سان بطرسبرج، روسيا 7 يونيو 2019 / تقف الصين وروسيا على أهبة الاستعداد لتعميق التعاون في مجال الطاقة، بعد أن تعهد رئيسا البلدين اليوم (الجمعة) بتحسين بيئة الأعمال اللازمة للتعاون بين شركات الطاقة بالبلدين.
وخلال حضورهما منتدى ثنائيا بشان الأعمال التجارية في مجال الطاقة، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بتزويد التعاون في مجال الطاقة بما يحتاجه من السياسات الداعمة.
وقال شي إن الصين وروسيا، بوصفهما بلدين بينهما شراكة تنسيق استراتيجية شاملة، تتمتعان بتعميق التعاون في كل المجالات، الأمر الذي وفر دعما قويا للتنمية المشتركة وتجديد الشباب الوطني في البلدين.
وفي معرض وصفه للتعاون في مجال الطاقة بأنه "الأكثر أهمية والأكثر فائدة والأوسع نطاقا" بين مجالات التعاون الثنائي، قال شي إن التنسيق الوثيق بين الجانبين لعب دورا إيجابيا في حماية نظام طاقة دولي نزيه وعادل وعقلاني ومنظم.
وفي سبيل دعم وتعميق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، قدم شي أربعة مقترحات. أولا، يتعين أن تتولى كيانات الأعمال قيادة التعاون وأن تلتزم بمبادئ تحقيق المنافع المتبادلة والنتائج المربحة للطرفين وأن تكون قابلة للتطبيق تجاريا. كما يتعين تعزيز التعاون في قطاعي التأمين المالي والطاقة لتحقيق الدعم المتبادل.
ثانيا، يتعين الاستفادة من الإمكانات الجديدة من أجل تحديث التعاون. يتعين تعزيز التعاون في إقرار معيار تقني للطاقة من أجل الاعتراف المتبادل بأهلية المؤسسات في البلدين والتضافر بينها. ويتعين أيضا دعم الابتكار التكنولوجي والتكامل بين تكنولوجيا المعلومات وقطاع الطاقة، وتعزيز التعاون في البحث والتطوير في مجال الطاقة. كما يتعين تعزيز تبادل الخبرات وبناء القدرات، إلى جانب دعم التبادلات بين المؤسسات البحثية في الجانبين بما يحقق هدف التعلم المتبادل.
ثالثا، يتعين تعزيز التكامل بين المصالح، والسعي إلى تحقيق تعاون أكثر شمولا وتكاملا على طول السلسلة الصناعية بأسرها. ويتعين أن يركز الجانبان على الحاضر بينما يتطلعان إلى المستقبل، ويجب عليهما أيضا الالتزام بالاستفادة من المزايا التكاملية والسعي نحو تحقيق نتائج مربحة للطرفين لتوسيع وتعميق التعاون فيما بينهما.
رابعا، يتعين تعزيز التعاون في مجال حوكمة الطاقة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة في مجال الطاقة. ويتعين على الجانبين العمل معا لحماية التعددية بقوة والمشاركة الفعالة في إقامة تعاون تعددي، سعيا إلى لعب دور بناء في نظام حوكمة الطاقة العالمي.
وأوضح شي أن الصين وروسيا تمتلكان آفاقاً واسعة وإمكانات هائلة للتعاون في مجال الطاقة، مضيفا "أستعد للعمل مع الرئيس بوتين لقيادة ودعم حكومتينا في خلق بيئة أعمال أفضل للشركات، وتوفير دعم أكثر شمولا على مستوى السياسات."
وأعرب عن اعتقاده بأن الشركات من البلدين، في ظل الحماية التي توفرها شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد، ستعمل معا لتعزيز التعاون فيما بينها بما يحقق مصالح الشعبين.
وقال بوتين إن منتدى الأعمال التجارية في مجال الطاقة انطلق بمبادرة مشتركة منه وشي العام الماضي ليكون منصة للجانبين تهدف إلى استكشاف إمكانية توسيع نطاق التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة.
وأضاف بوتين أن التعاون في مجال الطاقة أصبح جزءا مهما في شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والصين ومُكمِّلا لتلك الشراكة، وأصبح أسرع المجالات نموا في إطار التعاون الثنائي، موضحا أن التعاون في هذا المجال يحقق المنفعة المتبادلة.
وأشار إلى أن البلدين حققا تقدما إيجابيا في التعاون في مجال الطاقة في قطاعات البنية التحتية والتجارة والبحث والتطوير التكنولوجي، مضيفا أن العمل يمضي قدما في خطوط أنابيب النفط والغاز المهمة وفي غيرها من مشروعات التعاون الكبرى وفقا للخطط الزمنية الموضوعة.
وتابع "ستعمل الحكومة الروسية على تحسين القوانين واللوائح والسياسات ذات الصلة من أجل خلق بيئة سوقية ملائمة للشركات الأجنبية كي تستثمر وتعمل في روسيا."