سان بطرسبرج، روسيا 19 سبتمبر 2019 (شينخوا) اختتم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أمس الأربعاء زيارة ناجحة ومثمرة إلى روسيا، حيث أكدت الجارتان التزامهما بتعزيز التعاون وتدعيم التعددية.
وخلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، ترأس لي بشكل مشترك الاجتماع الدوري ال24 بين رئيسي حكومتي الدولتين مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف في سان بطرسبرج. والتقى أيضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
وتقف الدولتان عند نقطة بداية جديدة بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 70 عاما، حيث اتفقتا على تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة والعمل معا لدفع التعاون العملي إلى مستوى أعلى.
زيادة العلاقات التجارية
تؤيد الصين وروسيا بشدة وجود نظام عالمي متعدد الأقطاب واقتصاد عالمي أكثر انفتاحا. وبما أن العولمة الاقتصادية تواجه رياحا معاكسة، فإن الدولتين تتعهدان بنمو العلاقات التجارية بينهما عن طريق توسيع الانفتاح على بعضهما البعض وتعزيز التعاون في مختلف المجالات مثل الطاقة والابتكار والزراعة.
وفي بيان مشترك وقع عليه لي وميدفيديف، اتفق الشريكان على تحسين الهيكل التجاري وتعزيز مجالات نمو جديدة وتطوير أشكال جديدة للتجارة، من بينها التجارة الإلكترونية وتجارة الخدمات.
وأضاف أنهما سيخلقان ظروفا مناسبة للتعاون الثنائي الأوثق في التجارة والاستثمار وتعزيز التعاون والتنسيق لحماية الملكية الفكرية بشكل أفضل.
وسيعزز الجانبان أيضا التعاون من خلال الأطر المتعددة مثل منظمة شانغهاي للتعاون وبريكس والتعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك من أجل مساعدة الدولتين في التطور بشكل أكثر شمولا وتوازنا.
وتعد الصين أكبر شريكة تجارية لروسيا لتسعة أعوام متتالية وأيضا أكبر مصدر للواردات ووجهه للصادرات لروسيا. وفي أول ثمانية أشهر من العام، بلغ إجمالي التجارة الثنائية 70.59 مليار دولار أمريكي، ما شكل نموا بلغ 4.5 بالمئة على أساس سنوي.
وخلال الاجتماع، قال لي إن الصين مستعدة للمواءمة بشكل أفضل بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي والحفاظ على الزخم المتنامي للتجارة الصينية-الروسية وتحسين مستوى تسهيل التجارة والاستثمار.
وأوضح لي خلال حديثه مع بوتين أن "الصين تعزز الانفتاح وستوفر الإمكانات الضخمة للسوق المزيد من الفرص للشركات من جميع أنحاء العالم، من بينها الروسية."
وأعرب عن أمله في مواصلة الدولتين الانفتاح على بعضهما وتوسيع الاستثمار والوصول إلى السوق وخلق المزيد من فرص التعاون للشركات من الدولتين.
وقال بوتين وميدفيديف إن روسيا تعتزم مواصلة توسيع العلاقات التجارية مع الصين للسعي من أجل التنمية المشتركة.
دفع التعاون في مجال الابتكار
وأشار لي إلى أنه في الوقت الذي يحقق فيه التعاون في المجالات التقليدية، مثل الطاقة، اختراقات جديدة، يكتسب تعاونهما في مجالات جديدة مثل التجارة الإلكترونية عبر الحدود والابتكار العلمي-التكنولوجي زخما كبيرا.
وتبذل الصين وروسيا، اللتان تتمتعان برغبة مشتركة للتنمية الوطنية، الجهود من أجل تنويع وإثراء تعاونهما.
وفي الاجتماع مع رئيس الوزراء الروسي، دعا لي الجانبين إلى استغلال مميزاتهما التكاملية وكذا إمكانات التعاون في مجالات مثل الأبحاث الأساسية والبحث التطبيقي وكذلك تطبيق الإنجازات العلمية والتكنولوجية في مجال الإنتاج.
كما أن الصين وروسيا حددتا عامي 2020 و2021 ليكونا "عام الابتكار العلمي والتكنولوجي" لبعضهما البعض، ومن ثم فهما بحاجة إلى استغلال الفرصة لتحديث التعاون في الابتكار العلمي والتكنولوجي، حسبما أخبر لي الصحفيين عقب الاجتماع.
وأعرب أيضا ميدفيديف عن استعداده لتعزيز التعاون مع الصين في مجالات التكنولوجيا الفائقة.
وقال إن روسيا مستعدة لتعميق الاتصال الاستراتيجي والتعاون العملي مع الصين وتوسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، في حين تطوير التعاون في قطاعات تقليدية مثل الطاقة.
وبحسب البيان، تعمل الصين وروسيا بشكل مشترك على زيادة التوافق والتشغيل المشترك لنظامي الملاحة عبر الأقمار الصناعية -- (بيدو) الصيني و(جلوناس) الروسي -- لتقديم خدمة أفضل للتنمية الاجتماعية-الاقتصادية بجودة أعلى.
واتفقتا أيضا على دفع التعاون في مجالات مثل الطيران والفضاء الجوي والاتصالات والصيدلة والهندسة الكيميائية.
صياغة علاقات أقوى
تأتي زيارة لي الرسمية في الوقت الذي تحتفل فيه الجارتان بالذكرى الـ70 لإقامة علاقات دبلوماسية بينهما. وتحمل العلاقات بين الصين وروسيا، دولتان كبيرتان في العالم، أهمية كبيرة للاستقرار والتنمية في العالم.
وخلال المحادثات، سلط رئيسا الحكومتين الضوء على الشراكة الاستراتيجية الشاملة للتنسيق في العصر الجديد، حيث دفعت الصين وروسيا العلاقات بينهما نحو مستوى أعلى منذ زيارة الدولة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا في يونيو التي رسم فيها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خارطة طريق مستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الصينية-الروسية.
وأخبر لي الصحفيين بأن التنمية الجيدة والثابتة للعلاقات الثنائية تصب في مصلحة الجانبين وتساعد في دفع التقدم الإنساني وفقا للظروف الحالية.
وأوضح لي في مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء (تاس) الروسية قبل الزيارة "نحتاج إلى تبني تدعيم النظام الدولي القائم على القانون الدولي والمرتكز على الأمم المتحدة والبناء المشترك لنمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية لحماية السلام والاستقرار والعدالة والإنصاف على المستوى العالمي."
وعند وصوله، أعلن لي عن استعداد الصين لتعزيز التنسيق والتعاون مع روسيا في الشؤون الدولية والعمل معا لتحسين الحوكمة العالمية ودفع اقتصاد عالمي مفتوح وحماية السلام والتنمية والازدهار على المستويين الإقليمي والعالمي.