رام الله 11 يونيو 2019 / اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم (الثلاثاء)، الإدارة الأمريكية الحالية بدعم إسرائيل في مخططها لتقويض حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال عريقات، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن تصريحات السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان التي أيد فيها حق إسرائيل في ضم أجزاء من الضفة الغربية "تمهد لخطوت إسرائيلية على الأرض لتقويض حل الدولتين".
وأضاف أن هذه التصريحات تعد "استكمالا لما بدأته إدارة الرئيس دونالد ترامب على الأرض لتنفيذ صفقة القرن من اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها وشرعنة الاستيطان وإسقاط صفة محتلة عن الأراضي الفلسطينية وإسقاط ملف اللاجئين الفلسطينيين".
ووصف عريقات، فريدمان بأنه "سفير المستوطنين"، معتبرا أن مواقفه بشأن احتمال ضم إسرائيل جزء من الضفة الغربية "مخالفة فاضحة للقانون الدولي وجريمة حرب وتمهيد لاستكمال ما تسمى بصفقة القرن".
وكان فريدمان قد صرح قبل أيام بأن "من حق إسرائيل أن تضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية إليها، وليس كافة الأراضي"، ملقيا اللوم على الجمود الحاصل في عملية السلام مع إسرائيل على السلطة الفلسطينية.
ورفض فريدمان، توضيح الرد الأمريكي حال تنفيذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهداته السابقة بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة لسيادة إسرائيل.
وجاءت تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل قبيل انعقاد ورشة عمل دعت إليها الإدارة الأمريكية في العاصمة البحرينية المنامة بعد أسبوعين للبحث في الجوانب الاقتصادية من صفقة القرن الساعية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد، قال عريقات إن أي مشاريع سيتم بحثها في ورشة العمل الأمريكية في المنامة تستهدف ازدهار المستوطنات الإسرائيلية وليس الفلسطينيين.
وأضاف أن "الحديث عن ورشة عمل في المنامة لطرح مشاريع اقتصادية هي مشاريع مائية وطرق جميعها تبدأ وتنتهي في المستوطنات، يعني ربط المستوطنات بحياة الفلسطيني وهي خطة لازدهار المستوطنات".
وأكد عريقات على التمسك الفلسطيني بقرارات الشرعية الدولية بشأن ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967 وحل قضايا الوضع النهائي ورفض الإملاءات والمستوطنات وفرض الحقائق على الأرض.
وقال إن القيادة الفلسطينية تواصل حراكها السياسي بالاتصال مع دول الاتحاد الأوروبي وإفريقيا والصين وروسيا واليابان وكندا ودول أمريكا اللاتينية ومنظمة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف أن "جميع هذه الدول أكدت رفضها القاطع لما تقوم بها إدارة الرئيس ترامب من فرض إملاءات وقرارات جائرة وظالمة وأكدت أنه لا حل إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتسهيل استقلال دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الوضع النهائي".
وتابع "أكدنا أن فلسطين لن تحضر ورشة العمل الأمريكية في المنامة وطلبنا من كل دول العالم التي دعيت بمقاطعتها لأنها تستهدف استبدال مبدأ الأرض مقابل السلام بمبدأ الازدهار للمستوطنين".
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية على صعيد الاتصالات السياسية منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب في السادس من ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها في 14 مايو 2018.
من جهة أخرى، ندد عريقات بـ"اعتداء" الجيش الإسرائيلي على مقر جهاز أمن فلسطيني في نابلس شمال الضفة الغربية، معتبرا الحادثة "جزء لا يتجزأ من مخطط الحكومة الإسرائيلية الحالية لتدمير السلطة الفلسطينية".