تقرير: لأول مرة في بكين.. قطع أثرية ثقافية ثمينة تعرض التنوع الثقافي على طول طريق الحرير

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:04:16.16:34

بقلم / تجو سونغ،صحيفة الشعب اليومية

ترجمة: صحيفة الشعب اليومية اونلاين

تحت رعاية المتاحف الوطنية في الصين و12 دولة أخرى على طول " الحزام والطريق"، تم افتتاح يوم 11 ابريل الجاري في العاصمة الصينية بكين معرض يتضمن 234 قطعة من الآثار الثقافية الثمينة تروي التنوع والتبادل الثقافي على طول طريق الحرير. وسيستمر المعرض حتى 14 يوليو 2019.

قال وانغ تشون فا، مدير المتحف الوطني الصيني، أن المعرض يهدف إلى عرض روح طريق الحرير من خلال إظهار تكامل الفن والتكنولوجيا بين الحضارات على طول "الحزام والطريق" والكشف عن أن بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية هو اتجاه التطور المستقبلي في العالم.

ينقسم المعرض إلى قسمين: "طريق الحرير البري" و "طريق الحرير البحري"، يضم آثار ثقافية ثمينة من ثلاثة عشر بلدا على طول طريق الحرير منها الصين وكمبوديا واليابان وكازاخستان ولاتفيا ومنغوليا وسلطنة عمان وبولندا وكوريا الجنوبية ورومانيا وروسيا وسلوفينيا وطاجيكستان. وأن الآثار الثقافية التي عرضتها مختلف البلدان ليست كنوز وطنية وحضارية وطنية مهمة فحسب، وأنما آثار تعكس التبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية على طريق الحرير.

وفقا للمعرض، بدأت الصين الاتصال مع الجزء الغربي من أوراسيا في وقت مبكر من عصور ما قبل التاريخ، حيث تم العثور في مناطق صينية مثل قانسو وتشينغهاي وخنان على قطع أثرية تقليدية للثقافة التوربينية التي نشأت في روسيا. ويمكن للجمهور أن يشاهد في المعرض رماح توربينو التي جمعت في المتحف الوطني الصيني تشبه شكل الرماح المرسلة من روسيا.

تظهر الصورة نموذج من رمح توربينو بالمتحف الوطني الصيني. صورة: الموقع الرسمي المتحف الوطني الصيني.

رأس الرمح على شكل ورقة من بين " قطعة روسية " في المعرض. صورة: الموقع الرسمي للمتحف الوطني الصيني

في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، دمج الإمبراطور وو من أسرة هان بشكل فعال القسم الشرقي من "طريق الحرير". وبعد ذلك، ضمت الإمبراطورية الرومانية القسم الغربي من طريق الحرير أيضًا. وخلال فترة من التاريخ، أصبح "طريق الحرير" قناة تجارية وثقافية آمنة وفعالة نسبيًا، ولم يتوقف التواصل بين الشرق والغرب. وتجسد قطعة اثرية من المتحف الوطني البولندي والمتمثلة في طبق خزفي ايراني مصنوع على النمط الصيني بوضوح التبادلات الاقتصادية والتجارية والتفاهم الثقافي المتبادل على طول طريق الحرير. كما يرى الخبراء أن الكأس الذي يعود الى اسرة تانغ الصينية المكتشف في لاتفيا يمكن أن يكون قد سافر على يد العديد من رجال الاعمال من آسيا الوسطى وبلغاريا والدولة الاسكندنافية على طول الطريق الى ساحل البلطيق.

صحن خزفي ايراني على النمط الصيني من المتحف الوطني البولندي يوضح بشكل واضح التبادلات الاقتصادية والتجارية والتفاهم الثقافي المتبادل على طريق الحرير. المصدر: الموقع الرسمي للمتحف الوطني الصيني

قطعة أثرية صينية وحيدة تم اكتشافها في لاتفيا -كأس تعود الى أسرة تانغ. المصدر: الموقع الرسمي للمتحف الوطني الصيني

كما يتضمن معرض "طريق الحرير البحري" العديد من القطع الاثرية الثقافية النادرة. في عام 1913، اقترح ساشا الفرنسي الشهير العالم في الحضارة الصينية لأول مرة مفهوم "طريق الحرير البحري". ونظرًا لأن اساس التجارة على طول الطريق هي الخزف والتوابل، فإن خط المرور البحري هذا يُعرف أيضًا باسم "طريق التوابل البحري" و" طريق الخزف البحري". ومجموعة التحف الرائعة من المتحف الوطني العماني والمتمثلة في لوحات مخططة بلغة حضرموت تسجل ثقافة مملكة حضر موت المرموقة استنادا لتجارة اللبان المزدهرة.

لوحة مخططة بحروف لغة حضرموت من المتحف الوطني العماني. المصدر: الموقع الرسمي للمتحف الوطني الصيني

كتب المتحف الوطني الكوري مقدمة في المعرض يؤكد أن تاريخ طريق الحرير له أهمية بعيدة الدى بالنسبة للذين يعيشون في الوقت الحاضر. ويمكن للمناطق التي تغطيها الشبكة الواسعة أن تتعاون وتتقاسم الرخاء من خلال التبادلات، وبالتالي إزالة الحواجز والاتفاق مع بعضها البعض. ويساعد طريق الحرير الدول الثلاث الواقعة شرقه مثل كوريا الجنوبية والصين واليابان على فهم التقاليد الثقافية لكل منهما.

جرة فخارية ثلاثية الالوان والارجل من عهد أسرة تانغ في المتحف الوطني الكوري. المصدر: المتحف الوطني الصيني

قال وانغ تشون فا، مدير المتحف الوطني الصيني، إنه بناءًا على مبادرة الرئيس شي جين بينغ، أخذ المتحف الوطني الصيني زمام المبادرة في عقد أول مؤتمر دولي لجمعية متاحف الدول على طول طريق الحرير في نوفمبر 2018، وتوقيع اتفاقية التعاون الإطاري بين متاحف الدول الواقعة على طول الطريق". مضيفا، أن المعرض هذه المرة هو إجراء ملموس لتنفيذ اتفاق التعاون في إطار جمعية التحالف.