بكين 27 أغسطس 2019 (شينخوا) عززت الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة مجالات التعاون والتبادلات بينهما في نشر الكتب والترجمة بين اللغتين للأعمال الأدبية والعلمية وكتب الأطفال وغيرها، بهدف تعميق التفاهم والتعارف المتبادلين بين دور النشر والقراء المحليين.
وجاء ذلك خلال أعمال الدورة الـ26 لمعرض بكين الدولي للكتب المختتمة في 25 أغسطس الجاري، حيث أشار مراسل (شينخوا) من المعرض إلى توقيع عدة اتفاقيات تعاون بين دور النشر الصينية والعربية لتصدير حقوق النشر وتعزيز التعاون الثنائي في المستقبل.
وفي هذا السياق، كشفت دار النشر الصينية للعلوم الاجتماعية عن توقيعها لاتفاقية حقوق نشر مع دار نشر بتونس لترجمة وإصدار النسخة العربية لمؤلف دراسي صيني بعنوان (تشنغ خه وأفريقيا). فيما أكدت دار النشر للشعب بمقاطعة لياونينغ حقوق النشر للنسخة العربية لرواية صينية (الربيع في صحراء كوبوتشي) التي تتحدث عن قصص مكافحة التصحر التي قام بها الصينيون في صحراء كوبوتشي.
وإضافة إلى ذلك، وقعت دار النشر للأطفال بمقاطعة هونان على اتفاقية تصدير حقوق النشر لكتب الأطفال الستة التابعة للدار مع دار نشر من لبنان. وسيترجم كتاب "أطفال في جبال بايانكالا"، وهي رواية صينية مميزة للأطفال، إلى اللغة العربية في إطار التعاون بين مجموعة النشر للقرن الـ21 الصينية ودار نشر من مصر .
وعلى صعيد الكتب المنشورة، شهد المعرض تدفقاً لسلسلة من الكتب الصينية المترجمة إلى العربية وبالعكس، مما يشير إلى حجم الترحيب الذي حظيت به الكتب باللغة العربية بين دور النشر والقراء الصينيين ورغبة هذه الدور للتوجه نحو سوق الدول العربية والتعاون مع نظيراتها هناك.
وخلال المعرض، أطلقت مكتبة الصداقة الصينية العربية الدفعة الأولى من أحدث إنجازاتها، وتضمنت 3 روايات هي: "ثمن التضحية" و"عرض وطين" و"الثقب على رداء الليل"، التي ألفها كتاب سعوديون ذوي مكانة خاصة فـي تاريخ الأدب السعودي.
كما نشرت النسخة الصينية لرواية وثائقية قطرية بعنوان "طريق الشمس" التي تتخذ من "تشنغ خه" الرحالة الصيني بطلا فيها، باعتبارها أحد نتاجات المكتبة المذكورة.
وتم إطلاق مكتبة الصداقة الصينية العربية في عام 2017 ، بمشاركة جمعية صداقة الشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، وجمعية الصداقة الصينية العربية، ودار النشر لجامعة بكين لإعداد المعلمين، وكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين.
وحسب تعريف رسمي، حققت المكتبة نتائج مثمرة مبكرة حتى الآن، حيث أسست علاقات تعاون مع أجهزة حكومية وعلمية وتعليمية وإعلامية وغيرها في مصر والسعودية وقطر وسلطنة عمان والأردن والجزائر والإمارات وغيرها من الدول العربية، علاوة على نشر عديد المؤلفات الهامة المترجمة باللغات الصينية والعربية والإنجليزية والفرنسية .
وإضافة إلى ذلك، تم نشر النسخة العربية لكتاب (كيف حل الحزب الشيوعي الصيني المشاكل القومية) للعالم الصيني هاو شي يوان أثناء المعرض، وذلك في إطار التعاون بين دار النشر للشعب بمقاطعة جيانغشي و(الدار العربية للعلوم ناشرون)، كما يخطط الجانبان لإصدار النسخة العربية لكتاب (كيف حل الحزب الشيوعي الصيني مشاكل الفساد) بحلول عام 2021 .
وأثبتت الكتب التي تنقل الثقافة الصينية عبر الفنون أو التعابير وتستهدف القراء الدوليين، أثبتت حضورا وشعبية بين الناشرين الأجانب .
واجتذب المعرض الذي استمر لخمسة أيام أكثر من 2600 ناشر من 95 دولة ومنطقة في العالم، بينما خصصت السعودية والإمارات وسلطنة عمان والمغرب أجنحتها الخاصة لعرض الكتب من دور النشر المحلية والتعريف بفنون الثقافة والأدب في بلادها للقراء الصينيين.
وشاركت دور نشر ومؤسسات كتبية وشركات معنية من مصر ولبنان وتونس وغيرها من الدول العربية في المعرض، لزيادة التعرف على آفاق سوق الكتب الصينية، والتعارف مع دور النشر الصينية بهدف إجراء مزيد من التعاون .
وبحسب بيان رسمي لمنظمي المعرض، فقد تم عقد إجمالي 5996 صفقة في تجارة حقوق النشر المحلية والأجنبية، بزيادة 5.6 في المائة على أساس سنوي، بينما شهد المعرض إقامة أكثر من 1180 فعالية ثقافية جذبت حوالي 320 ألف زائر، ما يؤكد تحقيق المعرض نتائج مثمرة في قطاعات مثل تصدير حقوق النشر وإصدار كتب باللغات الأجنبية وتعزيز الإنتاج والتعاون الإستراتيجي.