وزير الصحة المغربي: تكنولوجيات التواصل الحديثة تعزز آفاق التعاون الصحي بين المغرب والصين

بكين 17 أغسطس 2019 (شينخوا) قال وزير الصحة المغربي أنس الدكالي إن التعاون التقليدي في مجال الصحة بين الصين والمغرب بدأ منذ مدة طويلة في عام 1975، ويظهر هذا التعاون في حضور بعثات طبية صينية إلى المغرب لحوالي 7 مستشفيات إقليمية بما يصل إلى 78 طبيبا وطبيبة يقدمون خدمات إلى جانب أطباء مغاربة.

وأضاف الدكالي في لقاء مع وكالة أنباء شينخوا على هامش الدورة الثانية من منتدى التعاون العربي الصيني في مجال الصحة الذي انطلقت فعالياته يوم الجمعة في بكين، أن هناك حضور صيني في مجال الطب التقليدي من خلال مجموعة من الخدمات الطبية التقليدية في المغرب نسعى إلى تطويرها، لافتا إلى أنه تم مناقشة الكثير من آفاق التعاون المستقبلي ضمن المنتدى سعيا لاستغلال الإمكانيات التي توفرها تكنولوجيات التواصل الحديثة من أجل توسيع مجال التعاون خاصة فيما يتعلق بالاستشارات الطبية عن بعد.

وتابع وزير الصحة المغربي أن بلاده تود أن يكون لديها أكثر من 78 طبيبا صينيا، إلا أنه يمكن من خلال الاستشارات الطبية عن بعد أن يقدم المزيد من الأطباء الصينيين من مواقعهم في الصين خدماتهم الطبية لمرضى في المغرب، مقترحا أن يكون هناك نموذج تجريبي يربط بين مراكز صحية للرعاية الأولية ومستشفيات صينية.

وحول الخطط المغربية لتعزيز التعاون الثنائي مع الصين في مجال الصحة، قال الدكالي إنه إلى جانب الصحة عن بعد، لدى المغرب رغبة في تطوير الصحة الرقمية والصحة المتنقلة نظرا للنمو الصيني الملموس في هذه المجالات، لافتا إلى اجتماعه مع شركة هواوي الصينية في المغرب والتي عرضت الكثير من التطبيقات في المجال الصحي، مضيفا أن هناك رغبة للاستفادة من هذه الخبرات وتطوير العلاقات في هذا المجال.

وأوضح أن هناك فرص مرتبطة بالاستثمار على مستوى المستشفيات، حيث يتجه عدد ليس بالقليل من الدول إلى تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل إحداث بنية تحتية عامة، ويسعى المغرب إلى أن تكون مستشفياتها في المستقبل منشأة على هذا الأساس حيث هناك تعبئة لتمويلات وقروض من مؤسسات مانحة دولية من ضمنها مؤسسات صينية على سبيل المثال، بالإضافة إلى الاستفادة من خبراتها في مجال بناء المستشفيات.

وضمن التعاون في الطب التقليدي، أوضح الدكالي أن المغرب لديه بعض العادات الطبية التقليدية والعلاجات القائمة على النباتات، ونسعى لتطوير البحث العلمي في هذا المجال حتى نثمن النباتات الطبية الموجودة بكثرة في المغرب، وطرح هذا الموضوع ليكون ضمن إطار التعاون في الطب الصيني التقليدي بشكل عام ولكن بالاعتماد على البحوث العلمية، وذلك ضمن الإطار القانوني والتنظيمي وعلينا أن نجد هذا الإطار ليكون هناك توازن بين الطب الحديث والتقليدي نظرا لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتطوير المفاهيم العلمية والتأكيد العلمي على جدوى هذا الطب وعلى جدوى استعمال مستخرجات تلك النباتات.

وتابع وزير الصحة المغربي أن بلاده لديها علاقات تاريخية وعميقة مع مجموعة من الدول الإفريقية، وكان هناك مقترح أن يكون هناك تعاون ثلاثي مغربي صيني إفريقي في المجال الصحي حيث يبني المغرب مستشفيات ومؤسسات صحية في الدول الإفريقية ويساعد كذلك عبر شركات لصناعة الأدوية، مشيرا إلى سعي بلاده لأن يكون هناك تعاون في مجال مراقبة الأمراض ومكافحتها.

وأضاف الدكالي أن المغرب لديه الرغبة في احتضان الوكالة الإفريقية للصحة العامة، حيث التزمت الصين أمام الدول الإفريقية ببناء مقر هذا المركز، وإن كان هذا المركز في دولة إفريقية ثانية فإن بلاده ستساعد في تطويره بالإضافة إلى الوكالة الإفريقية للدواء، والتي هي كذلك محط اهتمام المغرب الذي يقوم بمجموعة من الخطوات تجاه دول إفريقية لتوحيد التنظيمات المرتبطة بالصناعة الدوائية.