مقالة : خبراء من عمان: ما حدث من انفجار لناقلتي النفط في الخليج له تبعات سياسية واقتصادية جسيمة على المنطقة والعالم

مسقط 13 يونيو 2019 / أجمع خبراء سياسيون واقتصاديون من سلطنة عمان على أن ما حدث من انفجار بناقلتي نفط في بحر عمان اليوم (الخميس) ليس ببعيد عما هو حادث بالمنطقة من أحداث وقلاقل، كما أنه سيكون له عواقب وتبعات سياسية واقتصادية جسيمة ليس على منطقة الخليج فحسب بل على العالم، حيث سيرفع أسعار النفط عالميا لأن حوالي 40 % من نفط العالم يمر من خلال تلك المنطقة وخاصة مضيق هرمز.

وطالب الخبراء بضرورة و سرعة تدخل العديد من الأطراف الدولية وأصحاب العقل ومنها دول الخليج العربي لوقف هذه التصعيدات المتلاحقة لتجنيب المنطقة فتيل الحرب التي لا يعرف مداها.

ووصف الكاتب والمحلل السياسي، ورئيس جمعية الصحفيين العمانية السابق عوض باقوير ما حدث من وقوع تفجيرات لناقلات في بحر عمان بأنه مؤشر خطير على التوتر الذي هو أساس الموضوع ما بين الولايات المتحدة وإيران ، وأنه إذا ما تم التصعيد وحدث مزيد من التفجيرات فربما يؤدي ذلك إلى مواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران وهذا ليس في صالح الأمن والاستقرار وسوف يؤدي إلى كارثة بشرية وبيئية وسوف تخسر المنطقة كثيرا.

وقال باقوير في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) : كان هناك تفاؤل بأن الجهود السياسية التي تبذلها عدة دول منها السلطنة والعراق و دول أخرى لإيجاد تهدئة تؤدي إلى وجود حوار سياسي بين طهران وواشنطن، وبالتالي تحدث عملية التهدئة في المنطقة، ولكن هذه التفجيرات التي تحدث للمرة الثانية في منطقة الخليج -الأولى كانت في الفجيرة الإماراتية- هي ذات تداعيات خطيرة و أن مضيق هرمز الذي يمر منه كثير من نفط العالم إلى الغرب وآسيا وبالتالي فالعالم كله سيتأثر من أي هجمات تخريبية في المنطقة، لأن مصالح العالم موجودة في هذه المنطقة من خلال النفط والغاز، وبالتالي فما حدث لن يثير قلق دول المنطقة فحسب بل العالم .

وأردف باقوير قائلا: نأمل أن يتم احتواء هذه الهجمات لأنه إذا تكرر حدوثها قد يكون هناك فريق من المتشددين في الإدارة الأمريكية ويعطيهم فرصة لمزيد من التصعيد بالنسبة للوضع مع إيران وهذا سيحتاج لمزيد من الجهود السياسية التي لا اعتقد أن هناك أطراف بما فيها عمان مستعدة لها الأن.

وقال حتى الآن لا نعلم من قام بهذا العمل ولم يعلن عنه، ولكن يبدو أنه طرف يريد عرقلة ما يحدث من جهود سياسية وبالتالي إيجاد مزيد من التصعيد والتخريب في المنطقة.

وأكد باقوير قائلا: إن حدوث حرب سيجعل كل المنطقة تخسر فكفانا ما يحدث في المنطقة في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها.

وطالب باقوير بضرورة قيام مزيد من الأطراف ومنها دول الخليج العربي ببذل مزيد من الجهود السياسية حتى يجنبوها مزيد من التصعيد و لابعاد شبح الحروب على المنطقة، واصفا المنطقة بأنها عانت من ويلات الحروب على مدى أربعون عاما.

كما رأي أنه لابد من ضرورة حوار إيراني - خليجي حتى يعيش الجيران في سلام.

ومن جانبه قال الدكتور هاني عمر البسوس، أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة السلطان قابوس العمانية بأن الحادث ليس عرضيا وليس صدفة، وأنه يأتي في ظل بؤرة التوتر الحاصل ما بين السعودية وإيران، و ما بين السعودية والحوثيين في اليمن، حيث أنه يوم أمس كان هناك هجوم من الحوثيين بصاروخ على السعودية.

وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) حتى وإن كان حتى الأن لم يعلن عن من هو وراء الانفجار، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن هناك أيدي خفية وراء الحادث و أن ما يحدث هو عمل مدبر من أجل إحداث توتر بالمنطقة.

وأشار البسوس إلى أن هناك حالة من تشديد العقوبات على أيران من قبل الولايات المتحدة وبالتوافق الضمني مع السعودية والإمارات في هذ السياق، ويبدو أنه قد يكون هناك علاقة غير مؤكدة ما بين الحادث وما يحدث في المنطقة من توترات.

وقال إن ما حدث في هذا الانفجار شبيه بما حدث مع حادث الفجيرة ففي اليوم الأول وبعد وقوع الحادث كان هناك غموض و إنكار وعدم إعلان عمن وراء الحادث، ولكن تباعا تم التوصل إليه، واليوم هناك غموض ولكن سيتضح خلال الأيام القادمة خاصة وأن الانفجار وقع في ناقلات نفط وبها تقنيات عالية تستطيع الكشف عن مرتكب الحادث، ولكن لا اعتقد أن الجهات المسؤولة ستعطي معلومات حاليا خاصة إذا كان لها انعكاسات أو تبعات سياسية، ولكن ربما الأيام القادمة ستكشف التفاصيل.

وأكد البسوس على أن الحادث سيكون له انعكاسات خطيرة و سيئة وسلبية وستزيد حدة التوتر وستؤدي إلى خطورة في استخدام مضيق هرمز وبحر العرب وبحر عمان لأن المنطقة غنية جدا بالنفط وأن 40 % من النفط العالمي ينقل من خلال مضيق هرمز، ومثل هذه الحوادث ستحدث توتر و ستعطل و لو نسبيا حركة مرور النفط العالمي بالمنطقة ويمكن أن يزيد من أسعار النفط عالميا، حتى و إن كانت الولايات المتحدة تضغط على السعودية في سبيل إنتاج وضخ مزيد من النفط، لتضعه عند حد معين، إلا أن أسعار النفط ستزيد خاصة إذا كان هناك صعوبة في النقل.

وقال الإعلامي العماني على المطاعني في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحادث الذي وقع اليوم لناقلتي النفط ما هو إلا أحداث وافتعالات هدفها زعزعة أمن المنطقة وتهيئة لحروب عسكرية تضر بها، لأنه ليس من الواقعي حدوث مثل هذه الأحداث والانفجارات الجسيمة في وقت متلاحق وفي نفس المنطقة.

كما رأى المطاعني أن ما يحدث غير بعيد عما يحدث في المنطقة وأنه جزء لا يتجزأ مما يحدث من تجاذبات سياسية وعسكرية في المنطقة، وهذا يشير إلى أن هناك نوعا من القلق والنزاعات والمشاكل في المنطقة.

وأكد المطاعني على أن هذه الأحداث لها تبعات وأضرار جسيمة على الجميع، و أن أولى تبعات الحادث على المنطقة والعالم هي التبعات الاقتصادية، ومنها ارتفاع أسعار النفط، وهذا ما رأيناه اليوم ، حيث ارتفعت أسعاره عقب الحادث مباشرة ، كما سيرفع الكلفة على التأمين، علاوة على أن تكرار هذه الحوادث تضع المنطقة في قلق و توتر، مما يصنف منطقة الخليج على أنها غير مستقرة أو غير آمنة وهذا ما ينعكس عليها بحد ذاتها وعلى اقتصادها بالسلب.

يذكر أن الانفجار وقع في وقت مبكر من صباح اليوم، وأنه حتى الأن لم تعلن جهة بعينها عن ارتكابها للحادث.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن إحدى الناقلتين كانت محملة بالإيثانول وطاقمها مكون من 23 بحارا، والناقلة الثانية "كوكاكا ريدجس"، كانت محملة بالميثانول، و متجهة من السعودية نحو سنغافورة، وطاقمها مكون من 21 بحارا، كما أفادت إرنا"، أن طهران أنقذت 44 من طاقمي الناقلتين.