لا تتوقف الولايات المتحدة عن القيام بعمليات التجسس الإلكتروني في جميع أنحاء العالم. وبسبب مستوى التعقيد العالي لهذه التقنية، غالبًا ما يصعب اكتشاف هذه الهجمات الإلكترونية وتتبعها. لكن مع كشف أجهزة الأمن القومي الأمريكي عن تعرضها لهجمات متكررة خلال السنوات الأخيرة، أصبح العالم أكثر اهتماما بهجمات التنصت الإلكتروني التي تقوم بها أمريكا.
كشفت وكالة الأمن السيبراني بأن هناك منظمتين للتهديد المستمر عالي المستوى APT، هما "إكوايشن" و "عين سورون" قد تحصلتا على دعم من وكالة الأمن القومي (NSA). قد نفذت "إكوايشن" هجمات APT على عشرات الآلاف من الحواسيب في 43 دولة ومنطقة حول العالم بين 2000 و2015، وجاءت الصين في مقدمة الدول المستهدفة من الهجمات الأمريكية. وتستهدف "عين سورون" بشكل أساسي تنفيذ أنشطة تجسس إلكتروني في الصين وروسيا، بهدف سرقة المعلومات الحساسة. وقد أدّت تلك الهجمات إلى تضرر مئات أجهزة الحواسيب في الصين.
لا تستهدف الهجمات الإلكترونية التجسس على معلومات الدولة فحسب، ولكن المعلومات التجارية تعد هدفا رئيسا أيضا. حيث تسعى وكالة الأمن القومي الأمريكية من خلال هذه الهجمات الإلكترونية بشكل مباشر إلى مساعدة الشركات الأمريكية على اكتساب ميزات غير عادلة. ومن بين الحالات المعروفة أن الوكالة الأمريكية المذكورة قد تجسست على شركة النفط البرازيلية الحكومية (بتروبراس) في عام 2013 عبر برنامج بلاك بيرل، حيث كانت الحكومة الأمريكية تتلقى تقريرًا محدثًا عن بتروبراس كل 72 ساعة. مما دعا رئيسة البرازيل ديلما روسيف إلى اتهام الجانب الأمريكي بالتجسس التجاري ومحاولة تحقيق مصالح استراتيجية واقتصادية على حساب البرازيل.
وسواء كانت الغاية من الهجمات الإلكترونية الأمريكية هي سرقة المعلومات الأمنية أو التجارية، فإن ذلك يبقى دليلا على التاريخ المشين لأمريكا في عالم التجسس على الدول الأخرى. ومع ذلك توجه أمريكا هذه التهم للآخرين.