نصر الله يستبعد وقوع عدوان إسرائيلي على لبنان

بيروت 22 أبريل 2019 /استبعد أمين عام (حزب الله) اللبناني السيد حسن نصر الله اليوم (الإثنين) وقوع حرب إسرائيلية على لبنان.

ونفى نصر الله، في كلمة متلفزة خلال احتفال بالعيد السنوي لكشافة الامام المهدي ما نسب اليه في صحيفة كويتية حول "الحرب مع إسرائيل وإمكانية استشهاد بعض القادة" واعتبره من نسج الخيال.

وكانت صحيفة ((الرأي)) الكويتية قد نشرت تقريرا يوم (الأحد) الماضي نسبت فيه إلى نصر الله قوله في اجتماع لقادة مناطق في الحزب إن هناك إحتمالا مرتفعا لإندلاع حرب مع إسرائيل في الصيف المقبل تودي بأكثر قادة الصف الأول.

وشدد نصر الله على أن "أي حرب اسرائيلية تحتاج إلى حرب برية لحسم أي حرب وهذا غير متوافر لدى العدو" في حين أن "الزمن الذي كانت فيه إسرائيل تحسم الحرب من الجو قد انتهى".

واعتبر أن إسرائيل غير قادرة على رد الصواريخ، مشيرا إلى ان "الجبهة الداخلية الاسرائيلية غير جاهزة للحرب".

لكن نصر الله لفت الى أن "إسرائيل عدو طماع طبيعته المكر وكل الاحتمالات تبقى قائمة وأن المقاومة تعمل وتبني على اسوأ الاحتمالات ولا تدخل في تحليل سياسي".

وأكد أن "التعاون الميداني بين الحلفاء في سوريا ما يزال كما كان في السابق ويجب الحذر من كل ما يقال ويكتب".

وأدان نصر الله "التفجيرات الارهابية" الأخيرة في سريلانكا ووصفها ب"الجريمة المروعة"، داعيا "إلى مواجهة شاملة للإرهاب ولجذوره ولكل من يقف خلفه ويدعمه".

وتطرق إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول إيران التي ادلى بها اليوم وقال "هي مشهد جديد من مشاهد الاستعلاء والعتو على العالم كله".

واعتبر أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه يمارس ويدعم الإرهاب ويتهم الآخرين به".

ولفت إلى أن "شعوب العالم مطالبة برفض السياسات الأمريكية الاستعلائية على إيران وفلسطين واليمن وغيرها"، معتبراً أن "هذه الدولة الطاغية التي لا تعترف بمؤسسات دولية يجب أن تصبح العدو الأول في ثقافتنا"، على حد قوله.

وحول الوضع في لبنان، أوضح نصر الله أن هناك "إجماعا في لبنان بأن الوضع المالي صعب ومتأزم"، مشيرا إلى "إجماع على التعاون بين جميع القوى السياسية في لبنان لتحمل المسؤولية وإيجاد الحل".

ورأى أن "ما يجري من نقاشات حول الموازنة العامة هو أول خطوة للاصلاح المالي وفرصة ذهبية للحد من الهدر المالي".

واعتبر أن الحل الاقتصادي في لبنان يحتاج إلى قرارات صعبة وحكيمة وشجاعة، مشيرا إلى أن "ما يجري من مناقشات هي فرصة ذهبية للحد من الهدر والفساد المالي في الدولة".

وأشار إلى أن "حزب الله منفتح على أي نقاش لكن لديه ثوابته وأبرزها عدم المس بالفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود"، مشددا على مناقشة "الإجراءات الاقتصادية بدراسة وبدقة وبدون تسرع وليس تحت عامل الضغط الشعبي والحسابات الانتخابية".

ويحتدم النقاش الحكومي والنيابي حاليا في لبنان حول خفض عجز الموازنة للعام 2019، بعدما كان لبنان قد تعهد بخفض عجز الموازنة بنسبة 5 في المائة على مدار 5 سنوات ضمن الإصلاحات التي تعهد بها في مؤتمر "سيدر" للمانحين الذي انعقد العام الماضي في باريس وأقر مساعدات وهبات لدعم الاقتصاد اللبناني تبلغ أكثر من 11 مليار دولار أمريكي كقروض ومساعدات.

وكانت حكومة لبنان تعهدت في مؤتمر "سيدر" تنفيذ برنامج اصلاحي يتضمن وضع حد للعجز والخسائر في قطاع الكهرباء واصلاح وترشيق الادارة العامة ومكافحة الفساد.

يذكر أن العجز في موازنة لبنان في العام الماضي قد بلغ 6 مليارات دولار في حين بلغ الدين العام حتى شهر نوفمبر الماضي نحو 84.02 مليار دولار حيث تشكل هذه المديونية قرابة 150 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.