بيروت 19 سبتمبر 2019 (شينخوا) قال قائد قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) اللواء ستيفانو ديل كول اليوم "الخميس" أن "الأحداث الخطيرة التي وقعت مؤخرا في منطقة عمليات اليونيفيل كان يمكن أن تؤدي إلى تصعيد خطير للوضع".
جاء ذلك في بيان صدر عن اليونيفيل بعد اجتماعه مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون خلال زيارته مقري قيادة القطاعين الشرقي والغربي لليونيفيل في (مرجعيون) و(شمع) في جنوب لبنان.
وأوضح البيان أن القائدين ناقشا قضايا متعلقة بالوضع الأمني والأنشطة المنسقة بين الجيش اللبناني واليونيفيل في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني بجنوب لبنان و(الخط الأزرق) الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل.
وقال البيان إن المناقشات تطرقت إلى البنود الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي 2485 الصادر بتاريخ 30 أغسطس الماضي والذي تم بموجبه تمديد ولاية اليونيفيل لمدة عام ينتهي في 31 أغسطس 2020.
وكان التوتر قد تصاعد بين لبنان وإسرائيل في 24 أغسطس الماضي بعد غارة إسرائيلية في سوريا اسفرت عن مقتل عنصرين في (حزب الله) واعقبها اتهام الحزب لإسرائيل بتنفيذ هجوم في 25 أغسطس على معقله في ضاحية بيروت الجنوبية بطائرتين مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما فيما سقطت الأخرى.
وقد رد (حزب الله) على هذين الحادثين بتنفيذ هجوم صاروخي قرب الحدود في مطلع سبتمبر الجاري أدى لتدمير آلية عسكرية إسرائيلية وردت إسرائيل بدورها بقصف مناطق لبنانية حدودية دون وقوع اصابات في الجانبين بفعل الهجوم والقصف المضاد.
كذلك أسقط (حزب الله) في 9 سبتمبر الجاري طائرة إسرائيلية مسيرة في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان .
وأوضح قائد اليونيفيل أنه بعد الأحداث الأخيرة "تطلب الأمر عملا مكثفا مع الجانبين لحملهم على وقف إطلاق النار واحتواء الوضع".
وأضاف خلال اجتماعه مع قائد الجيش اللبناني "أثبتت الأزمة الأخيرة مرة أخرى مركزية آلية الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل لناحية نجاحها في تهدئة الوضع على طول (الخط الأزرق)".
وأكد أنه "يتعين علينا أن نعمل معا لتعزيز قدراتنا في مجال المراقبة ومعالجة الوضع على الأرض، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية الأمنية على طول (الخط الأزرق) التي استخدمت بشكل جيد لناحية الحفاظ على الهدوء والاستقرار منذ عام 2006".
كما شدد على "ضرورة الدعم من القوات المسلحة اللبنانية لضمان الانتهاء بسرعة من تحقيقات اليونيفيل حول خرق وقف الأعمال العدائية والتطورات ذات الصلة على (الخط الأزرق)".
وأكد على "أهمية تعزيز التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني في مجال معالجة الحوادث والانتهاكات بفعالية وفي الوقت المناسب".
وقال اللواء ديل كول "لدينا نيّة مشتركة للحفاظ على الاستقرار في منطقة العمليات وضمان خلو المنطقة من الأسلحة غير المصرح بها والأنشطة العدائية من أي نوع كان".
وأشار اللواء ديل كول إلى أن إحدى أولويات المجتمع الدولي واليونيفيل تتمثل في زيادة قدرات القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان.
بدوره قال بيان للجيش اللبناني أن العماد عون اعتبر عناصر اليونيفيل من "عائلة الجيش اللبناني"، مشيدا "بالجهود التي يقومون بها في المنطقة من مشاريع ونشاطات ما يعزز الاستقرار الأمني ويخفف من صعوبة الظروف المعيشية في ظل الوضع الاقتصادي الصعب".
وشدد على "تعزيز التعاون والتنسيق مع اليونيفيل من خلال التمارين والتدريبات المشتركة التي تساهم في تطوير الخبرات والمهارات العسكرية، مما جعل منطقة قطاع جنوب الليطاني الأكثر أمنا واستقرارا في لبنان".
وتعمل اليونيفيل في جنوب لبنان منذ العام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان ، وقد تم تعزيزها في العام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في شهر يوليو من العام ذاته.
وتضم قوات اليونيفيل بحسب بيانات قيادتها في نهاية أغسطس الماضي نحو 10 آلاف و 245 جنديا من حفظة السلام من 44 دولة.