"هذه الذرة تشبه الذرة العادية، ما الشيء الذي يميزها؟" هذا هو السؤال الذي طرحه بعض المواطنين في الآونة الأخيرة أثناء زيارتهم لمختبر معهد علوم المحاصيل بالأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية على تشانغ تشون إي نائب مدير المختبر بهذه الأكاديمية.
البذور هي أساس الزراعة، بذرة واحدة يمكن أن تغير العالم، وصنف واحد يمكن أن ينفع أمة.
من فترة كان فيها الناس لا يشبعون حين يأكلون إلى فترة أصبح فيها الطعام على كل لون وصنف. ما انفكت الأجيال الصينية جيلا وراء جيل من فنيي التربية الزراعية في الاستمرارية، وبعد ٧٠ سنة على قيام الصين الجديدة تمت زراعة أكثر من ٥٠ ألف نوع جديد من المحاصيل التي تمت الموافقة عليها وتسجيلها وقدمت مساهمات كبيرة من أجل "أن يحقق الشعب اكتفاءه الذاتي وتكون مقدّراته بيده وحده“.
خلال ٧٠ عاما، حصل كل من يوان لونغ بينغ ولي تشن شنغ الفائزان بأعلى جائزة وطنية للعلوم والتكنولوجيا في مجال البحث العلمي وتربية البذور، على عدد كبير من براءات الاختراع المتعلقة بنظرية طرق وأساليب تربية البذور مما ساهم في ارتفاع الطاقة الإنتاجية وتقديم دعم قوي لسلامة الحبوب وتنوعها. وحطم دنغهاي المعروف باسم "والد الذرة الصينية الهجينة" لست مرات على التوالي الرقم القياسي في سجل الحصول على بذور عالية الإنتاج من الذرة الصيفية الصينية وذلك بعد تربيته لأكثر من ثمانين صنفا من الأصناف الجديدة للذرة ذات المردود الإنتاجي العالي. قام تشاو هونغ تشانغ، وهو عالم صيني في زراعة وتربية بذور القمح، على التوالي بتربية أربع مجموعات من أنواع القمح الممتازة وهي: "بي ما ١" و”شينونغ ٨٨١“ و ”دياو فنغ ٣“، و ”فنغ شنغ٣“، على مساحة إجمالية قدرها ٩٥٠ مليون مو.
خلال ٧٠ عاما، تم تعزيز وتحسين القدرة الإنتاجية الشاملة للحبوب في الصين. تحوي مطابخ الشعب الصيني طعاما صينيا خالصا والذي بدوره يعتمد على البذور الصينية. أنشأت الصين أنظمة تكنولوجيا عالية في تربية البذور مثل الأرز الخارق والقمح القزم والذرة الهجينة. في الوقت الحاضر، الأرز والقمح وأنواع أخرى من الحبوب الصينية هي أصناف مستقلة بذاتها ويمكن القول بأن "الحبوب الصينية مصدرها البذور الصينية".