مسقط 17 يونيو 2019 /تم اليوم تدشين أول مصنع لإنتاج البوليمرات في سلطنة عمان رسميا، وذلك بشراكة بين شركة زي ال للاستخلاص المعزز للنفط الصينية وشركة تنمية نفط عمان، بحيث تمثل نسبة الجانب العماني 40% و 60% للجانب الصيني.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للمصنع حوالي 20 مليون دولار أمريكي، ويقع على مساحة 33 ألف متر مربع بمنطقة ريسوت الصناعية بمحافظة صلالة - تبعد حوالي 1000 كلم جنوب العاصمة مسقط.
وأقيم حفل التدشين بفندق كراون بلازا مسقط برعاية السيد أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العماني لشؤون العلاقات الدولية والتعاون الدولي، والممثل الخاص لسلطان عمان.
وبحسب بيان صحفي للشركة الجديدة التي تملك المصنع وأسست تحت اسم " زي ال عمان للاستخلاص المعزز للنفط" ستبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع خلال المرحلة الأولى حوالي 15 ألف طن سنويا، وسترتفع تدريجيا لتصل إلى 70 ألف طن سنويا في المراحل المتعاقبة.
وأشار البيان إلى أنه تم تجهيز المصنع مع أنظمة التحكم الحديثة، كما يعد هذا المصنع الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي.
ووصف السيد أسعد آل سعيد في تصريح للإعلاميين عقب حفل التدشين وصف المشروع بأنه استثمار جيد وذلك لأنه يأتي في إطار تعاون مع شريك صيني، كما أن الصين تمثل شريكا استراتيجيا للسلطنة.
وأشار آل سعيد إلى أن المصنع يوفر العديد من فرص العمل، كما أن الكمية التي سينتجها ربما ستزيد عن حاجة السوق العماني وبالتالي ستصدر لأسواق خارجية أخرى بناء على الاتفاق مع الجانب الصيني.
وقال فيصل بن تركي آل سعيد، ممثل الجانب العماني في الشركة في تصريح خاص لوكالة أنباء (شينخوا): يأتي هذا المصنع بالتعاون ما بين شركتي زي ال الصينية و تنمية نفط عمان، تماشيا مع سياسة السلطنة الاقتصادية، وتطبيقا فعليا لسياستها الإستراتيجية وللقيمة المحلية المضافة، الرامية لاسهام قطاع النفط والغاز في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد من خلال تحقيق أربعة محاور رئيسية وهي: البضائع والخدمات، تطبيق قدرات الموردين العمانيين، الاستثمار الاجتماعي، والتعمين والتدريب.
وأضاف قائلا سنسعى بالتعاون مع شريكنا الاستراتيجي الصيني إلى تفعيل مساهمة المصنع على مستويات عدة من أهمها نقل التقنيات الحديثة في هذا المجال، وتطوير الدراسات البحثية والعلمية من خلال التعاون مع جامعة السلطان قابوس، وإيجاد فرص عمل للجادين من أبناء الوطن وفتح فرص تدريبية للمهتمين.
وأكد المدير العام لشركة "زي ال عمان للاستخلاص المعزز للنفط" إيشو ليو في تصريحات خاصة لوكالة أنباء (شينخوا) على أن المصنع جاهز حيث تم العمل على انشائه قبل عام ونصف ويتوقع أن يدخل حيز الإنتاج الفعلي خلال شهر من الآن.
وأشار ليو إلى أن المصنع يتخذ أهمية كبيرة لعدة أسباب منها أنه متخصص في إنتاج مادة مهمة ويحتاج إليها في استخلاص النفط وهي البوليمر ومن المعروف أن الصين هي أول وأكبر مستورد للنفط العماني بنسبة تصل إلى 80% من صادرات النفط العمانية، كما أن البلدين تربطهما علاقات استراتيجية، كما وأن المشروع يأتي في ظل تعاون البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق لأنه يقع على امتداد طريق الحرير.
كما أشار ليو إلى أنه منذ الحديث عن مبادرة الحزام والطريق وترفيع العلاقة بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية وحدث تزايد كبير ومستمر من الشركات الصينية للاستثمار في السلطنة، وسعت شركات من البلدين للاستفادة من هذه الميزات النسبية والتعاون ما بين الصين وسلطنة عمان.
وقال الدكتور سلطان بن سعيد الشيذاني، المدير التنفيذي لهندسة النفط بشركة تنمية نفط عمان في كلمته في حفل التدشين: إن افتتاح المصنع يمثل حدثا مهما للصناعة النفطية في السلطنة بل وفي العالم ، كما أنه يمثل إضافة قيمة في رصيد الاستثمار المحلي وتجسيدا حقيقيا للشراكة المثمرة بين الحكومة والقطاع الخاص.
فيما قال راؤول رستوشي، المدير العام لشركة تنمية نفط عمان في كلمته إن الاستخلاص المعزز للنفط يتيح إطالة العمر الافتراضي لحقول النفط وزيادة إنتاج النفط بشكل كبير.
وأضاف يعد استخدام البوليمرات أحد أساليب الاستخلاص المعزز للنفط الهامة التي يتم نشرها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم وتستخدم في سلطنة عمان.
وأردف قائلا: كانت شركة زي ال للاستخلاص المعزز للنفط تقوم بتوريد البوليمرات لعدة دول بنجاح على مستوى العشرين عاما الماضية، ولشركة تنمية نفط عمان منذ عدة سنوات، إلا أنه بهذه الشراكة الجديدة ومن خلال افتتاح هذا المصنع سيعمل على تغطية السوق المحلية بعمان بالإضافة إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي العربية.