بكين 27 إبريل 2019 / أشاد خبراء عرب وأجانب اليوم (السبت) بالإنجازات الهائلة التي تحققت في إطار مبادرة الحزام والطريق كمثال على التعاون الذي تحتاجه الدول، مشيرين إلى أنها تحمل طاقة نور ويمكن أن تحقق إنعاش اقتصادي عالمي هائل.
جاء ذلك خلال لقاءات أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش حضورهم الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين.
واتفق الخبراء على أن المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 قد حققت نتائج أدت إلى ضخ زخم نمو قوي في عالم مليء بالشكوك.
وقال محمد العنزي، إعلامي كويتي، إن المبادرة مشروع استراتيجي ضخم وتهدف إلى إقامة شراكات شاملة ولا تركز على التبادلات التجارية فقط، مضيفا أن مشاريع كثيرة نفذت في إطار المبادرة حول العالم خلقت المزيد من فرص العمل وساعدت على تحسين مستويات معيشة المواطنين.
ونوه العنزي إلى أن المبادرة يمكن أن تساعد الدول على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، مضيفا ان دعم المزيد من الدول لها يأتي انطلاقا من أهميتها والمبادئ الجديدة التي ترسيها على صعيد التعاون العالمي المشترك القائم على المنافع المتبادلة والكسب المتكافئ والمساواة والعدالة.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكات من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا على مسارات طريق الحرير القديم وما وراءه وبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البحري للقرن الـ21.
وقال العنزي الذي حضر الى العاصمة الصينية بكين مع 1600 صحفي ومراسل أجنبي لتغطية الحدث إن المبادرة مثال جميل على نوع التعاون الدولي الذي يحتاجه العالم.
وأضاف "العالم اليوم يواجه تهديدات من الإرهاب وتغير المناخ والحروب التجارية وغيرها. الحاجة الى مزيد التعاون الآن باتت أقوى من أي وقت مضى".
وكما حضر محمد عثمان عبدي، صحفي صومالي، الحدث وقال إن الصين نجحت في تحويل رؤية إلى واقع يحمل آفاقا أفضل للعالم أجمع.
وأوضح أن المبادرة تدعم السلام والاستقرار بالتنمية، لأنها تستهدف مشاريع تمس حياة المواطن من بنية تحتية وموانئ وطاقة وشبكات نقل برية وسكك حديدية، وكلها أمور مهمة تمس الاحتياجات الأساسية للناس وحقوقهم في التنقل والعيش بكرامة والرفاهية.
وأكد أن جميع الدول بحاجة إلى الاستفادة من هذه المبادرة الإنسانية والفكرية والثقافية والاقتصادية، قائلا:"إنها مبادرة للسلام، منصة تعامل فيها جميع الدول على قدم المساواة بغض النظر عن حجمها ودون شروط سياسية هذا أهم ما فيها".
وأوضح أن المبادرة عززت الترابط العابر للحدود بمشاريع ضخمة، مستشهدا بخط نيروبي-مومباسا وخط أديس أبابا -جيبوتي في شرق أفريقيا.
وحضر ما يقرب من 5000 مندوب من أكثر من 150 دولة و 90 منظمة دولية في العاصمة الصينية من الخميس إلى السبت للمشاركة في الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي.
وقد انضمت حتى الآن 126 دولة و 29 منظمة عالمية إلى مبادرة الحزام والطريق. وافتتح الرئيس الصيني المنتدى يوم الجمعة بحضور 37 رئيس دولة وحكومة وألقى كلمة رئيسية.
وفي يوم الخميس، تم عقد أكثر من 10 منتديات فرعية حول التجارة والتمويل والتعاون الإقليمي والاتصالات الرقمية والتبادلات الشعبية، بالإضافة إلى مؤتمر الرؤساء التنفيذيين الذي حضره حوالي 900 ممثل من الشركات والمؤسسات التجارية ومجموعات الأعمال من الداخل والخارج.
وقال مندوبون إلى المنتدى لوكالة ((شينخوا)) أن زيادة المشاركة تدل على الثمار الجيدة للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق كما تأتي ايمانا بالنتائج ادلإيجابية التي تحققت ولاسيما بعد الدورة الأولى للمنتدى التى عقدت في مايو عام 2017 ببكين.
وقال تشارلز بيلغرين من فرنسا 24 إن الصين تلتزم باحترام السيادة والشواغل الأمنية لجميع البلدان المعنية ولذلك حظيت مباردتها التنموية باعتراف دولي.
وأضاف أن ممرات التعاون الاقتصادي الدولي للمبادرة ولاسيما بين قطارات الشحن بين آسيا وأوروبا تلعب دورا في إقامة وتعزيز شبكات الاتصال والترابط بين آسيا وأوروبا، مما يؤدى إلى حد كبير إلى خفض كلفة المنتجات وتعزيز حركة رأس المال والمعلومات وتدفق التقنيات بين المناطق، وبالتالي تحقيق تعاون متبادل المنفعة وتنمية مشتركة مفيدة للجميع.