بشكيك 15 يونيو 2019 / بالنسبة للمزارع القيرغيزي، ميرامبيك ساركولاكوف، فإن الجبال العملاقة التي أمكنه رؤيتها هي تقريبا حدود عالمه.
ما قد يراه الزوار خلابا في مسقط رأس ساركولاكوف في منطقة جلال آباد جنوب غربي قيرغيزستان -- المراعي التي ترعى فيها الحيوانات ونهر نارين والجبال المغطاة بالثلوج -- قد جعل السفر صعبا وخطيرا على السكان المحليين.
لم يتغير الوضع إلى أن قررت حكومة قيرغيزستان تشييد طريق الشمال والجنوب البديل، بتمويل من بنك التصدير والاستيراد الصيني بقروض منخفضة الفائدة، لربط العاصمة بشكيك في الشمال مع أوش ثاني أكبر مدينة في البلاد في الجنوب.
وفي عام 2014، فازت شركة الطرق والجسور الصينية بالمناقصة لبناء المرحلتين الأولى والثانية من المشروع بطول إجمالي يزيد عن 250 كم، وتخطط لاستكمال البناء في عام 2021.
وكان العمل الذي شارك فيه أكثر من 2000 من البناة أكثر من شاق في الدولة الجبلية الواقعة بآسيا الوسطى.
وقال تساي يو، وهو مدير من الشركة للقسم رقم 6 من المرحلة الثانية، إنه كانت هناك حاجة لبناء نحو 81 كم من الطريق في المرحلة الثانية من المشروع في مناطق على ارتفاعات عالية وغير مأهولة بالسكان، وكان على المهندسين ركوب الحمير والسير في الجبال دون تغطية للهاتف المحمول.
وأفاد جين تشه، وهو مساعد المدير العام لفرع الشركة القيرغيزي، أنه تم بناء نفق رئيسي على ارتفاع أكثر من 3000 متر وقد تساقطت الثلوج هناك في مايو، بينما في مواسم الأمطار جرف نهر نارين الهائج ثلاثة جسور مؤقتة.
ومن المقرر أن يكون الشريان الذي يمر عبر البلاد أكبر مشروع للطرق في قيرغيزستان حيث يضم أطول نفق طرقي شُيد منذ استقلال البلاد، وفقا لجين.
بدوره، قال ليف ألبيغاشفيلي، 84 عاما، نائب مدير معهد المسح والتصميم التابع لوزارة النقل والطرق القيرغيزية، إن "الطريق سيربط بين المنطقتين الاقتصاديتين الشمالية والجنوبية، وسوف يكون بمثابة ممر يربط بين الصين وطاجكستان وقازاقستان وروسيا، ويعزز اقتصادنا".
فيما لفت آيبك كوشوشوف، رئيس بلدية توغوز-تورو في منطقة جلال آباد، إن أهالي بلديته يشكرون الشركة الصينية التي وفرت العديد من الوظائف.
وبما أن طريق الشمال-الجنوب البديل قد وصل إلى مسقط رأسه، يعمل ساركولاكوف الآن كسائق في الشركة الصينية. ويأخذ "طريق الصين" الجديد، كما يسميه المحليون، أيضا زملائه القرويين إلى مدينة جلال آباد للقيام بأعمال تجارية صغيرة.
وقال ساركولاكوف "لقد غير 'طريق الصين' حياتي وحياة غيري من الناس هنا. آمل أن يستطيع أطفالي الذهاب بسهولة إلى ما وراء هذه الجبال نحو العالم الخارجي".