مقالة خاصة: قراءآت حول خطاب الرئيس الصيني في حفل افتتاح الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:04:28.08:56

تقرير: انور عكاشة، صحفي سوداني

28 ابريل 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ظلت الصين وعبر تاريخها العريض تطرح العديد من المبادرات والمؤتمرات والمهرجانات وورش العمل في سبيل معالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعميق الوعي ورفد دول الجوار سيما الدول الافريقية بكل ماهو جديد في عالم التكنلوجيا والحوكمة الاقتصادية والمجالات الاكاديمية الكثير من المبادرات وجدت القبول ولكن لمبادرة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي كان لها الأثر البالغ ليس على دول الجوار فحسب وإنما على مستوى الكرة الارضية.

لا يختلف اثنان باحثان، على أن مبادرة الحزام والطريق الصيني هامة وضرورية بنسب متساوية للصين ولكل العالم ، قد لا يُدرك البعض أهمية هذه المبادرة الصينية، خاصة غير المشتغلين على أنفسهم لأجل “خصوصيتها الأممية”، لكن من جملة أهدافها، ما ذكره الرئيس الصيني شى جين بينغ في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي والتي قال فيها " البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، يتماشى مع الاتجاه التاريخي للعولمة الإقتصادية، ويستجيب لمطالب تعديل نظام الحوكمة العالمي التي يطرحها العصر، ويحقق التطلّعات القوية لدى مختلف شعوب العالم في حياة أفضل" . في تقديري ان الصين أنتجت خلايا وبنوك تفكير عبقرية وهادئة التفكير، إستناداً الى تفعيلات “حركة الإصلاح والانفتاح” الصينية، وهذا “الانتاج” كان وما يزال يتناغم وينسجم مع تفعيلات هذه الحركة نفسها، وبرنامجها في مدّ سُبلها وقطاراتها وسفنها نحو كل أنحاء الصين والعالم، ومتزامناً في وقت واحد مع تعظيم حجم الإنتاج السلعي والفكري والروحي في الصين عموماً.

وفي هذا المنحى، اود ان اُشير إلى نقطة هامه ذكرها الرئيس الصيني شي جين بينغ تتعلق بتفعّيل الإيجابيات والقوى الكامنة عند الجميع في إطار التعاون الثنائي والثلاثي ومتعدد الأطراف، وأضاف " لنبني من حبات الرمال أبراجا ، ومن الجداول الصغيرة أنهارا " . ولاشك ان ما ذكره شى قد تحقق بالفعل وفى غضون الفترة الاخيرة عملت الصين وتستمر تعمل على تنمية قدرات التفكير لدى طلاب المدارس والجامعات، بصورة جادة و “منضبطة”، وتخليق “بنوك تفكير”، او بوصف أدق – “خلايا تفكير” وطنية، كما يُسمّونها بدقةٍ، تستطيع استنباط الأفضل في تطوير الصين، والأخذ بعين الاعتبار للإدراك العميق للأنماط القومية والوطنية للحياة والمعتقدات الفكرية والتاريخية والدينية الكثيرة والمتواجهة أحياناً، التي تحملها وتحميها الشعوب التي تنتشر على ضفاف طريق الحرير الجديد – الحزام والطريق – ، والتي باتت تتزاحم اليوم للكسب من “الحزام والطريق”، وجذبه نحو أراضيها، في محاولة “للكسب السريع” من توظيفات الصين المالية الضخمة والبنك الآسيوي للاستثمار في البُنية التحتية، لتنتشل نفسها من الفقر والتخلف الحضاري والصناعي، والنهب والوصاية الاستعمارية التي بقيت منذ قرون تتحكم بها.

وكان من ابرز ما جاء في كلمة الرئيس الصيني "شي" هو ان بلاده تتعهد بعدم خفض عملتها لإفقار جيرانها بعد إتهامات الولايات المتحدة للصين بتعمد خفض قيمة عملتها لإعطاء صادراتها ميزة، ومثلت هذه القضية جانبا من المفاوضات الحالية بين واشنطن وبكين التي تهدف لإنهاء نزاعهما التجاري، كما أضاف شي إن الصين ستواصل تحسين آلية تشكيل سعر صرف عملتها الرنمينبى ( اليوان) والحفاظ على استقرار سعر الصرف بشكل عام على مستوى معقول ومتوازن، يذكر ان البنك المركزي الصيني اكد التوقف عن التدخل في سوق النقد الأجنبي، وعدم استغلال أسعار الصرف لتعزيز الصادرات وليس كأداة في الخلافات التجارية.

وفى صعيد متصل ذكر الرئيس شي ان الصين تدعم 5000 شخص لتعزيز التبادلات الإبداعية بين دول الحزام والطريق وهذا الامر من شأنه يعمق من مفهوم الثقافة الصينية بين دول الجوار ودول الحزام والطريق ويعمل على انفتاح عريض يشمل كل مكونات القوميات الصينية ، كما اكد شي في حديثه ان الصين تعمل على تطوير البنية التحتية بنسبة عالية من الجودة تواكب التنمية المستدامة وفى تقديري تأتى هذه التصريحات ضمن مبادرة الحزام والطريق التي اطلقها شي ، ووقعت الصين من خلالها عدد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية سيما مع الدول المطلة على طريق الحرير وتقدر بحوالي 174 وثيقة تعاون حول مبادرة الحزام والطريق مع 126 دولة ومنطقة و29 منظمة دولية ومنها 17 دولة عربية وهذا يؤكد ان الصين تمضى بعزيمة وقوة راسخة وزاخرة بالحيوية، التي تفضي بالأمة الصينية الى الدخول الى مستقبل مزدهر وآفاق مُشرقة في واقع حضاري متطور، تنال فيه الخيرات المادية والروحية المرجوّة دون عناء، ذلك أن لها كامل الحق في ذلك.