بروكسل 13 يونيو 2019 / قال السفير تشانغ مينغ رئيس بعثة الصين لدى الاتحاد الأوروبي في تصريحات صدرت عنه حديثا "لا أحد يحب الشكوك. وفي ضوء ذلك، يبدو من المهم أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للصين والاتحاد الأوروبي حشد القوى لمواجهة الأحادية والحمائية عبر استقرار التعاون فيما بينهما."
وأضاف تشانغ في كلمة ألقاها خلال مأدبة غداء أقامتها جمعية الأعمال الأوروبية-الصينية أنه من أجل تحقيق هذه الغاية، يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي العمل معا لإنشاء بيئة أعمال أكثر استقرارا وأكثر قابلية للتنبؤ بها.
وتابع "إبرام معاهدة الاستثمار الثنائية في الموعد المقرر يمثل أيضا مسألة مهمة. وفي القمة الصينية-الأوروبية في أبريل، أعرب الجانبان عن التزامهما بالدفع من أجل تحقيق تقدم حاسم على صعيد المحادثات الخاصة بالمعاهدة بحلول نهاية العام الجاري وإبرام معاهدة طموحة العام المقبل. وتهدف المعاهدة إلى تعزيز الوصول إلى السوق بدرجة كبيرة وحظر السياسات والممارسات التمييزية تجاه المستثمرين الأجانب ووضع إطار متوازن لحماية الاستثمار."
تبادل الجانبان الشهر الماضي الآراء بشأن الخطوات المقبلة، واتفقا على عقد جولتين من المحادثات قبل عطلة الصيف، ليحققا بذلك تقدما إيجابيا على جبهات أخرى تشمل مجال الطيران المدني عقب قمة أبريل.
حماية حقوق الملكية الفكرية
ردا على المخاوف بشأن عدم كفاية حماية حقوق الملكية الفكرية لدائرة الأعمال الأوروبية، أشار تشانغ إلى أن "قانون الاستثمار الأجنبي الذي اعتمدته الصين في وقت سابق العام الجاري ينص على وجوب حماية الملكية الفكرية للمستثمرين الأجانب، ويحظر النقل القسري للتكنولوجيا عبر الطرق الإدارية."
وتابع "أكد البيان المشترك للقمة الصينية-الأوروبية أيضا أهمية الالتزام بالمعايير الدولية في حماية الملكية الفكرية وإنفاذ تلك الحماية"، منوها أيضا إلى أنه "لا يزال هناك مجال لتحسين ذلك على أرض الواقع." لكن موقف الصين بشأن حماية الملكية الفكرية واضح تماما وحازم.
وأوضح تشانغ أنه ينبغي على الصين والاتحاد الأوروبي الاشتراك في دعم انفتاح أكبر.
وأضاف "سنواصل خفض القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي بشكل كبير. هذا الشهر، سنطرح نسخة مُحدثة من القائمة السلبية، وهي نسخة ستكون أقصر من القائمة السابقة. ورغم أن البعض قد يختار إغلاق الباب، ستفتح الصين بابها على نحو أوسع. وهذا التوجه لن يتغير."
وفي معرض الإشادة بسمعة الاتحاد الأوروبي المستقرة منذ أمد طويل بشأن انفتاح السوق، قال تشانغ خلال كلمته إن الخطاب الذي شاع مؤخرا في الاتحاد الأوروبي وبعض دوله والإجراءات التي جرى اتخاذها بشأن فحص الاستثمار والمشتريات العامة والسياسات التصنيعية - أثارت قلق بعض الشركات الصينية.
وواصل يقول "البعض يسأل بشأن ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يحاول وضع المزيد من الحواجز، بينما تحاول الصين إزالتها. آمل أن تكون تلك المخاوف غير ضرورية وأن يواصل الاتحاد الأوروبي تبني منهج مفتوح وعادل وغير منحاز وغير تمييزي تجاه الشركات الصينية."
مؤيدان للتعددية
في معرض الإشادة بالصين والاتحاد الأوربي كطرفين يدعمان ويرعيان ويستفيدان من التعددية، حث تشانغ الصين والاتحاد الأوروبي على التمسك بالنظام التجاري التعددي الذي تمثل منظمة التجارة العالمية مركزه.
وقال "لا شك أن منظمة التجارة العالمية ليست مثالية، لكننا نعارض سوء استغلال استئثناءات الأمن الوطني والحلول التجارية، ونرفض أية إجراءات أحادية تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية."
وتابع "بين الصين والاتحاد الأوروبي تواصل وتعاون جيدان بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية. نعمل معا لحل أزمة هيئة الاستئناف بمنظمة التجارة العالمية وبناء توافق في مجالات أخرى أيضا. نتشارك معا الرغبة في تحقيق الهدف الخاص بإجراء الإصلاحات الضرورية في منظمة التجارة العالمية، وتسوية الأزمة التي تهدد وجودها، وتعزيز مصداقيتها وصلاحيتها في الحوكمة الاقتصادية العالمية."
وفي بيان مشترك صدر في أبريل، جددت الصين والاتحاد الأوروبي تأكيدهما على تمسكهما بالأحادية ومعارضة الحمائية، وأكدا احترامهما للقانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية، والأمم المتحدة في القلب منها.
وتعهد الجانبان أيضا بالتمسك بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والأعمدة الثلاثة لنظام الأمم المتحدة، السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان.
وبحسب بيانات رسمية، يعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين على مدى 15 عاما متتالية، فيما تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي لأعوام. وبلغت التجارة البينية حجما قياسيا وصل إلى 682.16 مليار دولار أمريكي في 2018.