تعليق: الإمكانيات الديناميكية الأولى قوية

　إن مشروع “قنبلتين ونجم واحد” هو الذي حدد مكانة الصين كقوة عالمية، خلصت نظرية “السطوح الأرضية للبترول” الصين من صفتها “الافتقار الى النفط”، استطاع الأرز الهجين أن يطعم ويحقق الأمن الغذائي لحوالي مليار و400 مليون شخص، الرحلات الفضائية المأهولة حققت أحلام الصينيين بالطيران الى الفضاء منذ آلاف السنين، القطارات فائقة السرعة، شبكة الجيل الخامس، الحواسيب فائقة السرعة تزيد من سرعة الصين في عملية التطور، خلال 70 سنة منذ تأسيس الصين الجديدة، عملت أجيال من العاملين والتقنيين بكل جد وبذلوا جهودا حثيثة وحققوا إنجازات علمية وتكنولوجية هامة. وقد أصبحت اليوم الصين دولة كبرى للإبتكار وتتمتع بنفوذ دولي مهم وتخطو أشواطا متقدمة نحو هدفها الكبير المتمثل في أن تصبح دولة تكنولوجية قوية في العالم.

من شعار ”المسير نحو العلم“ إلى الترحيب بـ ”ربيع العلوم“، من التأكيد على أن "العلم والتكنولجيا هما القوتين الإنتاجيتين الأساسيتين“ إلى التنفيذ الكامل لاستراتيجية التنمية المدفوعة بالإبتكار، وتأسيس ”الإبتكار هو القوة الدافعة الأولى للتنمية“، كما أن الصين تعلق أهمية كبرى على الإبتكار العلمي والتكنولوجي، وتلتزم دائما بطريق الإبتكار المستقل ذي الخصائص الصينية وبما يتماشى مع قوانينه العلمية. في السنوات الأخيرة أصبحت إصلاحات النظام العلمي والتكنولوجي في الصين أكثر استقرارا، واستمرت قدرات الإبتكار في الإرتفاع وازداد الدعم بشكل كبير، كما زادت مساهمة الصين في الإبتكارات العالمية بشكل كبير لتصبح بذلك قطبا مهما في مشهد الإبتكار العالمي.

الإبتكار المستقل يعزز القوة العلمية والتكنولوجية

لقد ساهم الإلتزام بالإبتكار المستقل في تعزيز التطور السريع للعلوم والتكنولوجيا في الصين، وأظهر إمكانيات كبيرة للتنمية. في عام 2018، استثمرت الصين ما مجموعه 1967.79 مليار يوان في البحث العلمي والتطوير التجريبي بزيادة قدرها 207.18 مليار يوان عن العام السابق بزيادة قدرها 11.8 بالمائة وقد احتل إجمالي عدد موظفي البحث والتطوير الصينيين المرتبة الأولى في العالم لمدة ست سنوات متتالية، وحصلت الأوراق العلمية على المرتبة الثانية في العالم من حيث عدد مرات الإستشهاد بها، كما احتل عدد براءات الإختراع المرتبة الأولى في العالم لمدة 8 سنوات متتالية بالإضافة إلى المزيد من الإختراقات والإنجازات في مجالات البحوث الأساسية مثل علم الكم والمواصلات التي تعتمد على القطارات فائقة السرعة وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة جدا مثل هندسة الإستكشاف القمري وملاحة بيدو وإنجازات أخرى لا تعد ولا تحصى في العالم.

القوة التكنولوجية تعزز القدرة على التطور

إن الإستمرار في الإبتكار هو التمسك بعملية التنمية والتشديد على التنمية عالية الجودة هي ”صلب الموضوع“، بالإضافة إلى العمل على تحسين مستوى إمدادات العلوم والتكنولوجيا والتركيز على دعم وبناء نظام اقتصادي حديث. في نهاية سنة 2018، وصل عدد المؤسسات في السوق الصينية إلى 110 مليون وحدة. في عام 2017، حقق قطاع الصناعة ذات التكنولوجيا الفائقة في الصين دخلا رئيسيا للأعمال بقيمة 15.9 تريليون يوان، وأصبح هذا القطاع قوة مهمة تقود التحول الصناعي والتنمية في البلاد. ومع تنامي دور "الإنترنت بلس“ وتطورها ظهرت منتجات ونماذج وصيغ جديدة لا نهاية لها، وأصبحت داعما قويا لتحويل الصناعات التقليدية وتطورها وبعث ديناميكية جديدة من أجل التنمية الإقتصادية. إن الزخم التنموي للتحول المستمر والتغيير التكنولوجي للنمو والإبتكار القوي والمزدهر في ريادة الأعمال يعمل باستمرار على ضخ ديناميكية جديدة للتطوير عالي الجودة وفتح عالم جديد من النمو الإقتصادي.

إن قوة الدولة من قوة علومها وتكنولوجيتها، في حين أن ازدهار الأمة وتقدمها نابع من تطور هذه العلوم. حقق بناء بلد مبتكر تقدما ملحوظا اليوم في الصين، وأصبح مفهوم الإبتكار متجذرا في قلوب الناس، كما أن الإبتكار يعتبر القاعدة الأساسية للتنمية السريعة. مرة أخرى يواجه التطور التكنولوجي في الصين فرصا كبيرة، ومن المتوقع أن تشهد الدورة المقبلة من الإبتكار نقطة تحول جذرية. إن اتجاه تطور العلوم والتكنولوجيا في العالم والمرحلة الجديدة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية في الصين كلها متطلبات أعلى للإبتكار التكنولوجي، ولجعل إمكانات ”القوة الأولى“ أقوى وأكثر مرونة، يجب علينا استخدام رافعة العلوم والتكنولوجيا القوية حتى نجعل من الإبتكار مفهوما في وعي البلاد وفي وعي الأمة بأكملها.