سنغافورة 2 يونيو / مع اختتام حوار (شانغري-لا) الـ18 هنا اليوم (الأحد) كان الممثلون يحاولون الإجابة عن سؤال واحد: كيف نحافظ على السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا-الباسيفيك في عالم متزايد التمزق؟
وجاء الجواب على لسان عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصيني وي فنغ خه، أول وزير دفاع صيني يحضر الحوار منذ ثماني سنوات، حيث قال يمكن للشعوب في منطقة آسيا-الباسيفيك أن تبذل قصارى جهدها لبناء مجتمع مصير مشترك من أجل تحقيق هذه الغاية.
إن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وهو مفهوم طرحه الرئيس الصيني شي جين بينغ، تبعته الصين باستراتيجيات ومبادرات تنمية عملية. ومن الأمثلة على ذلك مبادرة الحزام والطريق التي حظيت بالترحيب من العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بلدان منطقة آسيا-الباسيفيك.
إن الصين ملتزمة بالاستقرار والازدهار الإقليميين والعالميين. عندما تكون هناك مشكلة، تدعو الصين دائما إلى مزيد من الحوار، بدلا من اللجوء إلى العنف أو التهديد به. ومع ذلك، فدائما ما تجد البعض يحاولون الاستفادة من إثارة المشكلات في المنطقة.
وفي خطابه، أشار وزير الدفاع الصيني إلى أن بعض الدول تخلق الانقسام والعداء عن عمد، وتسبب المواجهة، وتتدخل في الشؤون الإقليمية، وتتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وتلجأ في كثير من الأحيان إلى السلاح.
وندد بتصريحات القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان التي أدلى بها في الحوار الخاص بقضايا بحر الصين الجنوبي وتايوان، مؤكدا عزم الحكومة الصينية والجيش الصيني على حماية السيادة والأمن والمصالح التنموية على الصعيد الوطني.
وفي ظل الجهود المشتركة للصين ودول أخرى حول بحر الصين الجنوبي، شهدت الثقة المتبادلة بين دول المنطقة تعزيزا بشكل ملحوظ، كما أن الوضع العام في بحر الصين الجنوبي مستقر وآخذ في التحسن. ولطالما كانت الأنشطة العادية للملاحة والتحليق الجوي في منطقة بحر الصين الجنوبي سلسة وبدون انقطاع.
ومع ذلك، أرسلت الولايات المتحدة بشكل متكرر سفنا حربية وطائرات بالقرب من المجال الجوي والمياه لجزر بحر الصين الجنوبي والحيود البحرية، وأجرت عمليات استطلاع عن قرب وتدريبات عسكرية مستهدفة. وتعد هذه الأعمال ضارة بالسلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي.
وتعد الصين جميع البلدان، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، أعضاء متساوية في المجتمع الدولي. ومع السعي لتحقيق الرخاء المشترك في منطقة آسيا-الباسيفيك، ينبغي على جميع البلدان والشعوب احترام المصالح الجوهرية والاهتمامات الأمنية للجميع.
وعلى مدار الـ70 عاما الماضية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، لم تثر الصين أبدا حربا أو صراعا، ولم تتحرك نحو غزو أية دولة أخرى أو الاستيلاء على شبر واحد من أراضيها. لقد أثبت التاريخ وسيظل يثبت أن الصين لن تسير في طريق القوى الكبرى التي تسعى للهيمنة عندما تزداد قوتها.
يشهد العالم اليوم تغيرات عميقة، خاصة رد الفعل الذي طرأ مؤخرا ضد العولمة، وتزايد الأحادية والحمائية. تعرض الولايات المتحدة حاليا الأحادية وتضع مصالحها الخاصة فوق مصالح الآخرين، وتنسحب من المعاهدات والمنظمات الدولية. هذه الأعمال المتعمدة ضارة للغاية بالهيكل العالمي والمصير المشترك للبشرية.
تتبنى الصين دائما السلام والتعاون والخصوصية الوطنية والتعلم المتبادل. وعلى مدى السنوات الـ40 الماضية، شهدت العلاقات الصينية-الأمريكية نموا مطردا. إن الدرس الأكثر قيمة الذي تعلمته الصين من هذه العلاقة يتمثل في أن التعاون يفيد الجانبين بينما تؤذي المواجهة كليهما.
إن العلاقات بين الجيشين الصيني والأمريكي لها تأثير هائل على الوضع الأمني في منطقة آسيا-الباسيفيك. ويتعين على الجانب الأمريكي أن يلتقي بالجانب الصيني في منتصف الطريق وأن يهدف إلى عدم النزاع وعدم المواجهة، وأن يتسم بالاحترام المتبادل، والتعاون المربح للجميع، وجعل علاقاته العسكرية عامل استقرار للعلاقات بين البلدين.
ويشهد العالم حاليا تغيرات عميقة لم نشهدها على مدار قرن. إن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، الذي اقترحته الصين، توجّه عظيم. كما أنه يعد الاختيار الصحيح لضمان التعايش المتناغم بين بلدان منطقة آسيا-الباسيفيك وكذلك في جميع أنحاء العالم.