د. فايزة كاب
11 سبتمبر 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعد العلاقات الصينية ـ العمانية التي امتدت لأكثر من 2000عام قاعدة مهمة في ترسيخ مفهوم الامن والسلام على المسرح الدولي بين الشعبين الصيني والعماني، لتكون واحدة من أقدم العلاقات بين الأمم التي استثمرت لخدمة الانسان. وساعدت الخمسون عاما الماضية من ذلك التاريخ الكبير بين البلدين على إبقاء تلك العلاقات حية ونابضة بالنشاط والتطور المستمر في العديد من المجالات منها المجال الإعلامي الذي تتطلع سلطنة عمان والصين الى المزيد من تعزيز وتطوير العلاقات بينهما في هذا المجال، ليأتي ملتقى الصحافة العماني الصيني المنعقد اليوم 11 سبتمبر بالعاصمة الصينية بكين برعاية جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع سفارة عمان ببكين كحدث جديد يسهم في ترجمة أبعاد تلك العلاقات على الصعيد الإعلامي مستحضرا الكثير من جوانبها التاريخية والاقتصادية والاستثمارية، متطلعا الى مستقبل أكثر اشراقا في مسيرة العلاقات الصينية ـ العمانية.
أشار د. عبد الله بن صالح السعدي، سفير سلطنة عمان لدى بكين في كلمة افتتاح ملتقى الصحافة العماني الصيني، إلى أن الأخير يأتي في إطار الحرص المشترك على تفعيل مبادئ الشراكة الاستراتيجية التي أعلن عنها قائدا البلدين في 2018، وتفعيل لمواد مذكرة التفاهم " التعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحري التي وقعها البلدان في 2018، والاهتمام الذي تبذله مؤسسات الدولة المختلفة الحكومية والخاصة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني في سلطنة عمان لتعزيز علاقات التعاون الثنائي في مساراته المتعددة وتطوير الى آفاق ارحب. مضيفا، أن الملتقى يهدف الى خلق قنوات تواصل وتعاون مشترك بين جمعية الصحفيين العمانية ونظيرتها الصينية، وكذلك الاستفادة من الخبرات والتجارب الثرية المتبادلة للصحفيين الصينيين والعمانيين، كما تعد فرصة للمهتمين للاطلاع على العديد من الجوانب والتطورات في المجال الاعلامي في كلا البلدين، مؤكدا ان عمان تتطلع بثقة الى ان تخرج هذه الندوة بنتائج مثمرة تخدم التعاون بسن الجانبين. كما أعرب عن سعادته بأن ينعقد الملتقى في اجواء مفعمة بالفرح والسعادة غداة الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، متقدما الى الامة الصينية قيادة وشعبا بأجمل التهاني متمنيا للشعب الصيني مستقبلا نعمل بالتنمية والازدهار.
أكد الأستاذ سالم بن حمد الجهوري، نائب جمعية الصحفيين العمانية، ان تنظيم ملتقى الصحافة العماني الصيني في بكين واحدة من المحطات التي تنفذها الجمعية في عدد من دول العالم، وأن اختيار بكين يأتي تقديرا لتلك العلاقات المتوارثة بين اجيال البلدين وتعزيزا لكل الجهود الدافعة والداعمة للمزيد من التقارب الذي مر بمراحل عبر التاريخ. مشيرا الى الدور العماني والصيني على المستوى الدولي، قائلا:" تقف عمان والصين اليوم كبلدين فاعلتين في سياسة الدولية، مستندتان الى ذلك التاريخ الطويل، بدأ من طريق الحرير الى الحزام والطريق يثبتان للعالم ان الأمم لا تجمعهما المصالح فقط، بل ما هو أثمن من ذلك، وهي القيم والمبادئ والإرث الممتد في كلا الامبراطوريتين اللتين بزيادة في شرق المعمورة، واللتين لازلتا تسهمان في الحضارة الانسانية وتنيران دروب الامل وترسخان مفهوم الشراكات والتعاون." وحول التقارب العماني الصيني، قال سالم بن حمد الجهوري: "استطاعت عمان والصين أن تقتربا أكثر من ذي قبل إدراكا منهما أن الأمم لا بد أن تتكاثف في كل المجالات التي تخدم البشرية وتوفر لهما المزيد من الرخاء والأمن والاستقرار اللذين يحفزان العقل البشري للإبداع وتطوير القدرات والمهارات للشعوب التي يمكنها أن تساهم في المزيد من العلم والمعرفة التي يحتاجها الانسان في كل مرحلة من مراحل التاريخ الإنساني الذي يحقق قفزات متتالية في الابداع والتطوير."
ومن جانبه، أكد تيان يوي هونغ، الأمين العام للجنة الحزب بجمعية الصحفيين الصينيين، أهمية ومغزى التقاء أصدقاء من الدوائر الصحفية الصينية والعربية في بكين عشية احتفال الصين بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في ملتقى الصحافة الصيني العماني، وتعزيز الصداقة التقليدية بين البلدين وتشجيع التعاون الإعلامي بين الجانبين. كما استعرض تيان يوي هونغ، أهم النقاط في تاريخ الصين وسلطنة عمان، قائلا: "تعتبر الصين واحدة من الحضارات الأربع القديمة، وعمان هي واحدة من أقدم الدول في العالم العربي، وكلا البلدين لهما تاريخ وحضارة طويلة." مشيرا الى أن الصداقة الصينية ـ العربية لها تاريخ طويل، وتربطهما روابط تاريخية قوية، وأن عمان محطة مهمة على طريق الحرير القديم، حيث أبحرت الملاحة العمانية القديمة الى الصين " قوانغتشو" في وقت مبكر من القرن الثامن الميلادي، وأصبح "طريق الحرير البحري" شاهداً خالداً على التبادلات التاريخية بين الصين وعمان.
كما نظم على هامش ملتقى الصحافة العماني الصيني معرض الصور الضوئية يعكس تاريخ وحضارة عمان، وعادات وتقاليد السلطنة، بالإضافة الى ندوة " العلاقات العمانية الصينية" التي تناولت محاورها ركائز العلاقات المتوازنة والمتواصلة بين البلدين. وتمثل الندوة الحدث الأبرز ضمن أعمال الملتقى من خلال مناقشتها للعلاقات بين البلدين في جوانب مختلفة منها التاريخية والاقتصادية والإعلامية، بمشاركة نخبة من الأساتذة المختصين من الجانبين بهدف الخروج بنتائج من شأنها تعزيز العلاقات الصينية العمانية من جوانبها المختلفة.