بيروت 10 أبريل 2019 /نظمت قوة حفظ السلام الصينية في قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان "يونيفيل" لأول مرة اليوم (الأربعاء) جلسة اتصال عن بعد عبر الإنترنت بين الطلاب في مدرسة الليسيه الفرنسية الدولية ومدرسة صينية في هويتشو وهي مدينة في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين.
وقد قام طلاب الصفين الثالث والخامس في المدرستين اللبنانية والصينية بتقديم أنفسهم لبعضهم البعض عبر مكالمة فيديو ربطت بين لبنان والصين.
وقدم الطلاب اللبنانيون أنفسهم إلى أصدقائهم الصينيين مستخدمين اللغة الصينية، كما قدم طلاب المدرستين رقصات تقليدية وطنية بالإضافة إلى الغناء والعزف على الآلات الموسيقية.
وقام هادي عبد علي ، الذي يبلغ من العمر 11 عاما بتلاوة قصيدة باللغة العربية للشاعر الشهير نزار قباني ثم ترجمها زميل له إلى اللغة الإنجليزية لكي يفهمها أصدقاؤه الصينيون في هويتشو.
وعلاوة على ذلك ، قام تلاميذ من مدرسة هويتشو بأداء عرض للفنون القتالية الصينية.
وأوضحت روى عبود ، المديرة التنفيذية في مدرسة الليسيه الفرنسية الدولية ، أن الطلاب في مدرستها بدأوا يتعلمون اللغة الصينية مع اليونيفيل ابتداء من شهر ديسمبر من العام الماضي بهدف تعريف الطلاب على الثقافة والتقاليد الصينية.
وقالت لوكالة أنباء (شينخوا) إن المشروع بدأ بمجموعتين تضم كل منهما 17 طالبا ولكن اليوم بات العدد حوالي 5 مجموعات تضم كل منها 17 طالبا يدرسون اللغة الصينية.
وقالت عبود إن الأطفال وعائلاتهم سعداء جدا بهذا النشاط الجديد الذي دفع إدارة المدرسة إلى مطالبة قائد قوة حفظ السلام الصينية في اليونيفيل بمواصلة تدريس هذه الدورات .
وأضافت "سيستمر المشروع بالتأكيد ونحن نهدف إلى المضي قدما الى تعليم اللغة الصينية في مدرستنا كلغة خامسة إلى جانب العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية".
ولفتت الى إن مدرستها ستكون الأولى في جنوب لبنان التي تدرج اللغة الصينية في مناهجها.
وأضافت عبود أن الطلاب درسوا حوالي 15 حلقة من دورات اللغة الصينية حتى الآن وهم قادرون بالفعل على التحدث وهو أمر مدهش ، كما إنهم قادرون على تقديم أنفسهم والغناء باللغة الصينية.
وأشارت إلى أن الطلاب أبدوا حماسة كبيرة لتعلم اللغة الصينية لأنها ثقافة جديدة تختلف تماما عن اللغة الفرنسية أو الإسبانية على سبيل المثال".
بدورها قالت آية قاسم الطالبة البالغة 11 عاما من العمر لوكالة أنباء (شينخوا) "أحب أن أستمر في تعلم اللغة الصينية ؛ إنها ثقافة جديدة أرغب في معرفة المزيد عنها".
وذكرت إنها متحمسة جدا للغة الصينية لأن والدها يسافر كثيرا إلى الصين للعمل "وبهذه الطريقة يمكنني مساعدة والدي في العمل في وقت لاحق".
وأوضحت أنها شعرت في البداية أن اللغة الصينية صعبة "ولكن مع الوقت أصبحت أسهل".
من جانبه قال الطالب يوسف بسمة (11 عاما) إنه يحلم أن يتحدث باللغة الصينية بطلاقة.
وقال "أحب الثقافة الصينية وأرغب بالذهاب إلى الصين ومعرفة المزيد عن البلاد وعاداتها وتقاليدها".
أما مدير مدرسة الليسيه الفرنسية الدولية جان كلود سوريو فقال لوكالة أنباء (شينخوا) إن تدريس اللغة الصينية سيسمح لطلابه أن يكونوا قادرين على مواصلة تعليمهم العالي في جامعات الصين وليس فقط في جامعات فرنسا والولايات المتحدة وكندا ، مؤكدا أن "تعليم طلابنا اللغة الصينية سوف يوسع آفاقهم".
يذكر أن دراسة اللغة الصينية تتنامي وتتزايد في لبنان، حيث يتفاعل اللبنانيون بشكل منفتح وإيجابي على التقارب والتواصل مع الثقافة والحضارة الصينية التي تستهويهم بفنونها وتقاليدها إضافة إلى انجازاتها وتطورها العلمي والتكنولوجي.
ويعتبر تعلم اللغة الصينية متاحا في بيروت لمختلف الفئات العمرية من الأطفال إلى الشباب والطلاب الجامعيين والباحثين وأصحاب الفضول الفكري ورجال الأعمال أو الراغبين باكتساب وعي أكبر بالثقافة الصينية وتعلم لغتها بدوافع مختلفة.
ويقوم "معهد كونفوشيوس" في جامعة القدّيس يوسف في بيروت بتدريس اللغة الصينية وكذلك جامعة الروح القدس، كما يمكن دراسة اللغة الصينية في الجامعة اللبنانية الرسمية والحصول على درجة البكالوريوس في هذه اللغة ، في حين تقوم مدارس عدة في بيروت بتدريس اللغة الصينية.