تعليق: اتهامات واشنطن للصين بالتدخل في الانتخابات قلب للحقائق

بكين 6 أغسطس 2019 (شينخوا) مع أحتدام الحملات المبكرة للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، اتهم بعض السياسيين الأمريكيين الصين بمحاولة التعامل مع إدارة ديمقراطية محتملة في المستقبل "لخداع الولايات المتحدة الحبيبة كما لم يحدث من قبل."

وتعد هذه المغالطة، محاولة لضرب عصفورين بحجر واحد، بتضليل الرأى العام فى الولايات المتحدة بأن بكين تتعاون مع الديمقراطيين للتأثير على الانتخابات الأمريكية لصالح الصين وتصوير السياسيين "كحراس للمصالح الأمريكية."

وهذه ليست أول مرة يستخدم خلالها السياسيون الأمريكيون هذا التكتيك السياسى الرخيص. فخلال انتخابات منتصف المدة الأمريكية في نوفمبر الماضي، قال مسؤولون أمريكيون كبار أن الصين كانت تحاول التدخل في هذه الانتخابات.

غير انه حتى كريتسين نيلسن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية في ذلك الوقت، وجدت أن هذه الاتهامات لا أساس لها، ونفت وجود أي إشارة على سعي قوى خارجية لعرقلة البنية الأساسية للانتخابات الأمريكية.

وتعهدت الحكومة الصينية خلال الأعوام الماضية في مناسبات عديدة، بان بكين ستظل ملتزمة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى. ولم تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى ولن تفعل هذا في المستقبل.

خلال الأربعة عقود الماضية، منذ اقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، تحاول بكين العمل مع الإدارات الأمريكية، الديمقراطية والجمهورية على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة والمعاملة المتساوية.

ومن السخرية أن واشنطن بارعة في التلاعب في الانتخابات في دول أخرى، ووفقا لتقرير نشرته مجلة ((ذا أتلانتيك)) العام الماضي، رصد دوف لفين، أستاذ حاصل على الدكتوراة في معهد السياسات والاستراتيجيات في جامعة كارنيغي ميلون، 62 حالة تدخل أمريكي في انتخابات خارجية في الفترة من 1946 و1989.

وكانت أخر حالة في فنزويلا. بعد السباق الرئاسي في فنزويلا، رفضت واشنطن الاعتراف بنتائج الانتخابات ودعمت العنف ومحاولات الانقلاب في الدولة الواقعة بأمريكا الجنوبية وفرضت حصارا اقتصاديا.

لقد كانت واشنطن شغوفة بالتدخل فى شئون الدول الأخرى بطريقة عنيفة ودامية، مثل غزوها لغرينادا وبنما، ومؤخرا في العراق. كما وجهت أيضا اتهامات جامحة ضد حرية الأديان في الصين وتدخلت فى قضية تايوان و" قلبت الحقائق " بشأن احداث العنف فى هونغ كونغ.

وتواجه الولايات المتحدة مشاكل في جبهات محلية عديدة، من بينها توسع الفجوة في الثروات وزيادة عمليات إطلاق النار ومجتمع ممزق أكثر من أى وقت أخر.

ومع احتدام السباق الرئاسي، يحتاج بعض السياسيين الأمريكيين لقضاء المزيد من الوقت من أجل الاهتمام باحتياجات الناخبين فى دوائرهم والابتعاد عن تشتيت انتباه الناخبين عن القضايا الحقيقية.