوة يمكن أن تمنع إثيوبيا من بناء هذا السد".
وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فإن رئيس الوزراء الاثيوبي، أكد خلال اللقاء "أن تصريحاته الأخيرة أمام البرلمان الإثيوبي بشأن ملف السد تم اجتزاؤها خارج سياقها، وأنه يكن كل تقدير واحترام لمصر قيادة وشعبا وحكومة".
وأوضح آبي أحمد "أن تصريحاته تضمنت الإعراب عن التزام إثيوبيا بإقامة سد النهضة بدون إلحاق الضرر بدولتي المصب، وأن الحكومة والشعب الإثيوبي ليس لديهم أية نية للإضرار بمصالح الشعب المصري".
وشدد على أنه "بصفته رئيسا لوزراء إثيوبيا، ملتزم بما تم إعلانه من جانب بلاده بالتمسك بمسار المفاوضات وصولاً إلى اتفاق نهائي"، بحسب الرئاسة المصرية.
من جانبه، قال الرئيس المصري إن بلاده "طالما أبدت انفتاحا وتفهما للمصالح التنموية للجانب الإثيوبي بإقامة سد النهضة، إلا أنها في نفس الوقت تتمسك بحقوقها التاريخية في مياه النيل".
وتابع أنه "من ثم يتعين ألا تكون مساعي تحقيق التنمية في إثيوبيا على حساب تلك الحقوق، وأن إقامة السد يجب أن تتم في إطار متوازن ما بين مصالح دول المنبع والمصب".
وشدد السيسي على "أن نهر النيل بامتداده من الهضبة الإثيوبية إلى مصر يعد بمثابة شريان تعاون وإخاء وتنمية، ولا يجب أن يكون مصدرا لأية مشاكل أو تناحر"، معتبرا "أن مساحة التعاون المشترك في هذا الإطار من المفترض أن تطغى على أية فرصة للخلافات".
وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق منذ أكثر من خمسة أعوام، وتبلغ تكلفته نحو 4.7 مليار دولار، ومن المقرر أن يبلغ ارتفاعه 170 مترا، ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في قارة أفريقيا.
وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب.
وأعلنت مصر، مطلع الشهر الجاري أن المفاوضات مع إثيوبيا والسودان حول سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود.
في المقابل، نفت إثيوبيا وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، وأشارت إلى إمكانية توصل الدول الثلاث لاتفاق بشأن القضايا العالقة.
وتسعى مصر من خلال المفاوضات إلى إقناع إثيوبيا بإطالة فترة ملء خزان السد إلى سبع سنوات، مع الإبقاء على مستوى المياه في سد أسوان عند 165 مترا فوق سطح الأرض.