6 يونيو 2019 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ افتتح ظهر يوم الأربعاء 5 يونيو الجاري بمقر سفارة الكويت لدى بكين معرض لحوار فني بين حياة الحضارتين الصينية والخليجية العربية، بحضور سفير دولة الكويت لدى الصين سميح جوهر حيات وحرمه، وسفراء وممثلين عن البعثات الدبلوماسية الاجنبية ببكين، وشخصيات صينية من مختلف الأوساط ووسائل الاعلام الصينية المختلفة. وتميز المعرض بكسر حاجز المألوف في معارض الأزياء، حيث جمع بين الأزياء الصينية التقليدية التراثية والازياء الكويتية التقليدية القديمة التي تجسد خيوطها الحريرية لتاريخ طويل من الحضارات الممتدة لآلاف السنين، ومنحوتات ولوحات فنية رائعة طبعتها أنامل مجموعة من الفنانين الشباب الصينيين، مؤكدا قيم الحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة خاصة لدى الأجيال الجديدة.
وفي حوار خاص مع صحيفة الشعب اليومية اونلاين بالعربية، أكد سفير الكويت لدى الصين سميح جوهر حيات على أن المعارض الثقافية من أقوى الجسور للربط بين الشعوب والأمم المختلفة، وتعكس مدى التقدم الحضاري من خلال مساهمتها في المعرفة المتبادلة، موضحا أن المعرض يهدف الى ربط الثقافة الكويتية والصينية التي لديهما تشابك عميق بين الازياء الكويتية والصينية الممتدة بين 300 الى 600 سنة، والتزاوج بين الثقافتين الذي يولد مستقبلا أفضل لحوار ممتد ومستمر بين الحضارتين الصينية والكويتية. واستعرض السفير الجانب الاخر من المعرض والذي احتضن منحوتات ولوحات فنية ركزت أساسا على " الخيل العربي " الذي لعب دورا مهما في حياة العرب والصينيين منذ القدم، وبنت صهوات الخيول أعظم حضارتين في العالم العربية والصينية. كما أشار الى أن اختلاط الثقافات مع بعضها البعض لا ينبغي أن تؤثر على تراث وقيم وتقاليد الشعوب، ما الذي يجعل من المهم أن تعرف الأجيال الجديد تاريخها وحضاراتها.
وأكد السفير أن الأنشطة الثقافية جانب مهم ومكمل للعلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأكاديمية، ويجب أن يكون الجانب الثقافي على خط واحد مع العلاقات السياسية والاقتصادية وميادين أخرى، ويبرز من خلال إقامة المعارض بين الجانبين، مشيرا الى أن المعرض الثقافي الكويتي الصيني سينقل الى الكويت لتعريف الشعب الكويتي على الثقافة الصينية وتاريخها وحضارتها العريقة.
كما أكد السفير أن الكويت متفق تماما مع حوار الحضارات الذي نادى أليه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مؤتمر الحوار للحضارات الآسيوية المنعقد في بكين الشهر الماضي، حيث يعتبر حوار الحضارات مبدءاً أساسياً في الكويت، وذا الأولوية في العلاقات بين الحضارات والثقافات والشعوب. منوها الى أهمية عام 2019 للكويت والصين لما تشهدانه من مناسبات عديدة منها 100 عام على حركة 4 مايو و70 عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية و40 عاما على تنفيذ سياسة الانفتاح والإصلاح، والنتائج المثمرة التي حققتها زيارة امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى الصين العام الماضي، والتي توجت باتفاقيات عديدة مهمة بالنسبة للعلاقات الاستراتيجية والمتميزة بين الصين والكويت.
وقالت بي هونغ مجمعة الازياء الكلاسيكية الصينية التقليدية أن معرض الأزياء الكلاسيكية الصينية القديمة والأزياء الكويتية القديمة حدث مهم جدًا لتنمية العلاقات بين الصين والكويت، مضيفة:" مجموعة الازياء الكلاسيكية المعروضة مصنوعة من الحرير الذي شق طريق الحرير القديم ويتماشى مع أهم موضوع في " الحزام والطريق". كما اشارت بي هونغ الى أن الصين والكويت قريبتان من بعضها البعض، وأسلوب طوق ثياب الرجل الخليجي من تصميم صيني أيضا، مؤكدة أن الكويت الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يشبه تصميم ازيائها بالأزياء الصينية. معربة عن أملها أن يؤدي الحوار الثقافي الأكثر حميمية بين البلدين إلى زيادة اهتمام الناس بالثقافة الصينية التقليدية أيضًا.
من جانبه، أعرب تشى شينغ هوا أحد الفنانين الشباب المشاركين في المعرض عن سعادته بالمشاركة في معرض التبادل الثقافي بين الصين والكويت، حيث تعتبر الثقافة والفن أحد الجسور المهمة في التواصل بين الشعوب. واستعرض تش شينغ هوا لوحاته الفنية والألوان الزاهية والرسومات الكبيرة التي تعبر عن الجماليات الصينية التقليدية وعناصر الرسم بطريقة عصرية لجذب الأنظار إليها. آملا أن تنال لوحاته الفنية إعجاب الجمهور والغوص في عمقها ليقرأ قصة من روائع الحضارة الصينية، وأن تلعب لوحاته الفنية دورا مهما في التبادل الثقافي بين الصين والكويت.