بكين 19 أغسطس 2019 (شينخوا) أرسلت الصين ما إجماليه 26 ألف عامل طبي صيني ليقدموا خدماتهم لـ280 مليون مريض في 71 دولة ومنطقة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وأوقيانوسيا منذ إنشائها أول فريق طبي للمساعدات الصحية بالخارج عام 1963، حسب ما ذكر فنغ يونغ، نائب مدير إدارة التعاون الدولي باللجنة الوطنية للصحة، بمناسبة يوم العمال الطبيين الثاني.
وتابع فنغ أنه في الوقت الحاضر، يتم إيفاد فرق المساعدة الطبية الصينية البالغ عددها حوالي 1100 شخص إلى 56 دولة حول العالم، ويقدم 979 منهم خدمات نوعية في المجال الصحي لـ45 دولة إفريقية.
وأضاف فنغ أن الفرق الطبية الصينية الموجودة في إفريقيا تتوزع في 103 مواقع عمل، حيث يتواجد الكثير منها في المناطق الجبلية النائية.
وأظهرت بيانات صادرة عن اللجنة الوطنية للصحة أن الفرق الطبية الصينية أجرت جراحات لإزالة إعتام عدسة العين مجانا لـ2857 مريضا من 5 دول عربية إفريقية، وهي جيبوتي وموريتانيا والسودان وجزر القمر والمغرب منذ عام 2014، ليس ذلك فحسب، بل أنشأت مركزا للعيون في موريتانيا أيضا.
وإلى جانب إرسال فرق طبية، قامت الصين ببناء 30 مستشفى في إفريقيا، وتبرعت بكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية لها بعد عام 2006، كما بدأت تعمل على مساعدة إفريقيا بنشاط في الوقاية من الملاريا ومكافحتها خلال السنوات الأخيرة، بحسب فنغ.
ولفت فنغ إلى أن الصين تقدم منحا حكومية للفنيين الصحيين الأفارقة لتلقي الدراسات والتدريبات لديها، حيث يتمكن كل سنة أكثر من 1000 عامل طبي إفريقي من الحصول على تدريبات قصيرة الأجل في مجال الصحة من قبل العمال الطبيين الصينيين.
ووصف فنغ الفرق الطبية الصينية بأنهم "ملائكة الرداء الأبيض" و"السفراء الشعبيين"، إذ أنهم لعبوا دورا كبيرا، نظرا لمهاراتهم الطبية الرائعة وأخلاقهم النبيلة، في تحسين مستوى صحة إفريقيا، وكذلك زيادة الثقة المتبادلة بين الشعب الصيني والشعوب الإفريقية وتعزيز الصداقة الثنائية.
وأشار فنغ إلى أن الصين تتعهد بمواصلة إرسال فرق المساعدة الطبية إلى إفريقيا لتقديم الخدمات الطبية فيها وإجراء تدريبات طبية وصحية، علاوة على مساعدتها في تطوير الصناعات ذات الصلة لخفض أسعار المنتجات الطبية وتحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية والصحية.
وفي هذا السياق، أعرب وزير الصحة المغربي أنس الدكالي خلال الدورة الثانية من منتدى التعاون العربي الصيني في مجال الصحة الذي انطلقت فعالياته يوم الجمعة في بكين، عن تقديره الكبير للمساعدات الصحية التي قدمتها الصين للمغرب، موضحا أن التعاون التقليدي في مجال الصحة بين الجانبين بدأ في عام 1975، مع وصول أول فريق طبي صيني إلى المغرب، فيما عالجت الفرق الصينية ما يزيد عن 5.4 مليون مريض مغربي على مدار الـ 44 عاما الماضية.
واقترح الدكالي أن يكون هناك تعاون ثلاثي مغربي صيني إفريقي في المجال الصحي بهدف إنشاء مستشفيات ومؤسسات صحية والمساعدة عبر شركات لصناعة الأدوية في الدول الإفريقية، إلى جانب مراقبة الأمراض ومكافحتها.
ومن جانبه، أشاد حميد محمد بن عمر وزير الصحة الليبي، على هامش المنتدى بالجهود الصينية المبذولة في تقديم الخدمات الطبية للدول الإفريقيا على مدى 56 سنة، متوقعا أن ترسل الصين فرق طبية إلى ليبيا لمساعدة المرضى المحليين، فضلا عن الاستفادة من خبراتها المتعلقة في مجال الصحة عبر تعزيز التعاون الثنائي.