تعليق: يجب أن لانترك العنف يشوه صورة هونغ كونغ

تستمر المظاهرات العنيفة في هونغ كونغ منذ أكثر من أربعة أشهر ويتفاقم الوضع باستمرار. ومنذ 10 أكتوبر، تعرض أكثر من ثلاثة أرباع محطات السكك الحديدية في هونغ كونغ لهجمات من قبل الغوغاء وقاموا بتخريب 1200 باب دوار، وتم إغلاق أكثر من 100 مطعم خلال الشهرين الماضيين، وزاد عدد العاطلين عن العمل في صناعة خدمات الأغذية والمشروبات زيادة كبيرة؛ كما كان الوضع الاقتصادي في النصف الأول من العام هو الأضعف منذ 10 سنوات، ودخل الاقتصاد الكلي في الربع الثالث فترة ركود. كما تضررت حياة السكان وتأثرت سيادة القانون وبيئة الأعمال والصورة الدولية لهونغ كونغ. وإذا لم يتم وقف العنف وإعادة التركيز على التنمية في أقرب وقت ممكن، فستواجه هونغ كونغ خسائر لا تطاق وستكون لها عواقب وخيمة على أسر 7.5 مليون مواطن.

في مواجهة هذه المعضلة ، أعلنت حكومة هونغ كونغ في اغسطس الماضي عن حزمة دعم بـ 19.1 مليار يوان. وفي 22 اكتوبر الجاري، أعلنت عن حزمة جديدة من التدابير العاجلة بقيمة 2 مليار دولار هونغ كونغي. مع التركيز على الخدمات اللوجستية والسياحة وتجارة التجزئة، وهي بمثابة "إجراءات إسعافات أولية لنقل الدم وشفاء" اقتصاد هونغ كونغ. مع ذلك، ومنذ إعادة افتتاح المجلس التشريعي، نزل بعض نواب المعارضة إلى الشارع وعبروا عن دعمهم للاحتجاجات. مايثبت عدم تردد قوى المعارضة في فعل أي شيء من أجل الحصول على مكاسب سياسية، حتى ولو كلّف ذلك الإضرار بحياة سكان هونغ كونغ.

خلال الأشهر الأربعة الماضية، أصبح الجميع أكثر وعياً بحقيقة أن مصالح قوى المعارضة والقوى الراديكالية التي جرّت هونغ كونغ إلى دوامة شاملة لا تتقاطع مع مصالح عامة الناس وأن أهداف المعارضون والقوى الراديكالية باسم الديمقراطية والحرية والحقوق المدنية لاتخدم سوى مصالح قلّة من الناس. حيث يعارضون من أجل المعارضة ويحرضون على العنف ويطالبون بحل المجلس التشريعي، وحل قوات الشرطة وحتى إنشاء حكومة مؤقتة ويضغطون من أجل استقالة الرئيسة كاري لام أو اثارة شائعات حول ذلك. وهومايكشف عن طموحاتها في تعطيل هونغ كونغ والإطاحة بحكومة المدينة والاستيلاء على السلطة. أما فيما يتعلق بما إذا كان المواطنون العاديون يستطيعون العيش في منازل أكبر، وما إذا كان الشباب يمكنهم الحصول على تعليم أفضل وما إذا كان يمكن للعمال زيادة دخلهم، فهذا ليس من أولوياتهم. وتجدر الاشارة إلى أن لوه قوانتسونغ المنتمي المدافع عن "استقلال هونغ كونغ" قد سافر إلى أمريكا للدراسة بعد أن طلب من زملائه الطلاب الخروج للتظاهر في الشوارع. وغالباً مايناشد معارضون مثل لي تشي يينغ، ولي تشومينغ، وتشن فانغ آن شنغ الولايات المتحدة بفرض عقوبات على هونغ كونغ والحديث على أنه يمكن التضحية بالاقتصاد من أجل الحرية. فإذا كان هؤلاء المعارضون مصالحهم مع أمريكا، فهل يمكن أن يهتموا بمستقبل هونغ كونغ أو يقفوا إلى جانب المواطن العادي؟

وعليه من المهم إدراك الوجه الحقيقي للمعارضين والناشطين الهونغ كونغيين وكشف الأكاذيب التي ينسجونها. وإلقائهم بجميع المشاكل في هونغ كونغ إلى النظام وحكومة هونغ كونغ والحكومة المركزية وتصوير سكان هونغ كونغ على انهم ضحايا. قبل ذلك، وفي وقت مبكر من عام 2015 ، رفضت المعارضة مشروع قانون الاقتراع العام القائم على القانون الأساسي والقرارات ذات الصلة الصادرة عن اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب والتي دعمه الرأي العام السائد في هونغ كونغ. ويعلم الجميع أنهم يرغبون فقط في اختيار حاكم يجرؤ على قول "لا" لبكين.

التنمية هي أساس هونغ كونغ والطريقة الصحيحة لحل مختلف المشاكل في هونغ كونغ. وتعد هونغ كونغ اقتصادا صغيرا موجها نحو الخارج، واستمرار التسييس والعنف سيؤدي إلى تفاقم الصخب الداخلي الذي يقوض التنمية الاقتصادية، ويقوض ثقة العالم الخارجي في بيئة الأعمال ويؤثر على رفاهية المواطنين. وفقط عن طريق الخروج من النزاعات السياسية في أقرب وقت ممكن والتركيز على تنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب، يمكن لهذه اللؤلؤة الشرقية أن تلمع من جديد.