هونغ كونغ 30 أغسطس 2019 (شينخوا) رغم تسمية أنفسهم بالـ (شجعان) الذين لا يحظون بأي "دعم خفي" أو خطط أو تنظيم، إلا أن الحقيقة وراء مثيري الشغب لا تزال صعبة الإخفاء.
لقد ارتكب المتظاهرون المتطرفون العنف مرارا وحرضوا على الكراهية ضد شرطة هونغ كونغ. وتقدم أحدث التقارير الإعلامية مزيدا من الأدلة على تخطيط المتظاهرين الدقيق، ووجهات نظرهم المتطرفة، وهدفهم البارز المتمثل في إحداث مزيد من الفوضى والخوف والعداء في هونغ كونغ.
وكشف شريط فيديو نشرته صحيفة ((نيويورك تايمز)) عن مستودع سري ومخبأ للمتظاهرين المتطرفين الذين تسببوا في فوضى هائلة في هونغ كونغ للشهر الثالث على التوالي.
وأظهر الفيديو مجموعة من الشباب يتجمعون في فندق، وهو جزء من شبكة من المنازل الآمنة تحت الأرض، حيث قالوا إن الاحتجاجات كانت تشبه ممارسة ألعاب الفيديو ((جراند ثفت أوتو)) وكانت "ممتعة"، وأنهم يتطلعون إلى رد فعل الشرطة.
وفي المقطع، قالت متظاهرة ملثمة: "إن الشخص التالي الذي يمكن أن يموت هو واحد منا ... فعلى الجميع تحمل المسؤولية."
كما أظهر مقطع الفيديو متظاهرين من بينهم مجموعة من الطلاب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، والذين لم يعرف آباؤهم بتورطهم.
"أخبرنا البعض أنهم سيموتون من أجل هذه الحركة"، هذا ما قاله صحفي في الفيديو.
وتحدث أحد المحتجين عن شراء الأقنعة والنظارات، لكن في الواقع، استخدم المتظاهرون أسلحة هجومية أكثر بكثير، بما في ذلك المقاليع وآشعة الليزر وقنابل المولوتوف، لمهاجمة الشرطة والمدنيين الأبرياء.
وقالت المصادر إن ما بين 500 إلى 1000 من المتظاهرين المتطرفين لديهم ميل قوي للعنف، بينما يدعو البعض إلى ارتكاب أعمال عنف أكثر في المستقبل، بما في ذلك خطط لتخريب محطات الطاقة في هونغ كونغ.
ويعتمد المتظاهرون المتطرفون بشكل كبير على تطبيقات المراسلة المجهولة مثل (تليجرام) لتنظيم الهجمات وتنسيقها ضد الشرطة، وهو تكتيك استخدمه الإرهابيون للتخطيط لشن هجمات إرهابية وتنفيذها في أجزاء أخرى من العالم في السنوات الأخيرة.
ويتبادل هؤلاء المحتجون كتيبات إرشادية حول كيفية صنع قنابل المولوتوف وكيفية تلفيق اتهامات لإنفاذ الشرطة قانون مكافحة الشغب، على المنتديات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويشرح "كتيب القتال"، الذي وُزع على نطاق واسع بين مثيري الشغب، "استعدادات ما قبل الحرب" و"التدريبات الشخصية" و"الاستجابة في ساحة المعركة" و"معلومات حول الاعتقالات"، إلى جانب تفاصيل حول معدات الحماية ونقاط الضعف في الشرطة والتدابير المضادة، وكيفية الاستجابة قبل الاعتقالات وبعدها.
وقال الكتيب "إن كوننا الشجعان يعد مقامرة حاسمة ذات معنى بالنسبة لنا."
وخلال الشهرين الماضيين، اعتُقل نحو 900 شخص لتورطهم في حوادث عنف.
وفي مناسبات متعددة، أسقط المتظاهرون المتطرفون حواجز على جانب الطريق لتشكيل متاريس قبل وصول الشرطة بوقت طويل. كما استُخدم عدد كبير من القنابل المميتة.
وفي الآونة الأخيرة، تصدر هاشتاج ((HKlastword)) موقع تويتر، حيث امتلأ بالرسائل المثيرة وخطاب الكراهية ضد ضباط الشرطة. ويقول أحدهم: "إذا احترقنا، فستحترق معنا."
وتمتلئ المنتديات المحلية على الإنترنت مثل ((lihkg.com)) و((hkgolden.com)) بالدعوات لارتكاب مزيد من العنف هذا الأسبوع.
ويقول أحد المنشورات على موقع ((lihkg.com)): "سيسود هاشتاج (نموت سويا)!"، في إشارة إلى شعار كانتوني يستخدمه مثيرو الشغب على نطاق واسع لحشد مشاعر الانتحاريين عبر الإنترنت والتحريض على عنف الشوارع في هونغ كونغ.
وهناك منشور آخر على الموقع يشرح لمثيري الشغب الأساليب العنيفة لمحاصرة مراكز الشرطة: قائلا "علينا استخدام المزيد من الأقفال على البوابات الفولاذية لمراكز الشرطة لمنعهم من الخروج. عندما يحاولون فتح البوابة، يمكننا قتلهم بأي شيء نجده."
وأضاف المنشور "عندما نواجه الشرطة علينا مهاجمة أقدامهم بشكل مكثف لمنعهم من مطاردتنا."
وظلت مثل هذه المنشورات التحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي دون رقابة يوما بعد يوم، في حين دعا متطرفون آخرون إلى التنمر ضد أطفال ضباط الشرطة في المدارس.
فهذا شخص يدعى ألفين تاي كين-فاي، مساعد مدير أكاديمية لوجوس لاتحاد الكنائس المسيحية الصينية في هونغ كونغ، كتب على صفحته على فيسبوك أنه يأمل في أن يموت أطفال رجال الشرطة الذين "يستخدمون العنف" قبل بلوغهم سن السابعة، أو أن يموتوا قبل بلوغهم سن العشرين إذا تجاوزوا السابعة بالفعل.
وقال أعضاء من سكان هونغ كونغ إن تصاعد العنف أصبح مسألة بالغة الأهمية ويجب اتخاذ إجراءات لوقفها.
وفي بيان نُشر في وسائل الإعلام المحلية هذا الشهر، ناشد بيتر وو، كبير مستشاري شركة Wharf المحدودة، المتظاهرين أن يكفوا عن العنف، مشيرا إلى تعريف الإرهاب في نسخة قاموس أوكسفورد على الإنترنت - أنه "أعمال العنف غير القانونية والتخويف، وخاصة ضد المدنيين، في السعي لتحقيق أهداف سياسية."