مقالة : الزراعة التركية تنتظر حبل الإنقاذ

أنقرة 5 مايو 2019 / كانت تركيا حتى الثمانينيات، فخورة بكونها واحدة من دول قليلة مكتفية ذاتيا في الزراعة، ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي، حيث تطعم شعبها من أراضيها الخصبة، ولكن الآن أصبحت تعتمد على الاستيراد وأدى الركود إلى جعل الوضع أسوأ.

ومن المتوقع أن تكشف الحكومة التركية النقاب عن خطة زراعية شاملة للـ25 عاما القادمة بهدف تخفيف حدة الأزمة فى ظل الانخفاض الكبير فى الإنتاج والقوة العاملة.

قالت وزارة الزراعة والغابات التركية في قمة اقتصادية عقدت مؤخرا "تم تجهيز خارطة طريق تركية للـ25-30 عاما القادمة،" مضيفا أنه سيكشف النقاب عن الخطة قريبا، بدون ذكر ميعاد محدد وسط المخاوف المتزايدة في هذا القطاع.

وأكد الوزير أن الزراعة مهمة مثل قطاع الدفاع، ويتعين على البلاد خلق رؤية لحل المشاكل الهيكلية في قطاع الزراعة.

وقال خبراء إن النمو القوي الذي تمتعت به تركيا في العقد الماضي قبل الركود الذي شهدته في نهاية 2018 بعد انهيار العملة، كان له تأثير خطير على الانتاج الزراعي في البلاد، حيث أن النمو كان يعتمد بشكل كبير على انفاق المستهلك ومشروعات البنية الأساسية.

وأدى هذا إلى تحول سكاني هائل، حيث ترك 2 مليون شخص عملهم فى الزراعية للانتقال إلى مناطق حضرية. وانخفضت نسبة القوة العاملة في الزراعة للنصف تقريبا الى 15 في المائة وتم التعدى على مساحات كبيرة من الأراضى الصالحة للزراعة.

وأصبحت الدولة التي كانت في الماضي فخورة بكونها مكتفية ذاتيا في الأمن الغذائي، الآن في المرتبة الـ48، بعد السعودية وقطر، بين 113 دولة ومنطقة، ضمهم أحدث مؤشر للأمن العالمى لوحدة الاستخبارات الاقتصادية.

وبدأت تركيا تشعر بشكل أكبر بعواقب الاعتماد على استيراد المنتجات الزراعية، حيث دخل الاقتصاد في حالة من الركود وارتفعت أسعار الغذاء بنسبة تزيد عن 30 في المائة سنويا في شهر يناير.

وأشارت احصاءات إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فقد المدن الكبيرة، ومن بينها اسطنبول وأنقرة أمام المعارضة في انتخابات البلديات التي عقدت في 31 مارس، بسبب قلق الناخبين بشأن انهيار الاقتصاد وزيادة أسعار الغذاء.

وقال علي أكبر يليديرم خبير محنك في الزراعة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يتعين على تركيا تشجيع الفلاحين على الفور، عن طريق جميع الوسائل الممكنة للإنتاج المحلي وألا تعتمد على الاستيراد، وهذه هي أسهل طريقة ولكنها ليست الأفضل."

تستورد تركيا كميات من الغذاء تستطيع أن تنتجها بنفسها، من بينها الشعير والقمح والقطن. وتضم الواردات الأخيرة، البطاطس والبصل، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير، ما دفع السلطات إلى اتخاذ اجراءات صارمة مع المراقبين فيما يتعلق بتخزين هذه الخضروات.