11 سبتمبر 2019 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أظهرت البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك في 8 سبتمبر الجاري، أن إجمالي قيمة الاستيراد والتصدير لتجارة السلع الصينية في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي قد بلغ 20.13 تريليون يوان، بزيادة قدرها 3.6 ٪ عن نفس الفترة من العام الماضي. حيث بلغت قيمة الصادرات 10.95 تريليون يوان، بزيادة 6.1 ٪ ، وحققت الواردات 9.18 تريليون يوان، بزيادة 0.8 ٪، بفائض تجاري يقدّر بـ1.77 تريليون يوان، وبزيادة قدرها 46 ٪.
من حيث الحجم الكلي، ارتفعت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات من السلع بنسبة 3.6 ٪، ولكن بما أن معدل نمو الصادرات كان أسرع من معدل نمو الواردات، فقد زاد الفائض التجاري بنسبة 46 ٪. ويعود ذلك إلى التغيرات التي طرأت على الهيكل الداخلي. أولا، مكان البيع والشراء؛ ثانيا، نوع التجارة؛ وثالثا، نمط التجارة.
من منظور الشركاء التجاريين، يواصل الاقتصاد العالمي تعميق اعتماده على الصين. وخلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، كان أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للصين هم الاتحاد الأوروبي وآسيان والولايات المتحدة، حيث نمت صادرات الصين إلى هذه الأطراف على التوالي بنسبة 11.8 ٪ و 15.7 ٪ و 3.7 -٪ ، ونمت الواردات على التوالي بنسبة 6.7 ٪ و 6.9 ٪ و 23.5 -٪. أمابالنسبة للفائض التجاري فنما على التوالي بـ 22.9 ٪ ، 65.4 ٪ و 7.7 ٪. وتجدر الإشارة إلى أنه بسبب الانخفاض الحاد في الصادرات إلى الصين، تراجعت الولايات المتحدة من ثاني أكبر شريك تجاري للصين في عام 2018 إلى المركز الثالث بعد أن تجاوزتها الآسيان. ونما الفائض التجاري الصيني مع الشركاء التجاريين الرئيسيين الثلاثة، مما يشير إلى أن درجة الاعتماد المتبادل بين الصين والاقتصاد العالمي مازالت تتعمق باستمرار..
على مستوى أصناف السلع التجارية، ارتفع اسهام الصين في الصناعات الراقية في العالم. ويمكن تقسيم البضائع التجارية إلى نوعين رئيسيين، هي المواد الخام والسلع المصنعة، أما المنتجات النهائية فتقسم إلى سلع رفيعة وأخرى متدنية، كما يمكن تصنيفها حسب موقعها في السلسلة الصناعية، وبذلك تعكس بنية السلع التجارية الهيكل الصناعي للبلد. وخلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، زاد إجمالي واردات المواد الخام في الصين بشكل ملحوظ، مثل الحديد الخام والنفط الخام والغاز الطبيعي. ومن بين الصادرات الصينية، كانت حصة المنتجات الميكانيكية والكهربائية هي الأكبر، حيث زادت صادراتها في الأشهر الثمانية الأولى بنسبة 5.6 ٪. في ذات الوقت، انخفضت واردات الصين من المنتجات الميكانيكية والكهربائية بنسبة 3.1 ٪. ويمكن ملاحظة أن المواد الخام في هيكل التجارة الصينية تتأثر بحجم الواردات والسعر، حيث نما إجمالي النفقات بمعدل أسرع، بينما انخفضت واردات السلع المصنعة المتوسطة والعالية. في المقابل شهدت صادرات هذه السلع نموا سريعا، مما يعكس بأن مساهمة الصين في الصناعات المتوسطة والراقية تشهد نموا مستمرّا في الهيكل الاقتصادي العالمي.
أما على مستوى انماط التجارة، فقد شهدت مكانة الصين في سلسلة القيمة العالمية تقدما ملحوظا. وتشكل التجارة العامة وتجارة المعالجة حوالي 85 ٪ من إجمالي التجارة في الصينية. وتشير البيانات إلى أن الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، قد سجلت تراجعا في الواردات والصادرات الصينية من تجارة المعالجة، في حين نمت صادرات التجارة العامة بشكل سريع ونمت الواردات بوتيرة بطيئة. مما يدل على أن أعمال "المسابك بالوكالة" في الهيكل الصناعي الصيني آخذة في الانخفاض، بينما المنتجات المستقلة آخذة في الازدياد.
تعكس زاويات النظر الثلاثة المذكورة أعلاه صورة للتغيرات التي يشهدها الاقتصاد الصيني في العالم. كما أصبحت السلع الصينية أكثر ظهورا في الصناعات العالمية المتوسطة والراقية، وأصبحت السوق الصينية اكثر انفتاحا.وفي ذات الوقت، تعد الصين أيضًا شريكًا تجاريًا متزايد الأهمية للبلدان النامية التي تصدر المواد الخام. وفي مواجهة البيئة الاقتصادية الدولية التي تزداد فيها المخاطر والشكوك في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، أظهر الاقتصاد الصيني قدرًا جيدا من المرونة، مايمثل صورة موضوعية للتحديث الصناعي في الصين، ويعكس بأن كل من يرغب في الابتعاد عن الصين، سيخسر الفرص الصينية.