دمشق 15 أغسطس 2019 (شينخوا) صرح مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الخميس بأن الجيش السوري سوف يقتحم بلدة خان شيخون التي تعد إحدى المعاقل الرئيسية للمسلحين في محافظة إدلب (شمال غرب) خلال الساعات القادمة.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن الجيش السوري سيطر على عدة بلدات مؤخرا وأصبح قريبا من مدينة خان شيخون في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب.
وأضاف المصدر أن هذا "التقدم سيسمح للجيش بتشديد الخناق على المسلحين في بلدتي اللطامنة وكفر زيتا" في الريف القريب من محافظة حماة وسط سوريا.
وتابع المصدر إنه "بعد السيطرة على المناطق الاستراتيجية، يستهدف الجيش السوري الآن مواقع المسلحين في مدينة خان شيخون وسوف نقتحم المدينة خلال الساعات القادمة".
وأكد المصدر أن الجيش السوري أصبح على بعد كيلومترين فقط من المدينة، مضيفا أن "الاستعدادات مستمرة لاقتحام المدينة وسط قصف على تخوم المسلحين واشتباكات في مزارع غربها".
من جانبه، أكد مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، رامي عبد الرحمن، أن الجيش السوري نفذ نحو 183 ضربة جوية وأطلق أكثر من 800 قذيفة صاروخية طالت منطقة "خفض التصعيد"، مبينا أن الاشتباكات العنيفة مستمرة بريف خان شيخون الشمالي الغربي ضمن المناطق التي تقدمت إليها قوات الجيش السوري.
وتُعتبر خان شيخون من المعاقل الرئيسية لفصيل "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، المرتبط بتنظيم القاعدة، في ريف ادلب.
وسيسمح التقدم في خان شيخون والمناطق المجاورة في ريف إدلب الجنوبي للجيش بتأمين الطريق الرئيسي بين العاصمة دمشق ومحافظة حلب، كجزء من الطريق الممتد بالقرب من إدلب.
وتعد إدلب، وكذلك الريف الشمالي من حماة، من المناطق الداخلة في اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه بين روسيا وتركيا في سبتمبر الماضي. بيد أن الاتفاق فشل إلى حد كبير في الصمود رغم إجراء محاولات عديدة لإحيائه.
وكان الجيش السوري سيطر الأربعاء الماضي على خربة مرشد والمنطار وقرية كفرعين بريف إدلب بعد معارك مع فصائل معارضة مسلحة، في وقت أسقطت المعارضة المسلحة طائرة حربية تابعة للجيش السوري في قرية التمانعة بالمحافظة.
وقرر الجيش السوري استئناف عملياته القتالية في إدلب، منذ أكثر من أسبوع، مدعوما بالطيران الروسي، بعد هدنة لم تدم طويلا، وذلك ردا على "خروقات" المعارضة المسلحة ورفض الشروط المتمثلة بانسحاب الجهاديين من منطقة "خفض التصعيد".
وحقق الجيش السوري بعد استئناف عملياته العسكرية، تقدما في المنطقة، حيث استعاد بلدات بريف حماه، كما سيطر على بلدة الهبيط بإدلب، في أول تقدم ميداني بالمحافظة منذ بدء التصعيد العسكري أواخر إبريل الماضي.