دمشق 3 يونيو 2019 / تشهد أسواق العاصمة السورية ، دمشق ، هذه الأيام حركة نشطة ، مع اقتراب عيد الفطر ، وسط إجراءات أمنية مشددة في تلك الأسواق التي تشهد اكتظاظا بالحركة .
وشهد سوق الحميدية الشهير ، وسوق البزورية المجاور له بدمشق القديمة ، حركة كثيفة بالناس الذين أتوا لشراء الملابس الجديدة للأولاد ، وشراء ما يلزم لصناعة حلوى العيد ، في مشهد لم يكن مألوفا سابقا بسبب الظروف الأمنية التي كانت تعيشها دمشق سابقا قبل انسحاب المسلحين من الغوطة والسيطرة عليها من قبل الجيش السوري العام الماضي .
وتولي العائلات السورية لعيد الفطر أهمية خاصة ، وأكثرهم يقوم بصناعة الحلوى الخاصة بالعيد في منازلهم ، وآخرون يقومون بشرائها من الأسواق ، بالرغم من ارتفاع أسعارها .
وفي سوق البزورية المتخصص ببيع البهارات والمواد الأولية لصناعة الحلوى ، يدهشك حقا طريقة عرض البضائع للزبائن ، وأصوات الباعة التي تنادي بصوت عال ، لكسب الزبون ، وتقديم عروض مناسبة لشراء كمية وافية من تلك المواد .
وقال مازن ( 52 عاما ) الذي وقف على كرسي خشبي مرتفع أمام محله ، وينادي بصوت عال " قرب العيد يا صايم " ، إن " السوق هذا العام جيدة ، وهناك حركة مختلفة عن العام الماضي ، الكل يشتري المواد الأولية لصناعة حلو العيد " ، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الحلوى الجاهزة دفعت الناس لصناعتها بالمنزل .
وأضاف مازن لوكالة أنباء ( شينخوا) بدمشق اليوم إن " العيد له بهجة خاصة لدى أهالي دمشق ، فتجد الناس منهمكة في التحضير ، وشراء الثياب للأولاد في جو من الفرح الغامر " .
ومن جانبها اكدت أم ليث ( 47 عاما ) والتي كانت تحمل بعض الأكياس في يديها ، أنها تأتي إلى هذه الأسواق لشراء المواد الأولية لصناعة المعمول المحشو بالفستق الحلبي والجوز ، وكعك العيد ،مشيرة إلى أن الجيران في مكان سكنها سيساعدونها في صناعة الحلوى .
وقالت أم ليث لوكالة أنباء ( شينخوا) إن " أسعار الحلوى الجاهزة غالية ، وليس بمقدورنا ان نشتري كمية مناسبة ، لهذا جئت مع جارتي لشراء ما يلزم لصناعة حلو العيد " ، مشيرة إلى أن الأسواق مزدحمة كثيرا ، ويحتاج الواحد إلى ساعات طويلة كي ينجز مهمته .
الكثير من السوريين أكدوا أن طقوس عيد الفطر جميلة ، والكل منهمك بالتحضير ، والشراء ، وغالبيتهم ينتظرون إعلان تحديد يوم العيد .
ولم يخف أبو سعيد ( 48 عاما ) امتعاضه من ارتفاع الأسعار ، وخاصة الألبسة ، إلا أنه أكد أن عيد الفطر له خصوصية ، والكل يحرص على شراء ثياب جديدة لأولاده .
وقال أبو سعيد الذي جاء مع بعض أفراد أسرته إلى سوق الحميدية بدمشق إن " أسعار الألبسة غالية بعض الشيء قياسا لدخلنا المحدود ، ولكن رغم ذلك لابد من شراء بعض الحاجيات للأولاد " ، مؤكدا أن العيد بالنسبة للأطفال هو الحلوى والثياب الجديدة ، والألعاب التي تنصب بالساحات العامة .
وبدوره أكد أبو هاشم ( 55 عاما ) صاحب أحد المحلات التجارية بسوق الحميدية ، أن الحركة كثيفة والبيع جيد قياسا للسنوات السابقة ، كانت الناس تزور الأسواق ولكن لا تشتري ، مبينا أن الغالبية هذا العام تشتري وبقوة .
وقال أبو هاشم إن " الحكومة سمحت للتجار بتمديد ساعات العمل في فترة الأعياد ، والناس بعد الإفطار تنزل إلى الأسواق وتجول على المحلات لشراء ما يناسبها من البسة " ، مؤكدا أن عيد الفطر هو مناسبة هامة للتجار ، ومن خلاله يتحرك السوق ، وخاصة وان بعض التجار يكونون بحالة ركود وينتظرون العيد كي يسوقوا بضائعهم .
عشرات الأشخاص اصطفوا امام محمصة للقهوة العربية المرة ، ورائحة القهوة تملؤ السوق ، وتجذب تلك الرائحة الزكية عشاق القهوة ، ليشتروا القهوة التي تعد من طقوس العيد أيضا .
اما في سوق الميدان الشهير المتخصص ببيع الحلوى الدمشقية المعروفة ، فقد تفنى الباعة بعرض تلك الحلوى بأشكال مختلفة ، مع إضاءة ملفته للنظر ، فتشعر وكأنك في النهار ، مع أصوات الباعة التي تتناغم مع تلك الأضواء الجميلة ، لتضفي مشهدا مختلفا في ذلك السوق الذي عاد له الالق بعد عودة الأمن لدمشق وريفها .
وقال أبو سليم ( 64 عاما ) صاحب محل حلوى بسوق الميدان الشهير إن " هذا السوق له سمعة طيبة وكل السوريين يزورنه لشراء الحلوى والهدايا " ، مؤكدا أن حركة السوق نشطة لهذا العام .
وتابع أبو سليم يقول " انا شيخ الكار في صناعة الحلوى الدمشقية ، ومنذ نعومة اظافري وانا اعمل بها ، فهناك عشق بيني وبينها ، فالحلويات هي زينة العيد في كل بيت ، لذلك نحرص على تقديم منتج ممتاز يناسب اذواق الناس ، ونعرضها بطريقة جذابة " .
واعتبرت سلوى (43 عاما ) أن حلوى سوق الميدان ذات خصوصية بعيد الفطر ، مؤكدة أن أسعارها مرتفعة قليلا ، لكن طعمها لذيذ ، ويجب أن تكون على طاولة العيد .
وقالت سلوى التي اشترت كمية من الحلوى ، " أعاده الله عليكم وعلينا بالخير والبركة " ، مؤكدة أن عيد الفطر هو مناسبة اجتماعية هامة يتم من خلالها زيارة الأهل ، وتقديم التهنئة بحلول العيد ، لافتة إلى أن سوق الميدان يبقى لساعات طويلة في الليل يعمل ويبيع الناس .